حجزوا قاطرة تموين كابل تقوية بث وقطعوا الطرق المؤدية إلى قراهم.. عصيان في قلب أبرز قبائل حاشد احتجاجاً على غياب الخدمات

حجزوا قاطرة تموين كابل تقوية بث وقطعوا الطرق المؤدية إلى قراهم.. عصيان في قلب أبرز قبائل حاشد احتجاجاً على غياب الخدمات

- «النداء»
أهالي قبيلة «عيال قاسم» في منطقة خارف- محافظة عمران، يتذكرون جيداً أول حكومة رأسها عبدالعزيز عبدالغني منتصف السبعينات، ومع الحكومة الأولى لعبد الغني يحتفظون في ذاكرتهم بأول وعد قطعته الدولة لشق طريق يربط منطقتهم بالعصر. وصباح الأحد أدار الغضب رؤوس رجال القبيلة فخرج بعضهم للاستيلاء على قاطرة تموين حكومية تابعة لتلفزيون صنعاء، بعد أن أوصلوا طاقمها بسلام إلى أقرب مكان. كان الطاقم مكلفاً بإيصال امدادات إلى منطقة «ذروة» حيث يقع كابل تقوية بث للإرسال الأرضي في المنطقة، لكن أبناء القبيلة سئموا، على الأرجح، سماع الوعود الحكومية التلفزيونية، فقرروا البدء بإعاقة الامدادات.
الوعد الذي صدر قبل 32 سنة قضى بانجاز طريق فرعي يربط الطريق الرئيسي بـ«قاع الشمس» ثم بـ«عيال قاسم». لم يتحقق الوعد على مدى 3 عقود، والعمل في الطريق البالغة 25 كم، توقف قبل 3 سنوات، أي منذ وفاة العميد مجاهد أبو شوارب أحد أبرز شخصيات حاشد في حادث مروري. وطبق مصادر محلية فإن 3 كم فقط تم تعبيدها وأقل من نصف كم تم سفلتته، قبل أن يتوقف المقاول عن العمل. العشرات من أبناء القبيلة قاموا أيضاً بقطع الطرق المؤدية إلى قراهم، و«رتَّب» عشرات المسلحين في جبال المنطقة استعداداً لمواجهة أية قوات حكومية.
إلى الطريق (التاريخية!) التي لم تُعبَّد ولم تعرف الاسفلت أبداً، يتذمر «عيال قاسم» من غياب خدمات أخرى، أبرزها خدمة الكهرباء. وهنا يستدعون توجيهات صريحة صادرة من الرئيس علي عبدالله صالح عام 1994، بإيصال النور إلى قراهم. لم تُنفَّذ توجهات الرئيس، وما زال قلب خارف ينبض في العتمة.
السلطة المحلية في عمران حركت حملة عسكرية من 15 طقماً لحسم العصيان المحدود، لكن مشايخ من قبائل مجاورة ضغطوا من أجل وقف الحملة، ولوحوا بالوقوف مع «عيال قاسم» في حال اعتمدت السلطات خيار القوة في التعامل مع المحتجين. ويقوم مشائخ من خارف ومرهبة وسفيان بجهود وساطة مع الشيخ عامر حسين النفيش لإنهاء قطع الطريق وتسليم القاطرة الحكومية.
إلى «عيال قاسم» تعيش قبيلة «عيال أحسن» المجاورة ظروفاً مماثلة. وبحسب المصادر فإن اعتماد القوة من قبل الحكومة من شأنه أن يضع الحكومة في مواجهة قبائل أخرى. المصادر أضافت بأن مشائخ من خارف عرضوا على «عيال قاسم» التهدئة، ومنحهم فرصة ل15 يوماً، للتوصل إلى التزام من السلطة المحلية بانجاز الطريق والمشاريع الخدمية الأخرى، وفي حال عدم وفاء السلطة بالتزامها فإنهم سينضمون إلى القبيلة في مواجهة الدولة.