بعد فشل أسلوب الإغواء واستدعاء رموز الحركة الاحتجاجية: هل تنفجر الأوضاع في شبوة وأبين؟ - صالح علي

بعد فشل أسلوب الإغواء واستدعاء رموز الحركة الاحتجاجية: هل تنفجر الأوضاع في شبوة وأبين؟ - صالح علي

التعاطي مع حركة الاحتجاجات التي تشهدها المحافظات الجنوبية والشرقية من قبل الحكومة لم يكن موفقاً.
كل الاجراءات المتبعة حتى الآن، أثبتت الأيام والنتائج أنها لم تكن صائبة، بل إنها حتى لم تكن تسير في الطريق الصح، هذه الاجراءات التي بدأت بها الحكومة منذ وصول الرئيس صالح إلى عدن، أخذت طابع الاستدعاءات واللقاءات الشخصية مع بعض ممن يظن أن لهم دوراً أو تأثيراً في سير حركة الاحتجاجات وتصاعدها من رموز حركة الاعتصامات ممن تمكنوا من الوصول إليهم. هذا النهج يكشف أن التشخيص كان خاطئاً.
فالتركيبة الاجتماعية للمحافظات الجنوبية والشرقية تختلف عن باقي المحافظات. وهي تركيبة اجتماعية لا تؤمن بدور الاشخاص ولا بالتبعية لهم، ولا يمثل لها مثل ذلك إلا أمراً لفظته قبل اكثر من خمسين عاماً.. وأصبح ذلك في ثقافتها من العادات البالية التي ترفضها بل ربما تزدريها.
لعلَّ ذلك ما أدركه الرئيس صالح وباقي القيادات العليا التي كانت تقوم بهذه المهمة، بعد أن أتضح ان كثيرين ممن تم الجلوس معهم وممن شملتهم تلك الاستدعاءات لم يفعلوا شيئاً للحد من تصاعد الحركة الاحتجاجية بل ان بعضهم عاد إلى الشارع أكثر قوة وتشدداً، ربما بعد ان استشعر تأثير تلك الاحتجاجات من خلال الإغراءات التي عرضت عليه.
 وإذا كانت الضالع هي مهد انطلاقة الحركة الاحتجاجية التي مر عليها هناك ما يقرب من عشرة اعوام تلتها ردفان ثم حضرموت فإن ما أعطى هذه الحركة بعداً أعمق هو دخول محافظتي ابين وشبوه ميدان الاحتجاجات.
السبب بسيط، فمحافظتا ابين وشبوه هما سند الرئيس صالح في الجنوب منذ حرب 1994. والآن فإن السباق الأهم بين السلطة ومعارضيها يجري فيهما.
 بدأت السلطة تعطي اهتماماً اكبر بالمحافظتين. ولعلها سلمت بأن الحفاظ على مراكز قوتها قد يكون الممكن الوحيد في الوقت الحاضر بعد ان بدأت تتضاءل فرص الظفر بموالين في مناطق أخرى كالضالع وردفان وحضرموت. أمّا المتقاعدون فقد ارادو تدشين النشاط الفعلي للحركة الاحتجاجية في أبين وتفعيلها من خلال الاحتفاء بالثلاثين من نوفمبر في منطقة دثينة، وهي ما تسمى بالمنطقة الوسطى في أبين التي تجمع مديريات مودية، الوضيع، لودر،وهي المنطقة التي كانت مسقط راس العديد من القيادات التي حكمت الشطر الجنوبي قبل الوحدة، وكانت أيضاً طرفاً اساسياً في كل الصراعات التي شهدها اليمن الجنوبي منذ يونيو 1969.
انضمام اعداد كبيرة اليوم إلى نشاط جمعيات المتقاعدين وتصاعد نشاطها في أبين التي ينتمي اليها الكثير ممن يمثلون الطرف الجنوبي في السلطة وحلفاء الرئيس صالح في حرب 1994.، بدأ يثير الشكوك حول بعض القيادات الجنوبية و علاقتها ربما بشكل غير مباشر، بتلك الحركة الاحتجاجية. هذه الشكوك اكد وجودها كلمة أحمد الميسري في حفل افتتاح ملتقى الشباب بعدن. حين وجه اتهاماً مباشراً لبعض القيادات في الدولة بأنها كانت وما تزال داعمة لجمعيات المتقاعدين
 الكلمة التي القاها الميسري بحضور الرئيس صالح وبثتها القناة الفضائية، ربما افصحت عن جزء من مضامين اللقاءات التي أجراها الرئيس ومساعدوه مع بعض رموز المتقاعدين.
هذه الاتهامات قد تفتقد لأسناد واثباتات في اللحظة الراهنة، لكنها قد تكون مقدمة لمفاجآت كبيرة في الأسابيع المقبلة، خصوصاً من خلال تسريبات متبادلة بين الحلفاء السابقين، وربما تبلغ الأمور حد الخلاف المعلن، فالصدام.