بين أنجح إتفاق بيئي وأزمة لم تحدث

بين أنجح إتفاق بيئي وأزمة لم تحدث - بشرى العنسي

«يحمل لنا هذا الشهر قصة نجاح بيئية عالمية. فبعد عشرين عاماً على إطلاق بروتوكول مونتريال لمعالجة تفكك طبقة الأوزون، يستطيع المجتمع الدولي أن يعلن بثقة نجاحه في التصدي الجماعي لهذه المعضلة...».
«بلغت المعاهدة الدولية لحماية طبقة الأوزون عامها العشرين هذه السنة ومازالت تدعي النجاح ولكن هل هناك فعلاً سبب للاحتفال؟».
مقدمتان لموضوع واحد، ولكن في أماكن مختلفة. فالفقرة الاولى وردت في إفتتاحية صغيرة لمجلة البيئة والتنمية في عددها الماضي والتي أفردت أيضاً مادة تتحدث عن الانجازات التي حققها «بروتوكول مونتريال» بوصفه «أنجح اتفاق ببيئي دولي أنقذ العالم من الفناء». فيما وردت الفقرة الثانية في مقال لـ«بين ليبرمان». (كبير محللي سياسات الطاقة والبيئة في مؤسسة هيرتيج في واشنطن) نقله موقع «نيوز يمن» تحت عنوان «أزمة الأوزون التي لم تحدث». كانت المناسبة لصياغة الموضوعين واحدة وهي مرور عشرين عاماً على بروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفدة لطبقة الأوزون ولكن الطرح كان متبايناً تماماً.
فمع قصة النجاح التي أوردتها المجلة للبروتوكول بدءاً بما حققه من خلال خفض استهلاك الدول الأطراف (191) للمواد المستنفدة لطبقة الأوزون (cfc) بنسبة 95٪_ وحققت البلدان النامية 72٪_ حتى العام الماضي، مروراً بقضيته التاريخية، وانتهاء بالأمل في قدوم (2009) بقضاء الدول النامية على العشرين في المئة الأخيرة من انتاجها واستهلاكها لمركبات الكلوروفلور والكربون التي تقضي على طبقة الاوزون (ستراتو سفير).
مع كل ما سبق سأل ليبرمان عما اذا كانت هناك حاجة للإحتفال بالبروتوكول وخاصة أن «التنبؤات العديدة المرعبة والرهيبة بالإصابة بأوبئة سرطان الجلد وتدمير النظام البيئي وغيرها لم تتحقق»، معتبراً أن استنزاف طبقة الأوزون كان تهديداً مبالغاً فيه في المقام الأول، وأن سلسلة المصائب الفظيعة لم تكن فعلاً في الصورة أبداً.
ويعتقد كبير المحللين أن المشاركين في بروتوكول كيوتو بشأن تغير المناخ سيلتقون بعد عقود من الآن ليهنئو أنفسهم لأن أي من تأكيداتهم المخيفة لم تتحقق، مختتماً بالسؤال عن مقدار ما سينفق في سبيل حمايتنا من المشاكل التي لا نعاني منها.
boshrasalehaliMail