تدشين برنامج ماجستير الإعلام يبدأ بخرق اللائحة.. طلاب اجتازوا الامتحان وآخرون بسطوا على مقاعدهم

تدشين برنامج ماجستير الإعلام يبدأ بخرق اللائحة.. طلاب اجتازوا الامتحان وآخرون بسطوا على مقاعدهم

- «النداء»
حين أصدرت عمادة كلية الاعلام، في5/9/2007، كشفاً بأسماء الطلاب المتقدمين لبرنامج التمهيدي ماجستير، كان ثمة ما يسترعي الانتباه: وجود اسم شخصية مرموقة جداً ضمن قافلة المتقدمين.
عبده علي عبدالرحمن بورجي، يشغل الرقم (6) في تسلسل الكشف ذاك. يشغل موقع السكرتير الصحفي لرئيس الجمهورية. وكان أحرز البكالوريوس في الصحافة من كلية الاعلام جامعة القاهرة بتقدير جيد جداً.
كان الأمر عادياً بالنسبة للبعض، وساراً للبعض، لكنه بدا في الغالب، مشهٍ جيد لإطلاق التعليقات اللاذعة.
في 27 من الشهر الفائت بدأ الطلبة التوافد الى قاعات الامتحان. في حين كانت رئاسة جامعة صنعاء وعمادة كلية الاعلام تخضعان لامتحان أخلاقي أشد صعوبة مما نتصور.
تشترط المادة 18 من لائحة الدراسات العليا (القانون الذاتي)، للتسجيل والقبول في الدبلوم، وتمهيدي ماجستير: «اجتياز امتحان القبول أو المقابلة الشخصية بموجب لوائح الكليات والأقسام، وأن يكون المتقدم متفرغاً للدراسة، واجتياز امتحان قبول في اللغة العربية واللغة الانجليزية والحاسوب، أو حسب شروط القبول في الكلية».
عبده بورجي رجل رفيع المستوى، لاشك، بيد أن سيادة الجامعة أكثر رفعة. وبالتالي كان عليه، وهو الرجل الأقوى في طاقم الرئاسة، الإذعان لقانون الجامعة، قبل أى شيء آخر.
لكن ما حصل هو على العكس مما يجب. فالجامعة لم تجشم نفسها عناء بأي من الشروط الاكاديمية. ولم يكن أمام رئاسة الجامعة وعمادة كلية الاعلام سوى الانصياع «لقانون السلطة الاعتباطي»، حسب تعبير دراسة اعدها منتدى الأتاسي تحت عنوان «الجامعة المستقلة والجامعة المستقيلة».
أخفقت الجامعة، بل أبعد من مجرد إخفاق: إنه خرق فج للائحة الدراسات العليا. بهذا الخرق كفت الجامعة عن كونها «موطن انتاج معايير العدالة والنظام والأصول» لتغدو حيزاً لتفريخ أخلاقيات الجور والتخلف.
في 27 من الشهر الفائت دشن رئيس جامعة صنعاء برنامج الدراسات العليا في كلية الاعلام.
 يومذاك شرع الطلبة في خوض امتحانات القبول في اللغة العربية والانجليزية.
يسع المرء، من أول وهلة، كشف الخروقات التي مارستها العمادة، الأول تلو الآخر.فإذا كانت لائحة الدراسات العليا تشترط في المتقدم أن لا يقل تقديره في البكالوريوس عن «جيد»، فإن لجنة القيد مررت ملفات تحمل «مقبول».
زعمت لجنة الدراسات العليا أن برنامج الماجستير يقتصر على خريجي قسم الصحافة والإذاعة، وبهذه الذريعة رفضت ملفات عدد من المتقدمين، لكنها، في الخفاء، استقبلت آخرين.
فوق ذلك، خاض بضعة طلاب الامتحانات التحريرية رغم انهم لم يدرجوا ضمن كشوفات المتقدمين للدراسات العليا.
وطبقاً لمصادر في كلية الاعلام، فإن إجمالي الطلبة الذين اجتازوا امتحانات القبول في تمهيدي ماجستير الاذاعة، فقط 17 طالباً، غير أن كشف المقبولين يحتوي على 25 طالباً، ما يعني أن 8 طلاب لا تنطبق عليهم الشروط أضيفوا الى قائمة المقبولين بطريقة غامضة.
بالطريقة نفسها، قررت لجنة الدراسات العليا قبول 25 طالباً في تمهدي ماجستير الصحافة، رغم أن عدد الطلبة الذين اجتازوا الامتحان فقط 14، فيما أدرج «آخرين بعدذلك.
لم يقف الأمر عند هذا الحد. ووفق معلومات «النداء» فإن الاقسام العلمية في الكلية لم تشارك في مناقشة وإقرار البرنامج، هذا الى جانب عدم إشراكها في حسم نتائج القبول.
تقول كشوفات النتائج أن الجديرين بالماجستير في الصحافة هم فقط 11طالباً، لكن لدى مطالعة ما يسمى بـ«كشف نتائج اختبارات الطلاب المتقدمين للدرسات العليا»، سنجد أن عدد المقبولين زاد على مراحل متباعدة. كانوا 11 طالباً، ثم أضيف 10 آخرين وأغلق الجدول من أسفل بخطين متوازيين، ثم أضيف تحت هذين الخطين 4 اسماء.
عندما بلغ العدد 25 لم يكن اسم عبده بورجي مدوناً ضمن الكشف، وبحركة مفضوحة شطبت، يد مرتبكة، كما يبدو، الإسم رقم 25، ودونت بخط باهت هذا الاسم:عبده بورجي.
أسوأ ما في الأمر أن الاسم المشطوب ما يزال بادٍ للعيان: احمد عبدالوهاب شرف المنصور.