في ذكرى ثورة اكتوبر.. حرب بيانات.. وتراشق إعلامي

في ذكرى ثورة اكتوبر.. حرب بيانات.. وتراشق إعلامي

-  الضالع - فؤاد مسعد
حلت قبل أيام الذكرى الرابعة والأربعين لثورة الرابع عشر من اكتوبر ضد الاستعمار البريطاني في جنوب اليمن متزامنة مع التصعيد الاحتجاجي في المحافظات الجنوبية والذي أخذ يتنامى منذ مارس الماضي بعد سلسلة الفعاليات التي نفذها المتقاعدون الجنوبيون من عسكريين ومدنيين تمثلهم سبع عشرة جمعية ويقودها مجلس تنسيق جمعيات المتقاعدين برئاسة العميدركن/ ناصر النوبة الذي يقبع في السجن منذ مطلع سبتمبر الماضي.
وفي عصر السبت الثالث عشر من اكتوبر وقعت حادثة المنصة التي راح ضحيتها عشرون شخصاً بين قتيل وجريح مما أضفى جواً من الكآبة والتوتر، لتشتعل بعدها بساعات قليلة حرب البيانات بين الأجهزة الأمنية من جهة ومنظمي حفل اكتوبر من جهة أخرى، وحمل كل منهما الآخر مسؤولية ما حدث.. وان كان بيان الداخلية قد حاول تحييد اطراف رئيسة في اللقاء المشترك من خلال تقديم الشكر لحزبي الاصلاح والناصري على ما اسماه البيان عدم المشاركة في اعمال الشغب محملاً المسؤولية الاشتراكي وناشطيه في ردفان، إلا ان البيان الصادر عن مشترك ردفان اظهر تماسك اطرافه وعبر عن ادانته لما اسماه اعتداء عناصر الأمن المركز على مواطنين عزل واطلاق الرصاص الحي عشوائياً عليهم بهدف اثنائهم عن الاعداد للاحتفال الذي بدا المشترك حاضراً فيه بقوة أربكت بعض دوائر السلطة التي حرصت على تحييده في التوتر الناشب في الجنوب، وان كانت وسائل الاعلام الرسمية لا تنفك تشير الى اتهام المشترك بتحريك هذه الفعاليات.
وفي خضم البيانات التي شهدتها تلك الليلة حضر مشترك الضالع بقوة عبر بيانه الذي اتسم بحدة نبراته، فعلاوة على اتهامه لأجهزة الأمن بالاعتداء وجه ممثليه في محليات الضالع- حيث يشكلون غالبيتها- بمقاطعة حفل الرئيس في عدن والمشاركة الفاعلة في مهرجان ردفان، ورغم كثافة، الحشد البشري المشارك من ردفان ويافع ويهر إلا ان الضالع احتفظت بتواجد بشري مميز اضافة لحضور بارز لمعظم قيادات المشترك واعضاء الهيئة الادارية في محلي المحافظة.
يقول/ فضل الجعدي المسؤول السياسي لمشترك الضالع، حرصنا على الحضور فور وقوع القتل وكان نابعاً من قناعتنا بأهمية مشاركة اخواننا في ردفان ومن أجل العمل على تهدئة الاوضاع بعد إقدام أجهزة الأمن على قتل المواطنين.
كلمات المشاركين في الحفل لم تغفل ذكر ما أسماها المحامي يحيى غالب (مجزرة 13 اكتوبر) وقد استهلت فقرات المهرجان بقراءة الفاتحة على أرواح ضحاياها.. حيث قال الدكتور ناصر الخبجي رئيس اللجنة التحضرية للفعالية: إن  قوات الأمن المركزي تواجدت بشكل مكثف في مكان الاحتفال وبعد ما انتشرت في مداخل الشوارع الرئيسة وقامت باطلاق النار على المواطنين الذين كانوا موجودين في المنصة.. وطالب في البيان الصادر عن اللجنة التحضرية بضرو رة الاسراع في اجراء المحاكمة العاجلة للذين قاموا بالاعتداء على حياة الأبرياء.. وقد استهلت الناشطة توكل كرمان كلمتها قائلة: نهنئكم بشهدائكم الأربعة الذين سقطوا أمس على يد قوى البلطجة والطغيان.
وفي اشارة منه لحفل الرئيس الذي أقيم اليوم وبالمناسبة ذاتها في مدينة عدن.. قال القيادي الاشتراكي، عيدروس النقيب.. استغرب من احتفال يقام من قبل المتخمين في غرفة مغلقة، متسائلاً: ما علاقة هؤلاء بالثورة؟
وتوالت الكلمات من قبل جماعات المناضلين وشباب بلا عمل وتيار التصالح والتسامح وكلمة الحقوق والحريات وكلمة عن احزاب اللقاء المشترك في ردفان.
وفي كلمته المختصرة أشاد نائب الأمين العام للاشتراكي باستمرار النضال السلمي لمواجهة الفساد والظلم الذي لحق بالجميع.. وبدورها طالبت القيادة الاشتراكية، انتصار خميس برد الاعتبار لوحدة 22 مايو السلمية ونددت بسياسة الإقصاء التي انتهجتها ما اسمتها: سلطة 7/7 منذ حرب صيف 94 التي وصفتها بالعدوانية الظالمة.
وقد تتابعت تداعيات مهرجان ردفان حيث منعت قناة الجزيرة من بث خبر الاحتفال وتم تهديدها باغلاق مكتبها في صنعاء في حال قامت ببث الخبر.
وفي الوقت ذاته شن الرئيس في اكثر من خطاب هجوماً لا ذعاً على من اسماهم (نفس الوجوه ونفس المطالب التي ادت الى حرب 94م) متهماً اياهم باستلام ارصدة من الخارج قال: انه يتم رصدها وهم يريدون تمزيق الوطن وصب الزيت على النار.. مصادر في قيادة جمعية المتقاعدين اعتبرت صدور مثل هذه الاتهامات محاولة بائسة للتهرب من المشكلات التي تستدعي ايجاد حلول عاجلة وليس عمليات ترقيع.
ومن جانبه قال الدكتور عبده المعطري الناطق باسم مجلس تنسيق جمعيات المتقاعدين: إن اللقاءات التي دعت اليها جهات عليا في السلطة بهدف احتواء التصعيد غير مجدية كونها لم تقدم حلولاً ناجحة لقضايانا.
واضاف في حديثه لـ«النداء»: أن من تلتقيهم السلطة بهذا الخصوص لا يمثلون الا أنفسهم.