يعلم بما تخفي الجيوب!

يعلم بما تخفي الجيوب! - منصور هائل

انعقد قران الفلكلوري بالكايكارتوري عصر يوم الاثنين الماضي بدار رئاسة الجمهورية وقد اطلقت عليه جوقه الاعلام السلطانية صفة لقاء الرئيس بأحزاب المعارضة مع أن شارع السياسة الماكر في هذه البلاد يحفظ حذافير حكاية أحزاب الأنابيب أو تلك الحزمة من المسميات المفرخة ويطلق عليها اسم أحزاب «آدم».
وبعد الاعتذار لكل من: حزب رابطة أبناء اليمن وحزب التجمع الوحدوي اللذين شاركا في اللقاء لا بأس من الإشارة إلى الملمح السينمائي الفلك- كاتوري الذي تبدَّى في اللقاء وانعكس في أحاديث بعض تلك الكائنات المتحفية المبرمجة بمقاييس زمن ما قبل الكمبيوتر بدلالة أنها ذهبت تطلق نيران ذخيرتها الفاسدة على الأحزاب الأخرى ومنها الحزب الاشتراكي، مثلاً. وكانت تغرف من منجم الخرداوات صفات مثل: «الماركسي» «الملحد»،«الشيوعي»... إلخ.
وحدثني صديق حضر الجلسة ان قيادات الحزب الحاكم التي كانت حاضرة، من الامين العام الى مساعديه، بدت وكأنها «الحمائم» بالقياس الى أولئك «المعارضين» الذين طالبوا بمحاكمة الأحزاب المؤيدة لاعتصمات واحتجاجات المتقاعدين في المحافظات الجنوبية ومحاكمة حركة الإحتجاجات برمتها لأنها، بحسبهم، «خيانة عظمىَ». وبالمختصر كانوا يطالبون بمحاكمة واعتقال بلد بكامله كان اسمه جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.
حتى عندما سمعوا الرئيس يتحدث ويقر بمشكلات حقيقية تحتاج الى حوار، أنكروا عليه ذلك واستنكروا تواضعه وزهده بمنجزاته التي غدت تضاهي أكبر المنجزات في دول العالم المتقدم.
ولما كان الرئيس هو الأخبر بأحزابه وأصحابه فقد نجا من براثنهم عندما مرق من بينهم بخفة غزال في اللحظة التي وضع فيها اللقاء أوزاره.
والحق، ولا بد من قول كلمة حق، أن الرئيس وبعد مراس طويل وذكي، صار يعلم بما تخفي الجيوب*، ولم يعد ينطلي عليه الكلام المعسول ولو كان عن منجزاته!
وبما أن معظم تلك الكائنات غير معروفة لدى صديقي الذي سمع الكثير مما لم يتيسر لنا سماعه؛ فقد خرج من اللقاء وهو يقول: «لقد عرفت الآن لماذا لا تقبل أحزاب اللقاء المشترك بحوار محفوف بحفلة زار؟!».

* تخفي الجيوب: يعني العرائض المطلبية بمساعدات او سيارات أو خلاف ذلك!
mansoorhaelMail