التظاهرات مستمرة في المكلا والاعتقالات تشمل عضو مجلس محلي وقيادات معارضة

التظاهرات مستمرة في المكلا والاعتقالات تشمل عضو مجلس محلي وقيادات معارضة

تجددت التظاهرات في المكلا مساء أمس، وسط مخاوف من اتخاذ الاحتجاجات السلمية في حضرموت ملمحاً عنيفاً، بسبب الاعتقالات التي شملت شخصيات قيادية معارضة.
وقالت مصادر محلية في المكلا إن قوات الأمن والشرطة ما تزال منتشرة في شوارع المدينة وأزقتها لمنع أية تجمعات.
وأضافت أن الأمن اعتقل مجموعة جديدة من المحتجين، فضلاً عن عشرات آخرين أُعتقلوا يومي السبت والأحد.
وكانت قوات أمنية اعتقلت ليل الاثنين، صلاح بن هامل عضو المجلس المحلي لمدينة المكلا عن حزب الإصلاح. وأكدت المصادر أن فواز حسن باعوم أُعتقل مساء أمس الثلاثاء. ومعلوم أن حسن باعوم واثنين آخرين من أبنائه هم فادي وسالم، معتقلون منذ السبت.
الاحتجاجات التي تشهدها المكلا منذ السبت، اتسمت بمشاركة كثيفة من الشباب في مؤشر على تصاعد السخط بين السكان.
وبسبب تدخل قوات الأمن لمنع الشغب، كما أفادت مصادر أمنية، قتل في اليوم الأول الشاب صلاح سعيد القحوم، وأصيب آخرون، بينهم أكرم العبد جرمان، الذي يتلقى العلاج في مستشفى ابن سيناء، ووصفت حالته بالحرجة.
محمد عبدالله الحامد، السكرتير الأول للاشتراكي في حضرموت، ورئيس اللجنة التنفيذية للمشترك، قال إن أعمال الشغب التي شهدتها المكلا السبت الماضي كانت رد فعل على اعتقال بعض النشطاء أثناء التحضير للمسيرة.
وإذ أشار إلى أن السلطات أبلغت بموعد المسيرة قبل 15 يوماً، أدان لجوء الأمن إلى استخدام الرصاص الحي ضد المواطنين.
واتجهت الأوضاع في المكلا نحو المزيد من التعقيد. وتشهد المدينة احتجاجات يومية منذ الستب. وردد بعض المتظاهرين شعارات اعتبرتها دوائر في السلطة والمعارضة مسيئة وقاسية. وقام شباب ساخطون بتكسير لوحات إعلانية تابعة لمجموعة السعيد، باعتبارها رمزاً للتسلط الشمالي على الجنوب.
وقلَّل الحامد من شأن هذه الممارسات والشعارات، وأكد بأن هيئة التنسيق التي تضم فروع أحزاب اللقاء المشترك، وحزب التجمع الوحدوي اليمني، وجمعية المتقاعدين في حضرموت ولجنة التصالح والتسامح وفعاليات مدنية أخرى، حرصت على تنظيم عقلاني للمسيرة، لكن الممارسات القمعية واستخدام الرصاص الحي فجَّر مخزون الغضب عند الشباب، ما أدى إلى تداعيات مؤسفة.
وإذ شدِّد على حرص المشترك والفعاليات المدنية والحزبية في حضرموت على التهدئة، قال إن السلطة لم تتفهم هذا الحرص، وأقدمت على إجراءات قمعية ما تسبب في المزيد من التدهور في الأوضاع.
وأشار الحامد إلى لقاءات عقدت مؤخراً بين قيادة المشترك في المحافظة ومسؤولين في السلطة المحلية وأعضاء من مجلس الشورى.
وقال عرضنا على هؤلاء العديد من المقترحات التي من شأنها تهدئة النفوس، وبينها اعتماد سياسات توظيف عادلة تحد من البطالة بين شباب المحافظة، فضلاً عن تطبيق حكم محلي واسع الصلاحيات، يتيح لسكان حضرموت إدارة شؤونهم اليومي بأنفسهم.
وإذ حذر من استمرار السياسات الحكومية الراهنة، فقد عزا الطابع الجهوي في الاحتجاجات لدى شباب المدينة إلى تفاقم مشاعر الحرمان لديهم جراء تزايد معدلات التوظيف لأبناء المحافظات الشمالية في حضرموت، علاوة على أن منتسبي الوحدات العسكرية والأمنية في غالبيتهم الساحقة هم من محافظات شمالية.
وبشأن استمرار التظاهرات لليوم الرابع على التوالي، قال الحامد إن هذ التظاهرات عفوية على الأغلب، ويلاحظ عليها غلبة العنصر الشبابي، فضلاً عن أقارب المعتقلين، وبشأن موقف المشترك من الشعارات المعادية لأبناء المحافظات الشمالية، أوضح بأن المشترك ضد هذه الشعارات، وأن محسن باصرة النائب الإصلاحي، والقيادي المعارض في المكلا، ألتقى مساء الأحد ممثلين عن جمعيات أهلية لأبناء محافظات شمالية، وذلك لتقديم توضيحات عما جرى، ولتطمينهم بأن ما جرى هو تصرفات من فئات محدودة لا تعبِّر عن أهالي المدينة ولا توجهات منظمي المسيرة.