طفلة صومالية تهدد والدتها: سأقتل نفسي، لأنني أشبه الوحش

عايشة إسماعيل حرسي تعيش في عذاب وقهر منذ أخذت أطفالها ووالدتها قذيفة صاروخية في مقديشو، أثناء الحرب.
دخلت عايشه اليمن في 1998 هاربة من حرب لا ترحم «هربت لنفسي وحيدة»، قالت. بعد أن طلقها زوجها الأول في الصومال لم تستطع مكابدة الحياة بلا شريك يساندها على قساوة العيش فقررت البحث عن نصفها الآخر. تزوجت هذه البائسة في اليمن بلاجئ مثلها، وفي مطلع 2007 أنجبت منه توأماً «نجمة، نجيب»، استمرت مع زوجها «أحمد» حتى 2003، لكنه طلقها تاركاً لها طفلين تتحمل وحدها أعباءهما. «أبوهم طلقني قبل 4 سنوات لأنه لم يصرف على البيت، ولا يجيب إيجار وحليب للأولاد»، قالت موضحة اسباب طلاقها، بعد أيام وسط غرفة في الصافية، مضت الأم الحنون كعادتها لطلب الرزق ذات يوم أقفلت باب الغرفة على توأمها، عندما قررت البنت التي لم تتجاوز ربيعها الثاني أخذ اعواد الثقاب كي تلعب وتمرح، فوقعت الكارثة التي احرقت وجهها الأسمر مع جزء من بطنها وكفها الأيسر.
ومن حسن الحظ أن والدتها «عايشة» عادت الى البيت بعد دقائق من نشوب الحريق الذي التهم أجزاء من جسد الطفلة البريئة، لتتمكن وجيرانها من إخماده.
أسعفت «عايشة» صغيرتها الى مستشفى الثورة الذي تكفل بمجارحتها دون إعطائها علاجاً، فيما لم تزل الطفلة العنيدة مصابة بتشوه كثيف على وجهها وأجزاء من جسدها الطري.
من يومها والتعيسة تتردد على شبَّاك المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، تناشدهم مساعدتها ومعالجة طفلتها التي حرمت من حنان والدها، بينما تقابلها الجهة المناشدة بالصد والتهميش «لم تعطنا المفوضية ولا ريال، نريد أن نعالج بنتنا، وهي لم تعطينا منذ لجأنا سوى مرتين (10 الف ريال، 5 الف ريال)»، متذكرة، وأضافت: «نريد إعطائنا حق أكل وإيجار، وعملية جراحية للطفلة».
تشكو الأم (عايشة) قساوة المفوضية وسوء معاملتها وتهديدها: «يهددونا المفوضية، لو جلستي هنا يقولوا لعسكر يشلوني السجن اذا ما رحت مكان آخر»، قالتها وعينيها تنظران إلى الأسفل. بسبب إصرارها واستمرارها ومطالبتها تهددها المفوضية بالشرطة القابعة جوار المبنى، اذا ما غادرت الدشمة الخشبية التي تعتصم فيها من ستة أشهر.
إضافة الى هذا لم تسلم «عايشة» من تهديد ابنتها «نجمة» لها، فالثانية تعد الأولى بالانتحار «أنا لو جلست هكذا أقتل نفسي، لأنني أشبه الوحش». تضيف مبررة توعدها:«الناس يقولو لي ياوحشة».
«نجمة تشغلني وتأذيني اكثر من نجيب، أحياناً يضربوني الاثنين»، تشتكي «مرهفة المشاعر» عناد طفليها ومدى مشاغبتهم وكثرة مشاكلهم، كما تضيِّق احياناً على طفليها بسبب قهرهم ومضايقتهم لها: «أنا مقهورة على نفسي، مرة أقول أهرب وأتركهم، ومرة أقتل نفسي». فهي ترى أنها لو تركتهم أوقتلت نفسها سترتاح من العناء والتعب.
تأخذ «عايشة» الف ريال اسبوعياً مقابل: «أغسل الملابس لأصحاب البيت، ويعطوني». فهم يعاملونها برفق ويكرمونها بقليل من الطعام أحياناً.
عندما كانت عايشة تسرد معاناتها ومشاكلها، كان نجيب مستمراً في المشاغبة واللعب مع نجمة ونسف التراب نحونا، تتوقف والدته عن الكلام لتلحق بنجيب لتجازيه على فعلته.
كما تصف بحرقة الأدوار التي حاول أن يلعبها بعض السفهاء. ذات مساء كانت «المطلقة» بجانب باب الغرفة التي تسكن فيها مع طفليها وخمس أخريات، جاء ثلاثة «اثنين يمسكوني، واحد يشتي يغتصبني». فما كان منها الا أن صرخت ليضربها أحدهم بجنبية «خنجر» على جنبها الأيمن، خرج حينها الجيران لنجدتها بعد أن لاذ المجرمون بالفرار، كما تدعي أنها قبل ثمانية أشهر واجهت نفس المشكلة، الا أن المعتدين «اثنين» هربا عند صراخها. «أنا كلمت صاحب البيت وقال: أنا ما دخلني», قالت غاضبة. تعاني هذه الأم الكثير من المشاكل والصعوبات فيما تركز املها الوحيد: «أملي أن أرى ابنتي سليمة بلا تشويه، وأن تتكفل الأمم المتحدة تكاليف العملية الجراحية».