غالباً ما يكون الفساد عدواً تحرسه ملائكة مقربون.. شبعنا من «لَع ْص» الكلام؟!

غالباً ما يكون الفساد عدواً تحرسه ملائكة مقربون.. شبعنا من «لَع ْص» الكلام؟! - فكري قاسم

< الحرب على الفساد الآن، هي بدرجة أساسية، حرب الرئيس علي عبدالله صالح؛ إذ ينبغي على فخامته- بمساندة محبيه أو من يفترض بهم أن يكونوا كذلك- أن يحقق انتصاراً حقيقياً بعيداً عن «لَعْص» الكلام، أو محاولة التطهر بنفس المياه والوجوه والأدوات الوسخة منذ دهر!!
< لا أحد يؤمن تماماً أن هيئة مكافحة الفساد -تم المصادقة عليها من قبل البرلمان- قادرة على فعل شيء ما لم تمد الحياة بنوع من العنفوان والحيوية، وتدفع إلى الاحترام والمجابهة.
خصوصاً وأن فريق هيئة مكافحة الفساد -مع احترامي لبعض الأسماء فيه- يبدو -بالصلاة على النبي- شبه منتخب اليمن لكرة القدم سنة 1986.
وكان هذا الأخير أيامها قد تشكل و«لِعب» لغرض الاحتكاك فحسب:
هل تتذكرون مباراتنا مع منتخب الكويت آنذاك؟
لقد أُمطرونا يجي 5 أو6 أهداف، وفي الدقائق الأخيرة من المباراة، سجل لاعب منتخبنا (خالد الناظري) هدفاً يتيماً رقص تلفزيون صنعاء -يومها- عليه باعتباره إنجازاً -سيقودنا- بفعل الاحتكاك المستمر- إلى نهائيات كأس العالم!
< ما أعنيه أننا -بجد والله- خلال 29 سنة من حكم «صالح» مللنا من الاحتكاك، والدحِكاك، والمماحكة والحكوك، ومن «الِحكوال» عند كل منعطف وكل قضية. تعبنا يا فندم «الله يسترك».
ما ينبغي فعله الآن وبصدق -مُس كلفتة وضحك على الذقون -هو الاتجاه صوب رفعة الإنسان اليمني، وكذا تعزيز كل ما من شأنه تلطيف سمعة 29 سنة من الحكم المسترخي حد الفلات، على شهية «الاحتكاك» وتكنولوجيا «كبُ لا شعوب!».
لقد شبعنا من لعص الكلام، كما وظروف الناس غدت في الحضيض. الترقيع لم يعد ممكناً الآن.
على أية حال.. المهمة امام هيئة مكافحة الفساد ليست سهلة على الاطلاق، خصوصاً إذا ما عرفنا أن الفساد في الغالب عدو تحرسه ملائكة مقربون.
< اقسم بالله العظيم إني لا أريد إحباط الأعزاء أعضاء هيئة مكافحة الفساد (أو كما يخيل لي أن البعض قد يسميها هيئة مكافأة الفساد)، إنما أنا الآن اتحدث عن مخاوف كون الأمر يعنينا جميعاً كيمنيين أولاً، وكمواطنين -في السلطة والمعارضة- الفساد أنهك أهالي أهلنا.
مالم فلنكتف بمكافحة الجراد والملاريا وشلل الاطفال و... التصحر.. تاركين أمر مكافحة الفساد (لوما) يجي المهدي المنتظر.
أما المهدي «الموسِّح» منذ دهر بيننا، فإن هذا سيكون جوراً عليه!
< في رأيي، لا بأس إذن أن نجرب. لن نخسر أكثر مما قد خسرنا.
fekry