قال إن السلطة تدعم الفرق الضالة والتكفيرية من السلفيين والصوفيين والروافض.. خالد عبدالنبي: جيش عدن أبين قادم لا محالة والدولة لا عهد لها ولا ذمة

- جلال الشرعبي
كان هذا اللقاء مع القيادي في جيش عدن - أبين الإسلامي أمام منزله بمدينة جعار محافظة أبين.
كانت الساعة الحادية عشرة صباح يوم الثلاثاء، وكان حينها يحاول الاستلقاء والنوم في منزله بعد ليلة طويلة قاطع فيها النوم بسبب انقطاع التيار الكهربائي منذ يومين.
ظهر خالد من على شرفة منزله للإجابة. وبعد تجهيز نفسه وارتداء ملابسه (يلق ذو أجياب متعددة، ومعوز الى اسفل الركبة) وعلى كتفه كلاشنكوف يعيش معه ويألفه كصديق وفي.
كان الجلوس أمام باب منزله أقل حرارة من داخل المنزل الذي تهجره الكهرباء منذ 48 ساعة، ولكنه كان يشعر بضيق آخر، قبل ثلاثة أيام كان أحد رفاقه يتعرض لطلقات نارية في رأسه وسط سوق جعار بينما كان يهم بالذهاب لصلاة الجمعة. قال خالد: «لقد كان آمناً لا يحمل سلاح، واعترضته مجموعة من جماعة الحواشب وأطلقوا عليه الرصاص دخلت من وسط رأسه وخرجت من مؤخرة الرأس وهو الآن في الإنعاش بحالة خطرة».
تابع: «أين الدولة التي يتحدث عنها وينشدها الناس!؟ إنها غائبة، بل كذبة كبيرة، وهي تقف إلى جانب الظلم ضد المظلوم وحتى الآن لم تحرك ساكناً».
خالد عبدالنبي في الاربعينيات من عمره يتذكر جهاده في أفغانستان، أحداث حطاط. وهو إذ يملك الآن مزرعة بمدينة جعار فيها المانجو والباباي، يقول إن جزءاً كبيراً من أراضيه أخذت منه بالحيلة، وأن الرئيس، الذي قال إنه سيعوضه عن هذه الأرض، راح يحرر أوامر فيها لف ودوران لا تليق برئيس دولة!
تميز خالد عبدالنبي بلحيته، التي كنت أمازحه أنها تشبه لحية الشيخ أسامة بن لادن. «إن الشيخ أسامة هو شيخ المجاهدين وسيد المسلمين في هذا الزمان ونسأل الله أن يثبته ويكثر أنصاره، ويمكن لها في أرض الإسلام». بدفعه واحدة هكذا وصف خالد عبدالنبي الشبح اسامة بن لادن.
يصنف خالد عبدالنبي «الحوثيين» في خانة الروافض، ويعتبر السلفيين بالادعياء المخالفين للسلف الصالح، ويقول إن الصوفية من الفرق الضالة المنحرفة.
ويرى القيادي الجهادي أن الدولة تدعم هذه الفرق وتقدم لها التسهيلات والعون مقابل تضييق وحرب معلنة ضد السُنة.
وقال خالد عبدالنبي إن جيش عدن - أبين الإسلامي سيظهر يوماً ما لا محالة وبشكل قد لا يتصور قوته أحد. «لقد صنفتنا أمريكا عندما كنا في جبال حطاط بأننا إرهابيين لماذا هي الآن ساكتة عن ما يجري من قتل على يد الحوثيين في صعدة؟».
يتذكر خالد عبدالنبي رفيق دربه أبو الحسن المحضار: «لقد قتل أبو الحسن مظلوماً -رحمه الله- وحتى الآن لم يستلموا جثته».
يضع خالد عبدالنبي سلاحه الكلاشنكوف بالطريقة ذاتها التي يظهر عليها أسامة بن لادن في شاشات الفضائيات، وحين يتحرك تسمع طنين احتكاك قنابل يدوية في جيوب صدريته زيتية اللون.
في المملكة العربية السعودية عاش جزءاً من حياته، وعلى الشيخ «بن عثيمين» تلقى الدروس الدينية، وهو الآن يشعر بغصة في حلقه، وإن جاز القول، نقمة تجاه نظام الحكم. «الدولة كاذبة وليس لها عهد في مواعيدها». وهو الآن من على منبر مسجد «حمزة بن عبدالمطلب»، يخطب في الناس في الجمعة.
ونفى خالد عبدالنبي أن يكون له علاقة فيما يشاع عن مشاركة جهاديين لمساندة الدولة في حربها ضد الحوثيين في صعدة. «هذا موضوع يخص الدولة وعليها أن تقوم بواجبها، أما نحن فمواطنين».
ويتابع: «الدولة هي من ساندتهم ومدتهم بالسلاح والمال، وأتاحت لهم التدريب والحرية الكاملة، لذلك عليها معالجة أخطائها بعيداً عنا».
وزاد: «هناك تآمر صليبي رافضي على المسلمين، وهذا ما يحدث الآن في صعدة وبمباركة أمريكية واضحة».
وعن علاقته بالسلطة والاتهامات له بأنه أصبح على وئام معها يقول: «التقيت الرئيس علي عبدالله صالح قبل عامين ونصف وعرضت عليه قضيتي، لقد قمت بتسليم 20 قطعة أرض لبناء مساكن للشباب بطريقة موثقة ورسمية من أملاكي الخاصة بعد تقديم تعهدات بتعويضي، غير أن ما حصل لف ودوران من قبل الرئيس. وبعد مشوار يمتد لأكثر من عامين من المتابعة وخسارة أكثر من ثلاثة ملايين ريال كانت النتيجة ضحك على الذقون».
ويتابع: «الآن يقوم الأمن السياسي بتشويه صورتي، ومحاولة النيل مني، والقول بأنني قبضت ثمن سكوتي، وأنني أصبحت أعمل لصالحهم، إنهم يحاولون استمرار مسلسل كذبهم المفضوح لذلك أنا أسخر منهم وأصنفهم في خانة الكاذبين».
وقال خالد عبدالنبي إن العلماء والمشائخ والشباب يجب عليهم أن يهيئوا أنفسهم لأيام قادمة وقاسية.
وعن الأحداث التي تشهدها محافظة أبين من ثارات وتقطع، وبعض المحافظات الأخرى، قال أن سببها السياسة الخاطئة التي تصدر من بعض المسؤولين في الدولة دون أن يهمه، أن تكون هذه التصرفات تسيء للبلاد، بحيث يصبح المواطن يعيش حالة غليان مستمر وحقد مثل ما يحدث الآن ونسمعه في «المحفد» وأماكن أخرى كثيرة.
وعما إذا كان ما زال له أو لانصاره تمركز على جبل حطاط، قال: «لا توجد جماعات في جبال حطاط، لكن جيش عدن أبين له أصل في الشرع وسيخرج يوماً ما».
واشار إلى أن السلفيين أدعياء خالفوا السلف في أصول مثل قضايا ومسائل التكفير والجهاد والسياسة الشرعية والولاء والبراء، وقد ابتدعوا قاعدة: «كل قول كفري وفعل كفري لا يخرج صاحبه من الاسلام على الإطلاق إلا إذا شمل ذلك كلياً».
وعن الصوفية قال إنها من الفرق الضالة المنحرفة وأن لديها بدعاً منسقة مثل الطبول والدفوف والرقص. واتهم القيادي الجهادي الدولة بدعم هذه الفرق والسماح لها بالتدريب وحمل السلاح والتعلم الخاص بينما هي لا تسمح ل10 أشخاص من أهل السنة بالتجمع مع بعضهم. «إنها تشن حرب ضد السنة بكل وضوح».
وأشار إلى أن هناك العديد من المعتقلين من أنصارهم في سجون الأمن السياسي، وأن هناك متابعة تجري لإطلاق سراحهم والوقوف إلى جانبهم في محنتهم.
وعن استعداده للحوار والجلوس مع أمريكيين قال إنه لا يشرفه «أن أنجس نفسي بالجلوس معهم مثلما لا يشرف أنصاري؛ لأنهم أعداء وسيظلون كذلك».
وبشأن عدم مشاركته في العملية السياسية للوصول إلى القرار والتغيير، قال: «أنا ضد هذا الكلام الذي هو ليس من ديننا ودخيل علينا من دول الكفر لأنه ليس هناك احزاب في الاسلام وهي باطلة، وما بني على باطل فهو باطل».
وعن قراءته للمستقبل، قال: «لقد انتشر الدجل والكذب الآن بشكل أكبر بين المسؤولين واصبحوا يفتقدون المصداقية, لذلك فإن المستقبل سيكون سيئاً للغاية ما لم تكن هناك جدية لعلاج القضايا بطريقة سليمة دون لف ولا دوران».
[email protected]