كما لو أنها أكاديمية وجدت خصيصاً لمواجهة تغذية أفراد أمن الجامعة.. أهل بكم في جامعة تعز

كما لو أنها أكاديمية وجدت خصيصاً لمواجهة تغذية أفراد أمن الجامعة.. أهل بكم في جامعة تعز - فكري قاسم

< لم يعد الأمر مُتعلقا ب60 ألف ريال صُرفت كمكافأة دفن حمار تسلل إلى داخل حرم جامعة تعز. كما كتبت في عدد سابق من النداء.
أستاذ القانون ومدير أمن الجامعة، د/ البدَّاي، نفى صحة ذلك.
وفي رسالة وجهها لأمين عام الجامعة -حصلت «النداء» على نسخة منها -قال البدَّاي أنه بريء من دم الحمار ومن انتهاك حقوق الحيوان.
هذا صحيح، فلربما تكون المعلومة غير دقيقة وأشهد الآن أنه بريء من ذلك، لكنه -على ما يبدو- مورط بما من شأنه فقع مرارة البشر، بأشياء أخرى لها علاقة مباشرة بـ«الهوشلية» وجعث أدمغة الناس داخل حرم جامعي يفترض به أن يكون أكثر بهاءً وحُسن صيت.
< دعونا من كل ذلك الآن! وما دام عاد صاحبنا «يُكارح» فليأخذ كل واحدٍ منكم ورقة وقلم ويدوِّن خلفي ما يمكن اعتباره «فهلوة» وضحك على الذقون.
ولنبدأ من هُنا (ما يلي مجرد لمحات فقط من كشف حساب أمن جامعة تعز).
- 279.600 الف ريال تغذية أفراد الأمن لعيد الأضحى + حراسة الأرض المجاورة للسور للفترة من 6/1-2/4/2005.
- 387.500 التغذية الشهرية لأفراد الأمن لشهر فبراير 2005.
- 12.000 ألف -لاحظوا هذه المهمة البديعة- تغذية أفراد الأمن الذين يقومون بنزع الملصقات المخزية!! ما هي بالضبط تلك المخزية؟ وهل نحن داخل حرم جامعي أم في حمَّام للمراهقين حتى «يتكعف» أمن الجامعة بنزع الملصقات المخزية!؟ أستغرب كيف يتواطأ الدكتور الصوفي رئيس الجامعة مع مثل هكذا كلام!!
ثم ماذا لو أن المهمة كانت لنزع ألغام من ساحة الحرم الجامعي، كم ستكون الفاتورة!!؟ لا بأس، دعونا نواصل..
> لحق التغذية الشهرية لأفراد الأمن، مبلغ 48 الف ريال. مقابل تغذية لأفراد الأمن لحراسة الأرض المجاورة لسور الجامعة!! لحقها 12 ألف ريال مواصلات لأفراد الأمن لمتابعة سرقة مكبر الصوت (ميكرفون، هورن يعني) من قاعة كلية العلوم الإدارية (وكم الديك وكم مرقه يا جماعة؟ مكبر الصوت كله على بعضه يطلع ب20 ألف ريال!!).
ما زلنا فقط عند شهر مارس 2005، في 5/3/2005 صرف مبلغ 100 ألف مقابل شراء ثلاث ثلاجات هاير للأخوة أفراد الأمن.
في 9 مارس 2005 مبلغ 48 ألف ريال تغذية للأخوة أفراد الأمن لحراسة -لاحظوا هذه النكتة- الأرضية المجاورة لسور الجامعة! (هذه الأرضية أشبه بمسمار جحا، بيعوها وخلصونا) يليها 12 ألف ريال مساعدة للأخ مدير الأمن قيمة شراء نظارة. (الحمد لله لا يوجد بعدها مبلغاً صرف لأفراد الأمن مقابل حراسة النظارة!!).
وهل أزيد؟ حسناً، لنأخذ الآن شهر أبريل 2005 سجلوا بعدي يا جماعة، 31.500، تغذية لأفراد الأمن بكلية الهندسة في 3/4/2005، تبعها في اليوم ذاته مبلغ 70.000 مقابل إصلاح وشراء قطع غيار كمساعدة للأخ مدير أمن الجامعة محمد البدَّاي.. (أورد أورد، يا وريداني) اللي بعده 48 ألف ريال، حراسة (قد انتم عارفين أيش، أيوااااه، لحراسة الأرض المجاورة لسور الجامعة!! اللي بعده 426.000 ألف ريال التغذية الشهرية لأفراد الأمن لشهر إبريل وصرفت بتاريخ 3/2/2005.
ثم في 11/4/2005 (أورد أورد، يا وريداني) مبلغ 40 ألف ريال مقابل مواصلات لأفراد الأمن للتحقيق في كلية الآداب!
ماذا لو ذهبوا -مثلاً، مثلاً- للتحقيق في قضية لوكربي أو فضيحة وترجيت!! الحمد لله أنهم مسخرين من أرحم الراحمين لحماية أمننا الداخلي، فحسب.
هل أضيف؟ حسناً، لنأخذ شهر مايو 2005 (سَجلوا بعدي يا جماعة!) من ثاني يوم في الشهر، بسم الله الرحمن ....
- 270 الف ريال، تغذية لأفراد الأمن للحراسة في مؤتمر البيئة. وفي 3 مايو 2005 229 ألف ريال التغذية الشهرية لأفراد الأمن (أغلب البنود المصروفة مقابل تغذية. ومع هذا شكلهم شاااااحطين!!).
ثم مبلغ 48 الف ريال (إحزروا حق أييييييش؟ حَزروا، فَزَّروا مقابل أيش؟) صح، مقابل تغذية لأفراد الأمن لحراسة (قدنا حافظها غيب) الأرضية المجاورة لسور الجامعة هيييييييييييه.
ثم في نفس الشهر صرف -كما ورد بالنص- مبلغ 40 ألف ريال مقابل تغذية لأفراد الأمن في كلية التربية كحافز لهم!!
حافز مقابل أيش؟.. لماذا يصر صاحبنا مدير الأمن أن يصوِّر أفراده كما لو أنهم مجموعة قوارش؟!
هل أزيد؟ حسناً لنأخذ الآن شهر يونيو ويوليو معاً.
وفضلاً عن اللازمات المعتادة: التغذية الشهرية، حراسة الارضية المجاورة لسور الجامعة. تمنيت للحظة لو أن أحد حمران العيون يبسط عليها ويخلصنا من ذلك البند سيء الصيت!!.
فضلاً عن ذلك هناك بعض المصروفات البسيطة. مثلاً، مثلاً: في 7/6/2005 صُرف مبلغ 290 ألف ريال مقابل شراء أدوات مطبخ لأفراد أمن الجامعة، و20 ألف ريال مقابل مستحقات أفراد الأمن للاستعداد لأعمال الشغب! و179 الف ريال لشراء قطع غيار وأجور عمل لسيارة مدير أمن الجامعة. و95 ألف ريال تغذية أفراد الأمن أثناء هدم منزل سهيل عقيل داخل الحرم الجامعي.
ياسلااااام! أمن الجامعة للأمانة يقظ ومتواجد في كل مناسبة ومكان: من التغذية إلى ملاحقة الميكرفون الضائع، إلى الملصقات المخزية، إلى مؤتمر البيئة، إلى الهدم، ناقص بس يضيفوا مبلغ متواضع كحافز مقابل تغذية لأفراد الأمن أثناء هطول المطر!!
وأثناء استقبال هلال رمضان أيضاً.
< أوووه آسف... هذه الأخيرة لها 110 آلاف ريال لشراء احتياجات رمضان. وكذا مبلغ 267 الف ريال تغذية لأفراد الأمن بمناسبة عيد الفطر، كما هو موضح في الكشف الموجود بين يدي.. الكشف الذي أقرأه الآن وأشعر كما لو أن جامعة تعز ليست أكثر من أكاديمية بنيت خصيصاً لمواجهة تغذية أفراد أمن البداي!!
هل أزيد؟ لا، لقد تعبت، أشعر بالدواخ الآن، كما أشعر بالحزن تماماً.
< يؤسفني بجد الكتابة عن ذات القضية لمرتين أو أكثر.
لكن حينما يتمسك المرء بأخطائه، حينما يمتهن عباد الله بحكم موقعه، حينما يتكبر، و«يزنط»، ويظن أن إكليشة غبية كـ«هؤلاء معارضة، هؤلاء يتبعوا أحزاب اللقاء المشترك ويحاولوا الإساءة للجامعة» تماماً كما فعل د/ البدَّاي في رسالته الموجهة لأمين عام الجامعة داحضاً ما كتبته في عدد سابق من «النداء» قبل أربعة أسابيع -ناهيك عن الأخطاء الإملائية الموجودة في رسالته. يمكن للأخ أمين عام الجامعة ملاحظتها بسهولة.
حينما يظن أحدهم، أياً كان، أن إكليشة (هبلا) كتلك بوسعها أن تكون قارب نجاة.
حينما يستهين عابث -أمام تواطؤ مؤلم وغير متوقع من رئيس الجامعة- بتلطيخ سمعة طالبة جامعية اتُهمت -فقط- بسرقة هاتف جوال، مجرد اتهام لم يثبت بعد!
حينما لا يتم جبر الضرر لها، وحينما لا أحد يخجل، ولا أحد يبالي أن سمعة فتاة قد ضُربت، ولا أحد يشمئز لكل هذا العبث.
حينما يحدث كل ذلك، أجدني مضطراً للكتابة ثانية، وربما ثالثة، ورابعة، وألف.
fekry