في البَدْءِ أحبُّ أنْ ألفِت نَظرَ الإخوة القراء أنه لطول الحلقة الأخيرة، فقد قُمتُ بتقسيمها إلى جزئين. وهذا هو الجزء الأول مِنْهَا.
زَقْرَهْ: بنت أو فتاة. والزقرة أو امزقره في محكية تهامة: هو ابتداء صاحب الطبل في الأعراس بالضرب على الطبل. وقيل: هو أول يوم في العرس. وقد فصلت الكلام على هذه المفردة في مقال لي منشور بعنوان «الصغير والزغير».
الزُّوعْ: صوت هَدِير السَّيل من بعيد.
وفي تهامة: زَوْعُ الشيء بمعنى حَملِه، مع قلب العين همزًا في محكية تهامة؛ فيقال: زُوءْ. وَزُوْعْ مَعَاه على جهة الطلب: احمل معه. وَرجُل زَوِيعْ، وَزَوِيعُو، ومزوِّعُوْ: قوي شديد. ويقول التهامي: أخذته بامْزَوعْ بمعنى أنه أخذه بصعوبة ومشقة شديدة.
وفي «المعجم اليمني»، لمطهر الإرياني: "زَاع فُلان الثَّقِيل...: رفعه عن الأرض حاملاً له بقوة وقدرة".
أقول: بما أنه رفعه مِنْ الأرض وحمله؛ فلا شك أنه ذو قدرة وقوة. فيكون بقية الكلام حَشْوًا لا دَاعِي لَه.
وقال:"وكلمة أزوع صيغة تفضيل تقال في تفضيل شخص على شخص أو شيء على شيء في جميع الأمور المادية والمعنوية. ففلان أزوع من فلان؛ أي أفضل في القوة وغيرها كالكرم أو الشجاعة أو الجاه... وخذ هذا الشيء فهو أزوع لك من هذا".
وفي أحكام علي ولد زايد:
يقول علي ولد زايدْ:
ما بِتْلهْ إلا مِنْ أزْوَعْ
فهل مِنْ علاقة بين هدير أو صوت السيل الشديد وما يحمله في طريقه أثناء سيلانه في محكية حضرموت بمعنى الحَمْل في محكية تهامة وغيرها من المحكيات اليمنية؟!
سِكْنِي: جِنِّي.
والبيت المسكون في محكية تهامة وغيرها من المحكيات اليمنية والعربية هو المسكون بالجن. ولعل السِّكْنِي في لهجة حضرموت هو الجني المساكن لأهل البيوت.
سَرَط: ابتلع. وهي زرط في محكية صنعاء.
سَبّر: ابتدأ. وبَاسَبِّر: سوف أبدأ.
وفي محكية صنعاء وغيرها من المحكيات كمحكية تعز: بمعنى أصلح.
السَّوْمْ: حزام طيني يَصُدّ الماء الذي كسر حدته جسر الصخور، ويدفعه باتجاه الساقية. وهو من الطين؛ ليمكن هدمه عند الحاجة، وملتوٍ؛ لأجل التخفيف من ضغط الماء.
والحزام الطيني الذي يَصدّ الماء هو الزَّبِيْر في محكية تهامة، لكنه غير ملتوي.
وامَسَوم في تهامة: قطعة مزروعة.
سِبارْ: مَا يُقَدَّم للماشية من علف بشكل منتظم ويومي.
أقول: هكذا ذكر المصنف السبار بعد السوم، وكان الأولى به أن يذكرها في مادة سبر؛ فهي أصلها.
والسَّبَار -بفتح السِّين- في «المعجم اليمني»: "اسم لجراية البيت من الحُبُوب، وحاجات الطعام الأخرى. وهو بالحَبِّ أخصّ. تقول: سَبَار بني فلان يبلغ في اليوم كذا".
وكان أرباب البيوت، فيما مضى، يُجْرُونَ سَبَار بيوتهم مِنْ مخازنهم كُلَّ يَوم بيومه حسب الحاجات...".
سَانِي: مستقيم.
وهي كذلك في محكية تهامة وأغلب المحكيات التهامية والتعزية والإبية والعدنية.
السَّاسْ: أساس البيت من المدر أو الحجر أو كليهما. ويُكبَس بالطِّين والحجارة، ويكون بارتفاع متر أو متر ونصف.
وَ في محكيتي حضرموت وتِهامة وغيرها من المحكيات: (مِن ساسه إلى/ لا رَاسَهْ)؛ وهي عبارة لاستغراق الشيء.
سَدُّوا: اتفقوا. وهي كذلك في محكية تهامة وغيرها من المحكيات اليمنية.
سَفْطَهْ: مِزحَة. والسُّفَاط: المزاح.
وهي كذلك في محكيات تهامة، وصنعاء، وتعز، وغيرها من المحكيات اليمنية.
سارية: عَمُود دَائِري مِنْ خشب، يُرفَع به السقف، وَيُوضع في كُلِّ غُرَف الدُّور الأرضي تَبعًا لحاجة مساحة الغرفة.
والسواري في تهامة، وَرُبَّمَا في غيرها أيضًا من البلدان اليمنية، لا تُعرف إلا في المساجد. واللفظة فصيحة.
والسَّارية: الريح التي تحمل أخبار الأحباب. ومنها الأغنية المشهورة:
ياساريهْ خبريني
السَّبخَة: الأرض الملأى بنسبة عالية من المِلح.
وهي كذلك في محكية تهامة وجمعها سِبَاخ. وهي فصيحة.
السليط: الزيوت.
وهو في محكيات تهامة، وصنعاء، وتعز، وغيرها من المحكيات اليمنية.
السَّتْرة: الجدار. وجمعه سُتَرْ.
ولطالما سَمعتُ الوالد يقول: أنَّ الناسَ يُكثِرون مِنْ الاستغاثة عند الفزع بـ «يَا سَاتِر». وما الساتر إلا الجدار. والصواب أنَّ السَتَّار مِنْ أسماء الله الحُسْنَى، لا السَّاتِر. والسُّترة في محكية تهامة: ما يستر العورة.
السُّنكَر: السُّكَّر.
وفي تهامة يقال له أيضًا سُنْكَر، وسُنْكَرُو. وهذا مَنْ غَريب الاتفاق أن يضيف الحضارم وأهل التهايم النون بين السِّين والكاف.
وَالسُّنْكَر لَحْمَر: سُكَّر البَنجَر.
السَّحِيلْ: عبارة عن أرضية صلبة على شكل منحدر، تكون في أماكن جريان الماء. وممكن أن تكون في المطبخ.
وفي تهامة: سَحَل امثوبْ أو امْفُوطَهْ: بمعنى سقطا أو شارفا على السقوط. ويِتْسَحْلَلْ: يتزحلق. ولا يبعد المعنى عن الأول.
السَّرْيَة: ليلة زَفّ العَرِيس إلى عَرُوِسه.
وهي نفسها في محكية تهامة، وتلفظ هكذا: «امْسَرْيِهْ». وامسريه أيضًا: سُرَى الناس في الليل لأداء عمل ما خَيرًا أو شَرًّا.
سَبُولْ: السنابل: وهي في محكية صنعاء، وتعز وإب وغيرها من المحكيات اليمنية. وفي تهامة يقال لها: امجُهْشِهْ.
السقيفة والسقائف: أبنية صغيرة كالشَّالِيهَات، غَالبًا ما تكون مِنْ غُرفَة وَاحِدة ومطبخ وحمام وحولها وصر، وتكون على تِلال (جروب)، يُشرف عليها صاحب السقيفة، فيجمعون الغلال في وَصَرِها أو فيها، وَيَسكنون بها مُؤقتًا حتى مجيء السيول؛ للقيام بمتطلبات الزراعة المَوسِمِّية، ويمكثون بها حتى نِهاية الحصاد.
والسقيفة في محكية تهامة بناء مُقام على أعمدة من جذوع الأشجار، ومسقوف بسعف النخيل، مفتوحة من جهاتها الأربع؛ يُستظل بها، وينام تحتها خاصةً في أيام الصيف.
السَّالِفَة: العادة. وهي في محكية صنعاء والمرتفعات الشمالية.
الشمَّه: القُبْلَة.
لكن للشمه معنى مختلف تمامًا في تهامة وغيرها من مناطق الأرياف في الشمال اليمني؛ فهي مسحوق التبغ يتعاطاه أهلها، ويعطيهم حَالة مِنْ الكيف.
شَلُّوا: حَمَلوا. الفعل للواحد: شَلّ.
وهو في محكية تهامة وغيرها من المحكيات اليمنية. وفي الفصحى: شَالَ: رفع.
المَنْوَر: ويقال له أيضًا شَمْسَهْ.
والمَنْوَرْ هو نفسه معروف في محكية تهامة؛ وهو عبارة عن فتحة بأعلى السطح تسمح بدخول الضوء.
شَقِبْ: نحس.
أقول: هذه هي الصفة. وهي في محكية تهامة وصنعاء، وَرُبَّمَا في غيرهما من المحكيات اليمنية؛ فيقال في تهامة وصنعاء فلان شَقَابَهْ، وَشَقِب: بمعنى أنه منحوس.
وكان أحد علماء صنعاء له حاشية على السعد في البلاغة. والسعد هو سعد الدين التفتازاني أحد الأئمة المتكلمين الفحول، وكان العلامة ابن الأمير على غير وفاق مع هذا العالم؛ فَكانَ يُطلق عَلى حَاشِيتهِ «حاشية الشَّقْبْ».
شَيْذَرْ: إزار للرجل مفتوح، لا يخيط بشكل دائري كَالفُوَط، وله نقوش كثيرة. والفرق بينه وبين السباعية أو المعاوز هي كثرة الزهلقه (الألوان) فيه.
أقول: لم يذكر المصنف الزَّهْلَقَه في معجمه. وَهِيَ «الزَّهْنَقَهْ» في التهامية والصنعانية بمعنى التزيين.
والشيذر في محكية تهامة: لباس أسود يُغطِّي جَسَدَ المرأة؛ تلبسه عند خروجها من بيتها. وهو معروف أيضًا في صنعاء وغيرها من المدن اليمنية، وهو قريب مِنْ الشَّرْشَف. ولا أدري ما الفرق بينهما؟ وَلَعَلَّ الشيذر أو كليهما مِنْ أصل تُركي كَمَا أظن.
الشَّخَط: أعواد الثِّقَاب (الكبريت).
والشخط في محكية تهامة وصنعاء هو عملية قدح عود الثقاب. ومنه قصيدة الشاعر أحمد سليمان:
امَّسألهْ كَبريتوْ * شَاهبْ مَعاكُن شَخَطهْ
والشخططة هي الكتابة: يقول صاحب تهامة وتعز وصنعاء: اشخط له. يعني: اكتب، أو وَقِّعْ لَهْ.
شُوَي: قليلاً.
وفي تهامة وغيرها: شُوَيِّهْ.
الشِّحْرَه: في الجبل ينزل منها السيل.
مِنخَاش: عود من الخشب ينخشون به أضراسهم من اللحم العالق فيها، ويقال لها كذلك في محكية تهامة، وربما قيل لها منخش.
الشَّلحَهْ: تَنُّورَة المرأة الداخلية تكون من الأكتاف حتى أسفل الركبة.
وهي كذلك في محكية تهامة، وبالأخَصّ الحديدة.
شَاف: رأى.
وهي في محكية تهامة وغيرها من المحكيات اليمنية. ويقال أيضًا حَادْ، وحدته؛ بمعنى رأيته.
- شُعُق: الخرق والتمزيق.
وَشُعْقْ -بضم الشين وسكون العين- في محكية تهامة بمعنى خُرْق وتَمَزُّق. واشتعق امثوب: تَمَزَّقَ، وربما يوجد في غيرهما من المحكيات اليمنية.
الصباَطَه: تجرى للنورة بَعدَ استخراجها من الكِيرْ؛ وذلك لغرض تداخلها لتكون أكثر نُعومةً وَبَياضًا.
والصباطه في محكية تعز: شيء ذو قيمة تحصل عليه بطريقة سهلة عن طريق الشراء.
الشارح: فلان مزارع يهتم بالنخل وكل ما يتعلق بها من تفخيط وإعالة وتصريف وتركيب وتقنيم وتقطيع.
وهي كذلك في محكية تهامة وتعز. ومنه الأغنية التي كان يغنيها الفنان محمد صالح شوقي، وكان يبثها التلفزيون اليمني في ثمانيات القرن الفارط، وقد أعاد غناءها الفنان الشاب القدير رُشْدِي العريقي؛ وَهِيَ:
يَا شارح الحول رُدَّ الماشِيَهْ* مِنْ بَينَ الاحجان لاعِندَ السَّاقِيَهْ
الشَّقَا: الأجر.
وفي محكية تهامة يقال لها: امِشقَايهْ. وفي غيرها من المحكيات اليمنية كصنعاء وتعز: الشقى والمِشقَايهْ.
الصميل: العصا.
وهو أيضًا في محكية صنعاء وغيرها من مرتفعات الشمال.
الصَّوِيرْ: الأطرش.
وفي صنعاء يطلقون عليه أصْوَرْ.
الصَّبحَهْ: صباحية ليلة العرس.
وفي محكية تهامة امْصَبْحَهْ، وربما هي في غيرها من المحكيات اليمنية.
الصرابة: المرأة تعمل في صِرَاب البر (حصاده)، وَقَطع السبول. ولم يضبطها المصنف!
وَالصِّرَاب: الحَصَاد في محكية صنعاء.
الصَّدِيريَة: لصغار السن قبل أن تنهد صدورهن.
أقول: وربَّمَا هي السديرية أو امسديريه في محكية تهامة. وهو لباس تلبسه التهاميات كبيرات السِّن تشبه لباس تقليدي للهنديات. وَرُبَّمَا هي نفسها الصدريِّة في فصيح العربية.
صَفَاط: المزح.
أقول: يلاحظ تكرر هذه المفردة. فقد ذكرها سابقًا بلفظة: سَفْطَهْ. وهي أيضًا تحمل معنى جنسي السِّفَاد.
وهو كذلك في تهامة وغيرها من المناطق.
صِيْبْ: الذرية.
وفي تهامة نوع صغير من القمل يكون في الرأس.
الصَّوب: الجُرح. وهي الإصابة بالجرح مِنْ رَمِي البندقية في محكية صنعاء وغيرها من المرتفعات الشمالية.
الصَّرْف: مِنْ أعمال السحرة والمشعوذين.
وفي تهامة وغيرها من المدن اليمنية يطلقون ويصفون من يجيد هذا النوع من الأعمال بأنه يحضِّرْ ويصرِّفْ. أي يقدر على تحضير الجان وتصريفهم.
الضِّيفَة: وليمة كبيرة تكون عشاءً في الغالب بعد العقد والحراوة.
وَالضِّيفَة في محكيات صنعاء وغيرها: هي الوليمة التي يدعى لها الضيوف الكبار.
ضَوَى: رجع.
وهي في محكية تهامة بمعنى ذهب. و في محكية صنعاء ومرتفعات الشمال، بمعنى رجع؛ ومنه أغنية أبو بكر سالم:
يَا طِيرْ يَا ضَاوِي إلى عُشَّكْ...
طَلّابْ: المتسول أو السائل أو المسكين.
أقول: المصدر في المحكية التهامية والصنعانية والتعزية: طِلَّاب. واسم الشخص الذي يقوم بذلك بتهامة: طَلّابُو وَمطَلِّبُو.
الطيرمه: الطابق الأخير الذي لا يوجد فيها «الجبو»، وتُسمَّى رَأسَ البيت.
وفيه فوائد:
الأولى: أنَّ الطيرمه هي الطيرمانه في لهجة صنعاء. والجبو هو الجُبَا في لهجة صنعاء. ولا شك أنَّ التسمية جاءت مِنْ أنَّ مَنْ يَبلُغ هذا المكان العالي يوشك على الطيران. ويبدو أنَّ الألف والنون الملحقة بالاسم في محكية صنعاء تستخدم لاسم المكان مثل: سلخانه، واجزخانه. وإن كانت اجزخانه كلمة مصرية مِنْ أصل تُركي؛ وهي مخزن بيع الدواء.
الطرشة: الزيارة.
وفي تهامة عندما تقوم الفتاة بِطَرْش فناء المنزل؛ فهي تقوم بكنسه. والطَّرْش أيضًا: القيء، والرش بالماء. يقول التهامي: طرشه بَمَّايْ؛ أي رَشَّه بِالماء.
الطَّارِش: الضيف الزائر.
الطس/ الطست: قِدْر أو وعاء نحاسي يُستَخدم للطهي.
وَالطِّسْت في محكية تهامة بنفس المعنى. أمَّا الطَّسْ فهو اللمس باليد، وَطُسَّهْ -بصيغة الأمر- المسهُ وَانظُرْ مَا فيه. والطس: حالة مرضية. يقول التهامي: فلان مطسوسو بمعنى مريض.
- الطَّش: بداية سقوط المطر.
وهو كذلك في محكية تهامة.
الطَّرْحْ: تبرعات ومساهمات المعازيم في دعم العريس ماديًّا، حيث يضع كُلّ شخص ما تجود به نفسه في مظروف مُغلق، وأكثر ما يكون ذلك في الأعراس، وفي المخدره، وتخصص أغنية لعملية الطرح.
والطَّرْحْ في محكية صنعاء بنفس المعنى. والمخدرة هي نفسها في محكية تهامة.
طنب: ممتلئ. يقال: الجرب مطنب. والساقية مطنبة؛ أي ممتلئة. ولم يضبطها المصنف.
وفي تهامة طَنَّبْ: وَقَف. وَطَنِّبْ لِي -بصيغة الطلب-: انتظرني. والإطناب: الإسهاب في فصيح العربية.
ضَبْعَة: يقال: ضبعة من خبز. هكذا ذكرها صاحب المعجم، ولم يذكر معناها، لكن ذكر مثالها! وَمِنْ السِّياق تَكُون بمَعنى: قِطْعَة.
العَيْفْ: غير المحبب أو الوسخ. وينطقها أهل غيل باوزير والشِّحْر: عَوْف.
وعوف في محكية صنعاء وغيرها من محكيات الشمال بنفس المعنى.
والمرأة المَعَيِّفَة: هي الحامل التي تُصَاب بأعراض الحمل؛ في كراهية بعض الأطعمة.
وعافته نفسي: كرهته؛ فصيحة ومحكية.
عور: أصاب بالأذى. وتعور: أصيب.
أقول: لم يضبط المصنف المفردة بصيغة الفعل. وهي في محكية تهامة عَوَّر -بفتح العين وتشديد الواو- وهي كذلك في غيرها من المحكيات اليمنية. عواد: المعايدة.
عَرَّبْ: أصلح، جهز، أحضر.
العفاشة: الرعونة وعدم التعقل.
عَارِض: بداية الأمطار الآتية. وهي فصيحة. وهو السحاب.
والعارض في تهامة: ما يصيب للإنسان من مرض.
العُطْب: القطن.
وهو كذلك في محكية تهامة وغيرها من المحكيات. والعَطَب: التلف في الفصحى.
عَلوَى: الناحية الغربية من وادي حضرموت.
العَدِّي: النقود.
وهي في لهجة أهل اللحية.
العُرِّي: القط. والأنثى: عرية.
والعُرِّي في محكية تعز وعدن.
عَادْ: لفظة تأتي في سياق الوعيد والتهديد.
عادك: لا تزال.
أقول: كان الأولى بالمصنف أن يذكرهما في موضع واحد. واقتصر صاحب المعجم في اللفظة الثانية بضمير المخاطب المفرد (الكاف)، ولمْ يَأتِ ببقية الضمائر اللاحقة بها: عَادُهْ، وَعَادَهَا، وَعَادُهُم...، الخ.
ثُمَّ ذكره في موضع آخر بِضَمِّ الدَّال: «عَادُه»: وقال في تعريفه: أنَّ الأمر لا يزال بعيدًا. وهذا يحتاج من المنصف لمراجعة وتحرير؛ لانعدام المنهج والترتيب لبعض مواده.
وذكر المصنف عن شاعر حضرمي هذا البيت:
دَارَ الفَلكَ عَاخابثينَ العَملْ
وتكبروا مَا حَاسِبينَ الوقت عادُهْ بَايدورْ
ولنا هنا وقفات:
الأولى: إمَّا أن يكون الفِعْل قوله: «دار الفلك» على حقيقته في معنى المضي؛ أي أنَّ الزمانَ دَارَ عَلى هؤلاء الخبثناء المستكبرين؛ فأهلكهم الله وأدار الدائرة عليهم؛ لعدم تحسبهم لسوء ما تخبئ لهم الأيام من النكبات والمحن العظام. أو أنَّ الفعل ليسَ على حقيقته في معنى المُضِيِّ؛ وإنَّما جِيءَ به على معنى المجاز؛ ووروده بصيغة المضي؛ لتحقق وقوعه؛ وذلك مثل قوله تعالى: (أتى أمرُ الله فلا تستعجلوه). ولا شك أنَّ عقوبة الله للباغي والظالم والمستكبر والمجرم وَاقعةٌ حَتْمًا؛ مَهْمَا طاَلَ الإملاء له.
الثانية: أنَّ العين في «ع خابثين العمل» قامت في المحكية مَقَام «على» في الفصحى؛ وهو سبيل المحكيات في الميل للاختصار. ويشبهه في أيامنا اللغة الكتابية المستخدمة في الوتس.
الثالثة: أنَّ دروان الفلك على الخبثاء والمجرمين هو تغير أحوالهم مَنْ الرَّاحَة للبؤس والعذاب، ومن التنعم للشقاء. وللعلامة الكبير ابن أبي الحديد شارح النهج كتاب بعنوان «الفلك الدائر على المثل السائر»، تَعقَّبَ به ابن الأثير في كتابه المشهور «المثل السائر»؛ نقدهُ وناقشه وحاسبه حِسابًا عسيرًا؛ دَلَّ على سعة علم ابن أبي الحديد وتضلعه في علوم العربية والأدب والنقد.
ولا ننسى الأغنية التي غناها المرشدي؛ وهي للمحضار:
دَارْ الفلكْ دارْ وعزمت السَّفَرْ* دَارْ الفَلك دَارْ
فربما دلت القصيدة التي كتبها المحضار على بداية تغير الأمور بحضرموت، بعد استيلاء الجبهة القومية على حُكم الجنوب اليمني، وما قامت به من ممارسات سلبية كالتأميم وغيرها من الممارسات التي كانت سببًا لوجوب هجرة الكثير ومفارقتهم لِوطنهم.
أمَّا قول المُصنِّف في معنى «عاده بايدور»: أنَّ الأمر لا يزال بعيدًا. فمحل نظر. وبرأيي أنَّ لفظة «عاده» مأخوذة من الفعل «عاد» وتصاريفه. وهو بمعنى الرجوع.
والباء في المحكية الحضرمية وغيرها من المحكيات تفيد معنى الاستقبال كالسين وسوف في فصيح الكلام.
ثُم َّ إنَّ المستقبل إمَّا أن يَكونَ قَريبًا أو مُمتدًا، فما الذي جعله يَظنّ أنه مفيد للاستقبال البعيد؛ وأمرُ الله يَطرق كُلَّ لَيلة، وهو القائل سبحانه: (إنهم يرونه بعيدًا ونراه قريبا)؟
فمعنى «عَادُهْ بايدور»: أنه لا بُدَّ له أنَّ يعود بِالكَرَّة عَليهم وتدور دائرته بِهم؛ منزلاً بهم كوارثه ومُلحقًا نِقَمِه التي لم يحسبوا لها حِسَابًا.
فجملة «عَادُهْ» مع «الباء» (عَادُهْ بَا): تفيد معنى التأكيد على وقوع الشيء.
ثُمَّ إنَّ لفظة «عَادُهْ» تأتي بصيغتين:
الأولى: مَعَ الفِعْل المَاضِي. فَمَثلاً: عند سؤالك لسكرتير في مكتب مَا عن مسئول مُعيَّن هل أتى؟ فيجيبك: «عَادُهْ مَا جَاشْ». بمعنى أنه لَمْ يَأتِ وسيأتي. فهي مثلها مثل «لمَّا» في فصيح الكلام، كقوله تعالى: (وَلَمَّا يأتهم تأويله)؛ أي لم يأتهم مَا أخبرهم به وسيأتيهم.
والثانية: مَعَ الفعل المضارع، مثل البيت المذكور سَابِقًا. وهذه الصيغة تفيد التهديد والوعيد. فَمثلاً لو أنَّ واحدًا مِنْ النَّاس تَوعَّدَ خصمًا له، وَهُوَ غَائبٌ، أمام بعضهم، فقال: «عَادَهْ بَايشُوفْ مِنِّي يَوم احْمَرْ».
فمعنى هذا أنَّ الأمر لم يَنتهِ عِندَ المظلمة التي حصلت لصاحبها المُتَوَعِّد، وأنه سوف يعود، أو لا بُدَّ لَهُ أن يَعود ويكر راجعًا حتى ينال منه وَيُلحق بِهِ مَا تَوعَّدَهُ به.
فهذا هو أصل ومعنى لفظة «عاده»، عند اقترانها بالفعل المضارع؛ فَهِي تُفِيد وترشح حصول الفعل الذي يليها للمستقبل. فكأنها لوحدها تقوم مقام السين وسوف في فصيح الكلام عند دخولها مع الفعل المضارع.
والباء في المحكيات اليمنية تقوم أيضًا مقام السين وسوف؛ فتقول: بايسافر فُلان، وباياكل عَلَّان... إلخ.
وهي في هذا السياق تكون زائدة جِيء بها لمزيد التأكيد.
وبهذا يظهر اختلال تفسير المصنف، وَبُعْد مرماه عن إصابة المعنى في قوله: إنَّ «عَادُهْ» بِـمعنى «لا يزال الأمرُ بَعِيدًا». فإنَّ مقتضى تفسيره هو: إنَّ العقوبة التي ستنزل بهم لا تزال بعيدةً عنهم! وأيُّ سَلوى، وأي راحة لِمَنْ ظُلِم إذا أخبرته أنَّ نصر الله له على عدوه لا يزال بعيدًا؟
وإذا مَا تبيَّنَ لَنَا أنَّ البَاءَ نفسها تدل على الاستقبال؛ آخذين بتفسيره، لكان على هذه الصِّفَة: لا يزال الفلك سيدور بعيدًا، أو بعيدًا سيدور!!
وَمِنْ المَعلُوم أنَّ الفلك لايزالُ مُذْ خلقه الله دائرًا لم يتوقف عن الدوران، لكن هذا الوصف جاء على جهة المجاز؛ فَالشَّاعِر لا يتحدث عَنْ دورانه الحقيقي، ولكن يقصد التغيير والغِيَر التي لابُدَّ وأن تحصل أثناء دورانه.
وهذا مِنْ الشاعر خطاب وتنزلٌ مِنهُ لِمَنْ تَوعَّدهُم؛ لأنَّهم ظنُّوا أنَّ الزمن توقف عندهم، وأنَّ تلك اللحظات التي تَنَعمُوا فيها لَنْ تبرحهم ولن تتجاوزهم، وهم لِشِدِّةِ جَهلهِم وسكرتهم بالدنيا وغيهم فيها، لا يدركون أنَّ أمر الله قَد أتاهم، وأنَّ عقوبته قد حَلَّتْ بِهِم.
العُكْرَه: فتحة صغيرة تكون في الرِّيم (السطح)؛ لغرض التهوية والإنارة، وتسمح بدخول ضوء الشمس، وتكون في رُكن البيت.
ثُمَّ ذكرها صاحب المعجم بعد ذلك بلفظة: العكر، وأضاف واصفًا لها بأنها ضَيِّقَة؛ بحيث لا يستطيع أي شخص الولوج منها. وَلَعلَّ هَذهِ صيغة الجمع، ولا أدري كيف تضبط؟
وذكر عنكر؛ وهي بمعنى عَرقَل.
غبش: سَارَ فَجْرًا.
وهي في محكية صنعاء وتعز. وفي قصيدة الشاعر عبد الله عبد الوهاب نعمان، وَغَنَّاهَا أيوب طَارِش:
بَكَّرْ غَبَشْ سَانِي القَوَامْ اهيفْ* لا لا بِسْ الخُنَّه وَلا مُشَرْشَفْ
وقصيدة الدكتور عبد العزيز المقالح، وغناها أحمد فتحي:
صنعانيهْ مَرَّتْ مِنْ الشارعْ غَبشْ
الغبه: المسافة البعيدة عن الشاطئ في أعماق البحر.
غلب: غرفة أعلى الحصن في السطح للتحصين الأخير.
والغُلب في محكية تهامة مفردة تطلق على الزرع الذي لم يَسْتَوِ.
فَسِل: غير كفء ولا يصلح لشيء.
وَهُوَ كذلك في محكية تهامة. يقال: فسل وَفَسْلُو، وهو في محكيات يمنية كثيرة، وفي فَصيح الكلام أيضًا.
- فَحَق: أزالَ قُشُور الحَبّ.
والفحق في محكية تهامة الطحن.
فِتكَه: قطعة.
وفي تهامة يقال عن شخص يمتلك قطعةً صغيرة من الأرض: مَعَاهْ بِتكَهْ. ويقال: هَبْ لَهْ بِتكَهْ: اعطهِ قِطْعةً من (الخبز) مثلاً. وفي التنزيل العزيز: (ولآمرنهم فليبتكن آذان الآنعام). أي يُقطِّعُون آذان الأنعام.
فته: قال صاحب المعجم: "مصنوع من البر الذي يخبز بطريقة معينة، ثم يدق إلى مسحوق خشن، ويضاف له المرق.
ولا أدري ماذا يقصد بقوله: يدق إلى مسحوق خشن؟ ولعله يقصد أنه يدق ويسحق سحقًا غير متناهٍ بحيث يبقى على خشونته.
ولو قال المؤلف في تعريفها: وَجبة من البُرّ؛ يُخبزُ بِطريقةٍ مُعيَّنَة، ثم يُدقَّ وَيُسحَق سَحقًا خفيفًا، وَيُضَاف لَهُ المَرَق.
والفتة معروفة في تهامة بالبر والسمن والعسل، ومع المرق أيضًا. وفَتَّه -بصيغة الفعل الماضي- تستخدم مجازًا بمعنى ضَرَبَه.
الفَرْخ: المولود غير الشرعي.
وهي لفظة معروفة في تهامة. وفي فتاوى العلامة محمد بن أحمد بن عبد الباري الأهدل؛ ُسئِل عن رجل قال لرجل: يا فَرخْ.
فأفتى أنها كناية قَذف، وليستَ قَذفًا صريحًا، وأفتى بتعزير القائل لتلفظه بهذه الكلمة.
وفي الفصحى بمعنى ابن الديك.
فَراسلهْ: وِحْدَة للوزن تُساوِي عِشرينَ رِطْلاً.
وهذه الوحدة تُستخدم أيضًا في تهامة.
فُكَّهْ -بصيغة الطلب أو الأمر-: دَعْهُ.
وهي بنفس المعنى في محكية تهامة، وغيرها من المحكيات اليمنية. والفَكَّهْ: القطع الصغيرة مِنْ النقود.
القبع: الضرب.
وَقَبَعَه في محكية تهامة: غَلَبَه وزاد عليه. والمعنى قريب.
قِشَاش السيل: زَبَدُه وَغُثَاؤه.
وفي تهامة القُشَاش -بِضمِّ القَاف-: الأعواد اليابسة الصغيرة. وفي أبيات العلامة الصوفي علي بن إبراهيم الأمير التي عارض بها قصيدة الصوفي المغربي البهلول، يقول فيها:
عَمَلي كُلِّهْ قِشْوَاشْ
لكنْ شَاحْسِن ظَنِّيْ
واطلبْ رَبَّ الأوحاشْ
القادر يرزقني
القَلَتْ: صهريج جبلي تحفظ فيها مياه السيول لمدة أطول. وهي فصيحة.
قاع الأرض: لم يذكر تعريف القاع، واكتفى بالمثل الحضرمي: (الحصاه من القاع، والدم من ضرسك).
وفي أمثال صنعاء: (الحجر من القاع والدم من راس القبيلي). ولأحد أدباء صنعاء أو ذمار في أربعينيات القرن الماضي نقد ساخر لبيت البُرْدَة لشوقي التي مستهلها:
رِيْمٌ على القاع بين البان والعلم...
حيث قال: أين عَيكُون الريم؟ مَابِشْ ريم بيطير لمَّا يقول: رِيمٌ على القاع.
قصعة: عُلبَة.
وهي في محكيات يمنية كثيرة. وقصعة العسل قصيدة في التصوف لأحد صوفية حضرموت وأوليائها الشيخ سالم بن سعيد الشّوَّاف (ت: 811هـ)، واسمها: (شوارق الأنوار في ذكر مشايخ الصوفية الأخيار).
قَشْعَه: طيب مؤدب. يُوصف بها الأطفال المنضبطون.
والقشعْ: الضرب في محكية تهامة. وَقَشَعَهْ: ضربه بحزام، أو بِعُود مِنْ أعواد القصب. والتقشع: التَّعَرِّي. والقشع: التنكر في المعاملة من شخص لآخر. يقال عن شخص متغير: مَالهْ قَاشِع؟!
القضب: البرسيم.
وهو في محكية صنعاء، وفي فصيح الكلام.
القمبر: البرواز أو الصورة يقال: (ما فلان إلا قمبره زين).
وقَمبِّرْ -بصيغة الطلب- في محكية صنعاء: اقعد.
القامة: معيار ارتفاع الماء. وهو كذلك في تهامة.
القدوم: آلة لحفر الأرض. وهو كذلك في تهامة يقال له: جَدُوْمْ.
قربعة: إصدار صوت أو ضوضاء. وهي كذلك في محكية تهامة وغيرها من المحكيات اليمنية.
قُفَّهْ: وِعاء يُصنع من الخوص يستخدم لِحفظ الخبز.
وهي معروفة في محكيات يمنية كثيرة، وفي تهامة وعاء تحفظ به الحلوى والأشياء الخفيفة التي للأكل.
القعادة: السرير.
والقعادهْ في تهامة سرير مرتفع يُصنع مِنْ الخشب وحباله من خُوْص النَّخِيل، وتستخدم للجلوس عليها، وفي المقيل، وللنوم أيضًا، وتنطق بالجيم جَآدِهْ.
قَارهْ: الجبل الصغير.
وهي كذلك في محكية صنعاء. وتكثر القارات في حضرموت؛ فمنها قارة الصناهجة أو الشناهزة، وقارة آل عبد العزيز، وهي لفظة فصيحة بمعنى: الأكمة الصغيرة.
والقارة لقب الشاعر الحميني المشهور أحمد القارة؛ وَهُوَ مِنْ آل شرف الدين، وصاحب الغنائية المعروفة «يا بروحي من الغيد» التي غنَّاهَا أحمد فتحي، وأيوب طارش، وغيرهما مِنْ الفنانين اليمنيين.
(وللحديث بقية).