لم يعد الرد الإيراني على الهجوم الأمريكي مجرّد خيار تكتيكي يُوازن الخسائر أو يستعيد الهيبة؛ بل تحوّل إلى ضرورة استراتيجية تفرضها حسابات الردع الإقليمي والتوازن الدولي.
فالرد، وإن بدا في ظاهره مطلبًا سياديًا وطنيًا، إلا أنه في جوهره يعكس موقع إيران داخل منظومة التحالفات الدولية. إن تجاهل العدوان الأمريكي أو الاكتفاء بردود رمزية سيُضعف موقع طهران في نظر حلفائها الكبار: الصين وروسيا، اللذَين ينظران إلى إيران كحليف إقليمي فاعل ومُربك للنفوذ الغربي.
وبالتالي، فإن الرد الإيراني الصارم لا يكرّس فقط معادلة “الردع مقابل الردع”، بل يُعيد تأكيد دور طهران بوصفها شريكًا استراتيجيًا لا غنى عنه في معادلات الأمن والطاقة والممرات الدولية، بما يخدم مصالح الحلف الروسي–الصيني في صراعه مع الهيمنة الأمريكية.
إنها باختصار ضرورة دولية بغطاء وطني، وليست مجرد لحظة انفعالية، بل محطة فاصلة في معركة إعادة تشكيل النظام العالمي.