صنعاء 19C امطار خفيفة

لماذا لا تعملونها مع الداخل أيضًا؟

عملنا هدنة مع السعودية والإمارات بعد 8 سنوات من الحرب، وهذا جيد.
‏وأوقفنا إطلاق النار مع أمريكا بعد قرابة العام ونيف من المواجهات، وهذا جيد أيضًا.

‏غير أن كل هذا لم يؤثر على الأوضاع المعيشية والسياسية الصعبة في اليمن، أو في تحسين العلاقات المتوترة بين الأطراف اليمنية، والتي تتسم دومًا بالتهديد والوعيد، وتكريس التمزق والانفصال عبر إغلاق الطرقات وتقسيم العملة وتغيير المناهج وتكريس القطيعة وإدامة الصراعات، يرافقها لعة السحق والاستئصال والاجتثاث كل للآخر.

‏ليس هذا وحسب، بل إن كل الأطراف لم تستفد من الهدن والاتفاقات مع الأعداء في الخارج، لمد يدها إلى بعضها بعضًا من أجل السلام في اليمن، وفي سبيل استقرار اليمن ووحدته، وتحسين معيشة شعبه، وتعزيز كرامته، بل هناك من يستقوي بالاتفاقات مع العدو الأجنبي، إما من خلال محاولة استعادة تحريضه وتحذيره من خطورة الاتفاق مع خصمه، أو من خلال الاستقواء بالاتفاقات لتخفيف حدة خطابه مع الخارج مقابل رفع حدته مع الداخل.

‏وحين تسأل أحدهم لماذا لا يكون النهج نفسه مع الداخل؟ يرد عليك هؤلاء أدوات للخارج (إيران أو السعودية)، ولا قرار مستقلًا لهم، ولو طلب أسيادهم المصالحة معنا، لنفذوه، طيب لماذا لا تطلب أنت من الخارج الذي تتفاهم معه، أن يأتي بعبيده للتفاهم معهم؟ هذا إذا كانوا أدواته كما تدعي فقط، وليس أيضًا هاربين إليه من بطشك.

‏صدقوني، المخرج الذي يحرك كل قراراتك الأحادية والتمزيقية، ليس سعوديًا ولا إيرانيًا، ولا حتى إماراتيًا، بل إنجليزي، حتى إنكم تعتقدون أنكم تتعبدون الله بإجراءاتكم التمزيقية، وأنتم في الحقيقة تنفذون محططات الإنجليز في بلدكم.

قد تكون خطواتكم تجاه الخارج صحيحة 100%، ولكن إجراءاتكم الداخلة مخطئة جدًا جدًا، وترقى إلى الخطيئة في حق أنفسكم، قبل أن تكون في حق خصومكم، فضلًا عن شعبكم.

 

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً