صنعاء 19C امطار خفيفة

موقف حملة لواء الشرعية الغريب!

عجيب أمر حاملي أو حملة لواء ما يعرف بـ"الحكومة المعترف بها دوليًا"، الذين يصرون على "شرعيتهم"، وأنهم الممثل الشرعي الوحيد للشعب اليمني وولاة أمره، وقد اكتفوا بإدانة خصومهم -الحوثيين وأنصارهم- وتحميلهم مسؤولية ما تعرض ويتعرض له الملايين من "رعيتهم" أبناء الشعب اليمني المغلوب على أمره، وما يتعرض له جزء غالٍ وعزيز من الأرض اليمنية ومقدرات الشعب اليمني!

 
يكتفون بالفرجة والتحليل الفلسفي وتبادل النكت دون أن تتحرك مشاعرهم أو تستيقظ ضمائرهم وهم يشاهدون صور وفيديوهات تداعيات وضحايا القصف الأميركي -الإسرائيلي، بعدما اكتفوا بنفس الموقف السلبي من غارات ما سُمِّي تحالف دعم الشرعية التي بدأت قصف اليمن صبيحة يوم 15 مارس من العام 2015، ولم تتوقف حتى أبريل 2022! هذا الموقف السلبي العجيب الذي تستنكره غالبية اليمنيين، كما تستنكره شعوب وحكومات دول شقيقة وصديقة، يثير عددًا من التساؤلات أو الأسئلة الهامة، ومنها ما طرحه الأستاذ محمد الخامري مؤخرًا في صفحته بموقع "فيسبوك"! عنون طرحه: الشرعية أمام امتحان أخلاقي ووطني، فالصمت جريمة، وأردف كاتبًا: عقب القصف الإسرائيلي لميناء الحديدة، ومطار صنعاء، ومصانع أسمنت عمران وباجل، ومحطات الكهرباء في العاصمة، تقف الشرعية اليمنية على مفترق طرق تاريخي، لم يعد فيه الصمت خيارًا، ولا التذرع بالخلافات السياسية مبررًا، فالتخلي عن ملايين اليمنيين في مناطق سيطرة الحوثيين تحت ذريعة الخصومة السياسية ليس فقط تقصيرًا فادحًا، بل سقوط أخلاقي مدوٍّ في لحظة فارقة من تاريخ اليمن.
 
الخامري رأى أنه يتوجب على الشرعية أن تتعامل بمسؤولية دولة لا كخصم سياسي، وأن ترتقي فوق خلافاتها، وأن تتحرك فورًا لإيجاد البدائل اللازمة لتفادي الانهيار الإنساني الكارثي، وتوفير الاحتياجات الأساسية للمدنيين الذين لا ناقة لهم ولا جمل في ما يعمله الحوثي وقياداته، وإلا فإنها تفقد مبرر وجودها، وتتحول من دولة إلى عصابة، ومن أداة إنقاذ إلى شريك في المأساة.
 
واعتبر الخامري أنه في لحظات كهذه، يُختبر معدن القيادات الحقيقية، لا بالبيانات الرنانة، بل بالفعل الملموس والقرار الشجاع، والفعل المباشر، وبالتالي يجب التحرك فورًا لإيجاد بدائل مؤقتة لمطار صنعاء، وإيجاد ممر بديل للطوارئ الإنسانية، فلا يجوز ترك المرضى والجرحى لمصيرهم القاتل. كما يجب العمل، وبصورة عاجلة، على توسيع وتحديث ميناء المخا ليحل مؤقتًا محل ميناء الحديدة، نظرًا لقربه الجغرافي من ذات المحافظات، مع خطة نقل لوجستية عاجلة تربط المحافظات المحاصرة بمصادر الإمداد، وإعداد خطة طوارئ شاملة لتوفير الوقود والمواد الغذائية والطبية للمناطق المتضررة، فالاختبار الحقيقي للشرعية اليوم هو في موقفها من شعبها، لا من خصومها.
الخامري كتب أيضًا أن اليمنيين في مناطق سيطرة الحوثيين ليسوا رهائن حرب، بل مواطنون يمنيون، ومن يخذلهم اليوم، يفقد شرعيته أمام الله وأمام التاريخ، فالشرعية ليست شعارًا نرفعه، بل مسؤولية نتحملها، ومن لا يستطيع تحمل هذه المسؤولية، فليتنحَّ جانبًا، وليترك الدولة لرجالها.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً