صنعاء 19C امطار خفيفة

الخطاب الطائفي يعوق الوحدة الوطنية السورية

 من الجدير بالذكر، إن الخطاب الطائفي مبثوثًا، ومنشورًا في سوريا بعد انتهاء النظام الأسري السابق في 8 ديسمبر 2024م، من شأنه تأجيج الفتنة الداخلية، والتدخل الخارجي في شؤون البلاد.

 
في واقع الأمر، وصلت هيئة تحرير الشام بقيادة أحمد الشرع، من حلب الشهباء إلى دمشق الفيحاء، بزمن قصير غير متوقع، وسط أهازيج وأفراح شعبية، وكأن الجماهير تنفست الصعداء بعد طول معاناة من النظام الشمولي الذي حكم البلاد طيلة 54 عامًا.
 
ومن الملاحظ، أن الرئيس السابق بشار الأسد غادر العاصمة دمشق قبل ساعات قليلة من زحف هيئة تحرير الشام نحوها، متجهًا إلى موسكو، في غياب كامل للجيش، والحرس الجمهوري والأمن.
 
فلم يجد الحاكمون الجدد أمامهم ‐حسب إعلاميين- سوى خزائن فارغة، وسجون ومعتقلات، ومصانع كبتاغون... الخ. كما تم تحطيم تمثالي الرئيس الأسبق حافظ الأسد الأب، والرئيس السابق بشار الأسد الابن، واكتظت شوارع دمشق بالجماهير الغفيرة، رافعين علم الثورة في ليلة "كأنها عروس من الزنج عليها قلائد من جمان".
 
على صعيد آخر، واجه النظام الجديد مشاكل جمة في اللاذقية وحمص، وطرسوس، والسويداء، ودرعا. ويعتقد مراقبون أنه يتواجد هناك بقايا لـ"شبيحة" النظام السابق، وعصابات طائفية، ومليشيات. كما يحاول بعض المندسين داخليًا وخارجيًا إطلاق إشاعات طائفية لإقلاق السكينة العامة، وزرع الفتن لحسابات ضيقة. مع ذلك، كل شيء يهون مع مرور الأيام، واستقرار النظام، واستتباب الأمن، وتحسين الوضع الاقتصادي، وإشراك جميع المكونات المجتمعية، طائفية وسياسية، في الحكم، من منطلق سوريا للسوريين جميعًا، وحان الوقت لبنائها معًا.
 
وفي سياق آخر، تكمن الخطورة في القصف الإسرائيلي الغاشم على المدن السورية، واجتياح المناطق الحدودية، والادعاء الزائف بلعب ورقة حماية الدروز الذين يشكلون جزءًا أصيلًا من النسيج الاجتماعي العربي السوري، وأحيانًا الخشية من توسع النفوذ التركي في سوريا، وكل ما من شأنه أن يقوض الوحدة الوطنية، وإدخال البلاد في أتون الفوضى والحروب الداخلية.
 
حقيقة الأمر، إن ما يرتكبه العدو الصهيوني من جرائم، وانتهاك لسيادة "سوريا"، الدولة العضو في الأمم المتحدة، والجامعة العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، دون حسيب ولا رقيب، يعتبر تحديًا ونقيصة لا تغتفر بحق العالم أجمع، ويفترض أن ترفع شكوى عربية جماعية عاجلة للأمم المتحدة، ومجلس الأمن، ومحكمة العدل الدولية، على التصرفات المستهجنة للعدو الإسرائيلي ومن يقف بجانبه، ووجوب انسحابه من الأراضي المحتلة في سوريا، ولبنان من جهة، والأراضي الفلسطينية في غزة والضفة الغربية من جهة أخرى، واستنكار ما يرتكبه هناك من إبادة جماعية للسكان، وتدمير المساكن على رؤوسهم، ومحاصرتهم، وتجويعهم، مما يؤزم الأوضاع في المنطقة، ويقوض الاستقرار.
 
من الأهمية، أن يتخذ العرب موقفًا موحدًا ضد العدو الإسرائيلي الغاشم وتوسعه في المنطقة، وبخاصة بعد الاعتراف الدولي الواسع من قبل أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة، بحل الدولتين، ومبادرة السلام العربية المقدمة من المملكة العربية السعودية، في مؤتمر القمة العربية في بيروت، والمقرة يوم 28 مارس 2002م، والتي ترمي إلى انسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهضبة الجولان في سوريا بحدود 4 حزيران 1967م، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، مقابل الاعتراف بإسرائيل. وهذا هو المبتغى المنشود.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً