بعد تقديم الدكتور أحمد عوض بن مبارك استقالته من رئاسة الحكومة، وتركه للمنصب، أسئلة كثيرة تعج بها رؤوس الكثير منا، وهي أسئلة متنوعة، فمنها ما هي منصفة للرجل ومنها ما هي ظالمة له.
لن أخوض في طرح كل الأسئلة، ولكن أكتفي بما أراها ظالمة بحق بن مبارك، وغير منصفة له.
ومن هذه الأسئلة كقول البعض:
بن مبارك ما يقدم شيء.
بن مبارك لم يأتِ أصلًا لتقديم شيء.
ما نعرفه أن بن مبارك عندما تولى رئاسة الحكومة، لم تكن الطريق أمامه معبدة، وليست طريقًا سهلة حتى بإمكانه عمل شيء حتى شيء بسيط.
بن مبارك واجه تحصينات ودفاعات قوية لعرقلة عمله. وهذه التحصينات والدفاعات هي موجودة قبل أن يأتي لرئاسة الحكومة، وستظل موجودة إلى أن يتعاون الجميع للتخلص منها، خصوصًا الإخوة في دول التحالف، فهم بيدهم كل امور البلاد إن أرادوا لنا شيئًا من الراحة والاستقرار الاقتصادي.
الرجل حاول مرات ومرات كثيرة الاختراق، ولم ينجح، مع أن محاولاته أحدثت شروخًا في جدران هذه التحصينات والدفاعات.
لعلنا هنا نذكر شيئًا يحسب لهذا الرجل.. أليس هو من قطع الطريق على المستفيدين من الطاقة الكهربائية المشتراة بتلك المبالغ المهولة والمفزعة بأرقامها الكبيرة وبالعملة الصعبة؟
أليس هو من منع استيراد النفط بتلك الطريقة التدميرية للاقتصاد؟
هذا عمل بسيط قام به منفردًا وحيدًا، وهذا العمل على قلته لم يرق للمستفيدين ممن فقدوا مصالهم الضيقة، وفقدوا إنسانيتهم، وتحولوا إلى وحوش بشرية، فهاجوا كالجمال في موسم هيجانها.
بربكم هل رأيتم من سبقوه في رئاسة الحكومة فعلوا حتى شيئًا بسيطًا يذكرهم الناس به كعمل يشكرون عليه؟
هم نهبوا وجنوا الأموال، وخرجوا من مناصبهم من دون ضجة وتشهير، كالتي حصلت مع بن مبارك.
نقولها وسنكرر قولها وسيقولها كل من يعرف ما هو حاصل من فساد في هذا البلاد: بن مبارك كان محاطًا بتكتلات بشرية كبيرة العدد تجمعها مصالح استمرار هذا الفساد وهم يتغذون منه ويسيرون أمورهم بالفساد.
ولن تقوم قائمة لهذه البلاد مادام الفساد مطلًا برأسه ومستحكمًا بنا.
بن مبارك يا ناس مظلوم، وأنتم تعرفون كلمة مظلوم، وما تعرض له من ظلم هو بسببنا، لأنه كان يريد أن يعمل شيًا يدخله التاريخ، لكن كما قلنا سابقًا أعداؤه الذين هم في الأصل أعداؤنا، كانوا له ولنا بالمرصاد، وهاكم النتيجة خروجه، ولا ندري ماذا سيفعل الآتي من بعده إن لم يشترط مسبقًا عدم التدخل في عمله.