كيف للبيئة أن تتحسن مع وجود هؤلاء.. ؟!

كثر الحديث عن البيئة في الإذاعة والتلفاز والصحف المختلفة، وعقدت المئات من الندوات والورش والمؤتمرات البيئية في اليمن، وصرفت مبالغ طائلة، وصعد، عديد ممن يسمون انفسهم أصحاب الإختصاص على المنابر ليتمتعوا بكلمات مفادها أهمية البيئة وكيفية الحفاظ عليها. وما أن تنتهي المناسبة، أياً كانت» حتى ينُسى كل ما قيل، وتحفظ الوثائق والتوصيات والمقترحات داخل الأدراج إلى أجل غير مسمى، بعد أن يتهافت جميع المشاركين لاستلام مخصصاتهم المالية أو ما يسمى «بدل المواصلات». لتتولى المؤتمرات والندوات والمشاركات الداخلية والخارجية تحت اسم البيئة ولكن المصيبة هي كيف للبيئة ان تتحسن مع وجود المواطن والمواطنة «س»، والمسؤول «ص» والتاجر «ع».
ولا بد أنكم قد شاهدتهم أو سمعتهم عن هؤلاء وقد تكونون بعضاً منهم.
فالمواطن «س» هو من يتبرز أثناء الليل في دبات الماء ويرميها على الطرقات ويصحو في الصباح الباكر ويخرج إلى الشارع ليصب ما في أنفه وحلقه وإذا صعدت الباص معه يرمقك بنظرات وقحة ويقرفك بكلمات بذيئة إذا تجرأت وطلبت منه أن لا يرمي بقايا الأكل على الأرض أو قلت له لوسمحت أطفئ السيجارة.
المواطن «س»: هو الذي إذا سرت معه على الطريق وقلت له لا ترمى بعلبة البيبسي في الشارع أجابك: «لو كان الشارع نظيفاً أصلاً ولا توجد فيه أي قمامة لكنت استحيت أن أرميها، ولو كان هناك برميل قمامة لرميتها بداخله».
المواطن «س»: من يقضي ساعات طويلة في المقيل ليخرج بحمولة خضراء داخل فمه يفرغها في الشارع مع دبة الماء وما تبقى من عيدان القات.
المواطن «س» هو الذي إذا غضب أو ثار يقوم بتقطيع أشجار الزينة التي على الشوارع ويحرق إطارات السيارات تعبيراً عن غضبه.
المواطن «س» من يهمل بيارته حتى تنفجر وتفيض على الشارع ليتأفف منها ويلعنه كل من يمر بجانها.
المواطن «س» من يتكاسل عن إيصال أكياس القمامة إلى البراميل المخصصة لها.
باختصار المواطن «س» هو الذي لا توجد كلمات النظافة و البيئة في قاموس حياته.
اما المواطنة «س»: فهي من تغسل البطانيات والملايات فوق السطح ليستحم المارة تحت المسراب.
المواطنة «س» هي من ترمي بأكياس القمامة أمام منزل جارتها، أو تتعهد به إلى أحد أطفالها لإيصاله لبرميل القمامة.
المواطنة س بدقة أكثر من تنظف منزلها ليتوسخ الشارع، في حين لا يتوانى التاجر «ع» عن تهريب المبيدات والأدوية والأطعمة المحظورة والمنتهية إلى اليمن، ولا ينفك يلوث البيئة بما يلقيه فيها من مصنعه أو مشروعه، أياً كان، ويعمل المستحيل للتهرب من المساءلة القانونية.
ثم يأتي المسؤول «ص» ليتفلسف بكلمات نسمعها في كل مناسبة حتى صرنا نرددها قبل أن ينطق بها وفي كل سفرية أو دورة تدريبية يرشح الأشخاص انفسهم الذين تربطه بهم علاقة صداقة أو قرابة.
المسؤول «ص» هو من يتغاضى عن بعض الأعمال غير القانونية مقابل مبلغ بسيط أو مجاملة.
المسؤول «ص» هو من يشفط البيارات الطافحة على الطرق الرئيسية اثناء مرور المواكب فقط.
المسؤول «ص» هو من يعمل دون التنسيق مع غيره لتكون النتيجة حفريات مستمرة أمام بابك.
 المسؤول «ص» من يحدثك عن الانجازات التي غالبيتها وهمية ويختبئ خلف مدير مكتبه.
المسؤول «ص» هو من يقضي أغراضه الخاصة ويملئ جيبه تحت مسمى البيئة.
ومع و جود كل هؤلاء كيف نتوقع للبيئة أن تتحسن، أو للعاصمة أن تنظف، حتى لو أقيمت مئات الحملات، وعمل عمال النظافة ليل نهار، ووقعنا مئات الاتفاقيات!!