أحلام ام كوابيس؟! - زهير محمد

أحلام ام كوابيس؟! - زهير محمد

إلى متى تظل أحلام الشرفاء من أبناء هذا الوطن والغيورين على ماله العام في مكافحة الفساد والمفسدين، جريمة يستحقون عليها العقاب؟
والى متى تعتبرمحاسبة المسؤولين على هذا الانفلات المالي والاداري في أجهزة الدولة وتطبيق القانون الرادع في حقهم، أُمْنية يضحي من أجلها الشرفاء من بسطاء الموظفين براحتهم و بارواحهم فتجدهم مهددين في حياتهم، في كل لحظة ومهمشين في وظائفهم لا لذنب اقترفوه ولكن لأنهم عملوا مع الصحفيين الشرفاء في فضح الفساد المالي الكبيرالذي تشكو منه مؤسسات الدولة المختلفة, كل ذنبهم انهم قدموا للصحافة الأدلة الدامغة التي تدين المفسدين وبالارقام وبتوثيق الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة.
لقد استبشرنا جميعا خيراً عندما رفع رئيس الجمهورية في حملته الانتخابية شعارا قويا بانه لا يوجد بيننا مكان للفاسدين وان عهد التسلط ونهب المال العام ولى وبدون رجعة. واندفعت انا ومعي كل ابناء هذا الشعب العظيم نردد هذا الشعار ونشد من أزر كل يمني يقف في وجه المتسلطين على المال العام وفي وجه الذين لا يخشون حساباً او عقاباً من أحد.
وكم هي صدمتنا الآن كبيرة ان نجد هؤلاء الشرفاء من بسطاء الموظفين الذين وقفوا و يقفون في وجه الفساد نجدهم فريسة ضعيفة لكبار المفسدين ومطاردين من قبل سيارات مجهولة في أزقة و طرقات العاصمة لينزلوا بهم العقوبة على ما نشروه وفضحوه في الصحف وعلى ما اوصلوه من الحقائق لأبناء هذا الشعب فضاقت عليهم الأرض بما رحبت ففروا من المدن ومن وظائفهم ليسكنوا في القرى البعيدة مع أطفالهم المهددين بالاختطاف امام عجز الأجهزة الأمنية عن حمايتهم وحماية أطفالهم رغم مناشداتهم لها وتوسلاتهم ليل نهار وتحولت احلامهم في وطن نظيف الى كوابيس تقض مضاجعهم.
نحن لا نشك في توجه القيادة السياسية في محاربة الفساد ومحاسبة المسؤولين عليه في السلك المدني والعسكري. ولكني أناشد من هذا المنبر الصحفي الحر والمستقل كلا من رئيس الجمهورية ووزيرالداخلية، اتخاذ خطوات عملية عاجلة جدا لحماية الصحفيين والموظفين الشرفاء الذين اخذوا على عاتقهم معاونة الدولة وفضح الفساد والمفسدين امام الرأي العام. نرجو من اجهزة الدولة القيام بواجبها وحمايتهم قبل فوات الأوان، فاليمن ليست على استعداد لأنْ تخسر إبناً أضافيا من ابناء الصحافة المخضرمين. فإلى متى سنظل نحلم ونطالب بان تفرض الحكومة ومؤسساتها الأمنية هيبتها على مرافقي المشائخ الصغار والكبار الذين يجوبون باسلحتهم النارية شوارع العاصمة صنعاء ليلا ونهارا وكأننا في العاصمة كابول؟ والى متى ستظل اجهزتنا الأمنية عاجزة عن القضاء على عصابات اختطاف الأطفال وتهريبهم الى المملكة العربية السعودية وغيرها من بلدان العالم للمتاجرة بهم وبأعضائهم؟ وهل صحيح ان إحصائيات منظمة اليونيسيف رصدت خمسين الف حالة اختطاف خلال العام الماضي وحده؟ خمسون الف طفل يُسرقون من امهاتهم وخمسون الف أسرة تفقد فلذات أكبادها سنويا أمام عجز كبير في اجهزة الأمن وصرخات منظمات المجتمع المدني.
وتحية إجلال لكل صحفي وموظف شريف سكن حب الوطن قلبه فهانت في سبيله كل التضحيات.