الحرب بالوكالة

الحرب بالوكالة - محمد الغباري

مع نظام حكم الرئيس المصري الراحل أنور السادات تحملت السعودية مهمة الحرب بالوكالة ضد الاتحاد السوفيتي في افغانستان، وفي المنطقة العربية. وهي اليوم تجني ثمار تلك المواقف وتستعد للعب درو شبيه بعد رفعها لواء حماية السنة في مواجهة الشيعة.
عبْر مكاتب منظمة الدعوة الاسلامية في مختلف البلدان جرى تجنيد المتطوعين للقتال في افغانستان في مواجهة المد الإلحادي للاتحاد السوفيتي. وتحت شعار حماية الاسلام من خطر الشيوعية انفقت المليارات لشراء الأسلحة التي كانت تصنع في الولايات المتحدة الامريكية, وكان العرب وقود المعركة الامريكية. فهذا الاتحاد السوفيتي “الكافر” كان ابرز حليف ونصير للقضايا العربية وحركات التحرر في العالم، بينما الولايات المتحدة كانت الشريك الرئيسي لاسرائيل في حربها على العرب في فلسطين ولبنان وسوريا, وكانت الحليف الأبرز للدكتاتوريات العربية.
مع توسع الدور السعودي في خدمة المشروع الأمريكي، تم حشد حركات سياسية في المعركة, ودخلت القوى السياسية في المنطقة في حرب بالوكالة، فكان الاسلاميون في اليمن أعداءً لدودين للحركات اليسارية والقومية التي تشاركهم التطلع لبناء دولة حديثة تمثل كل مواطنيها, وهي كذلك في مصر والخليج والمغرب العربي, الا انه ومع التمرد الذي قاده اسامة بن لادن وايمن الظواهري على اصحاب مشروع الحرب بالوكالة, ظن الكثيرون أن الاحداث، التي شهدتها المنطقة ووصلت الى الولايات المتحدة، كافية لجعل الانظمة العربية ترفض تكرار ذلك الدور، غير ان الاحداث التي شهدها العراق بعد احتلاله امريكيا ومن ثم فشل مشروع النموذج الديمقراطي الذي روجت له امريكا, وبعد ذلك الازمة الداخلية في لبنان, اثبت اننا امة بلا ذاكرة ولهذا حملت الرياض اليوم ما تقول إنها مهمة مواجهة ما اطلق عليه المشروع الايراني في المنطقة العربية.
بالقطع لست من مناصري المذاهب ولا انفي عن ايران طموحها للعب دور في محيطها، لكني أتساءل: أيهما اخطر على المنطقة، الدولة الدينية العنصرية الموجودة في فلسطين والتي تمتلك ترسانة من اسلحة الدمار الشامل وتمارس القتل اليومي في حق الفلسطينيين العزل، أم طهران!؟ ايضا فإن الذين يميلون الى موقف الحكومة اللبنانية وحلفائها في مواجهة المعارضة وتحت ادعاء ليبرالية الاولى وتشدد الثانية، أسأل: ألم يكن رفيق الحريري يد السعودية في لبنان!؟ وما هي العلاقة التي تربط الرياض بالديمقراطية او بالليبرالية حتى يصبح رمي المعارضة اللبنانية بالارتباط بإيران وسوريا، مذمة، وتكون خطابات سعد الدين الحريري الموجهة من مدينة جدة السعودية دليلا قاطعا على حداثة الحكومة التي يديرها من خلف ستار‍!؟
malghobariMail