«14 أكتوبر».. فعل آخر للعطاء

«14 أكتوبر».. فعل آخر للعطاء - فضل علي مبارك

على الرغم من الخلاف الموضوعي والتباين الجوهري في كثير من الرؤى مع الاستاذ أحمد الحبيشي رئيس مجلس إدارة مؤسسة 14 أكتوبر للصحافة رئيس التحرير فيما يختص بامور إدارة المؤسسة وبعض الاجراءات المتخذة، إلا أنني أود هنا أن أسجل كلمة حق، فيما يختص بما طرأ على المؤسسة من تطور ونماء خلال العام والنصف المنصرم.
كنت قد آليت في نفسي خلال الشهرين الماضيين الإبتعاد عن الصحيفة نوعاً ما تجنباً أو تحاشياً لتصادم ما وحفاظاً على شعرة معاوية من الود والاحترام..
لكنني الأسبوع المنصرم كنت في زيارة بعد انقطاع إلى المؤسسة، و قد وقفت على شيء مذهل لدرجة أنني عندما قررت الكتابة عنه وقعت بين موقفين خصوصاً وقد تزامن مع قرار أصدره الاستاذ رئيس مجلس الادارة قضى بإغلاق فرع المؤسسة في محافظة أبين والذي أتولى إدارته وكان أول فرع لمؤسسة اكتوبر نشأ عام 1980.
حيث أشار عليَّ العديد من الزملاء والاصدقاء بالاسراع في كتابة ونشر هذه الكلمة قبل تنفيذ القرار لعل وعسى الاستاذ الحبيشي يتراجع عن قراره. لكنني أرجأت نشر الموضوع إلى ما بعد تنفيذ القرار حتى لا يساء فهمه ويؤوَّل على أنه استجداء لمنع تنفيذ قرار الإغلاق الذي لم يكن مسبباً.. بل وأثار استياء وحنق وعتاب كثير من زملاء وقيادات في المحافظة رأيهم ان يكون هناك توسع لفروع أخرى لا إغلاقاً سيما والصحيفة تحتل موقعاً، وللمحافظة حضورها.. ما دفع صحفاً أخرى اليوم إلى افتتاح لها فروع ومكاتب مثل «الثورة» «26 سبتمبر».
لكن واليوم وقد أغلق الفرع، فقد واتتني الجرأة بعيداً عن أية مؤثرات بأن أقول كلمة حق أرى أنه عليَّ البوح بها.
لقد اعتقدت عندما دلفت إلى بهو المبنى الجديد للمؤسسة وأخذت أتجول فيه بأنني اشاهد مسلسلاً تلفزيونياً أو فيلماً كتلك التي نشاهدها وتعرض للمشاهد لقطات لمبان ومكاتب الصحف.
وظللت وأنا أتنقل من دور لآخر ومن مكتب إلى مكتب آخر، بين مصدق ومش مصدق..
لقد عشت منتمياً للصحيفة منذ ربع قرن مضى.. وعانيت مرارة الحصول على كرسي للجلوس حين كان الزملاء يتسابقون على كراسي وماسات مهترئة يتزاحمون في غرف غير صحية تنافسهم على مساحاتها الفئران.. قلت وأنا اشاهد الزملاء يتأثرون فوق المكاتب الانيقة وقد خصص لكل زميل يجيد التعامل مع تقنية العصر بجهاز كمبيوتر خاص، مع خط انترنت على مدار الساعة: رحم الله أيام زمان.. وبالتأكيد أن أشياء كتلك تكون عاملاً هاماً لدفع الصحفي للعمل والإبداع.. وعلى مستوى المادة الصحفية.. وإن كانت شهادتي مجروحة.. وعلى الرغم من انها شهدت تحسناً ملحوظاً ما جعل الصحيفة تتجاوز مرحلة الجمود التي عاشتها لكنها ما زالت دون الطموح وما عهدناه من مستوى تميز به احمد الحبيشي وتجربة صحيفة «22 مايو» غير بعيدة وخير دليل.
نتمنى ان يكون ما لمسناه مجرد الخطوة الأولى لفعل قادم لا سيما و«14 أكتوبر» مدرسة يصعب تجاهلها أو النظر إليها كرقم للإصدارات الصحفية.