وردتان - حمدي أحمد

وردتان - حمدي أحمد

في أحضان الهدوء أجلس في غرفتي الصغيرة، تستحم عواطفي في فراغ ذلك اليوم الفاتر، فراغ يملأ غرفتي ويتسع ليملأ الطريق الوعر إلى الدفء، الحقيقة متدثرة في ركن معتم عبر أغوار العالم.
فراغ كثيف يغطي الساحة ارتجي الانشغال يفرغه بملل، كل ما حولي هادئ ببرود مضجر لا حركة تمتع ولا دفئاً يضحك أو يبكي، لا مكان للوجدان ولا زمان للحنين هنا، فقط تشتعل الوحدة بانتعاش لتحرق الآخرين ويستفيق السبات العميق.
في نطاق بصري اشاهد طفلين يمرحان ولد وبنت يتعاركان برفق بريء ويتحاضنان بدفء أخوي غسلا ذلك الفراغ الخامل بحرارة عواطفهما واحتراق الوحدة الكئيبة.
وقتها شعرت أن قلبي بدأ يخفق بسخونة المشاعر المتقدة بين أحشائي التي غلفها الجليد طويلاً انحدرت دموع حارة من عيني، كانت كافية لصهر السكون الواجم على وجهي لأشعر بالسعادة.
وعلى بعد مني تنحدر من وعورة الطريق تنبت وردتان توأمان بجمالها وزهاء منظرهما المبهر بفوحان عطرهما يلون الفضاء بأقواس بهية تنبض بالحياة.