الإمارات.. النهضة بحكمة

الإمارات.. النهضة بحكمة - ياسر المياسي

السبت الماضي الثاني من ديسمبر احتفلت دولة الامارات العربية المتحدة بالذكرى ال35 للعيد الوطني ذكرى تستحق الاحتفال وإشعال الشموع لمسيرة نهضة قد تكون الأسرع في منطقتنا العربية ودول متعددة في عالمنا النامي الذي يتراجع نمواً كل عام فالحديث عن نهضة هذه الدولة ليس من باب المجاملة والأطراء وإنما من باب الاعتزاز والفخر لأي عربي مسلم يهمه نهضة وطنه وأمته.
35 عاماً قد تكون رقماً عادياً، لكنها للإماراتيين والمتطلعين لتحقيق النمو والرفاهية في بلدانهم تبدو رقماً صعباً لا يمكن اختزاله كمجرد ذكرى للاستعراض والضجيج الفارغ، أنه مسيرة تنمية ومسيرة خير وعطاء يعود الفضل في تحقيقها بعد الله إلى المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي استطاع بحكمته أن يقود ويؤسس مسيرة تنموية تستحق أن تكون مادة للدراسة في الجامعات والمدارس العربية للاستفادة منها في كيفية صنع تجارب للتنمية المختلفة وإذا تم دراسة هذه التجارة بمنظور علمي ومنصف فإن الأخذ بها سوف يكون حتمياً.
منذ سنوات وأنا أنظر بإجلال وتقدير لنهضة هذه الدولة واتابع أخبارها عبر مختلف المصادر غير أن هذا العام وبالذات في شهر مايو سعدت بحضور دورة تدريبية في مدينة دبي وكانت هي الفرصة للتعرف على هذه النهضة العملاقة فصديقي العزيز طه المقيم منذ أعوام هناك والذي استطاع الحصول على فرصة عمل أصر أن أقيم لعدةأيام كانت فيها الفرصة أن أزور كل مناطق الإمارات، فكل مدينة وإمارة تدهشك بنهضتها ومشاريعها العملاقة التي تتجه نحو العالمية.
تنمية تشعرك بأن الإدارة والقيادة فن له قواعده وقوانينه، قادتها لا ينتظرون الصدف وضربة الحظ لهم رؤية واضحة وأهداف محددة واستراتيجيات معالمها مميزة دون تخبط، الوقت له قيمته وحسابه، قد تنظرب أسئلة واستفسارات متعددة إلى ذهنك هل المال والثروة من يصنع النمو دون إنسان مؤهل؟ الجواب يلخصه أهم كتاب إداري حصلت عليه «رؤيتي» الذي ألفه محمد بن راشد آل مكتوم أحد أهم الشخصيات التي صنعت التحول في نهضة الإمارات.
تشعر وأنت في الإمارات العربية أنك لست غريباً فأبناء الامارات متواضعون صانعون تنمية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
أسابيع وأشهر لا تكفيك لاستكشاف هذا العملاق الاقتصادي القادم، فمراحل وسنوات من التعب صنعها أبناء الإمارات كان ثمارها النجاح والتميز لا يمكن تلخيصها واختصارها في مقالات واستطلاعات صحفية تنشر هنا وهناك.
تعرف وأنت تشاهد النهضة أن التنمية لا تقف عند إنجاز معين بعينه بل إن التميز فيها أمر ضروري للمنافسة العالمية، فالتخطيط والنظرة البعيدة للمستقبل لم تكن غائبة فهي سر النجاح في ذلك.
تلاحظ وأنت تدرس مسيرة هذه النهضة أن الزمن هو زمن خلق الأفكار العظيمة القادرة على صناعة المشاريع العملاقة المذهلة وليس زمن حشو العقول بالمعلومات والأفكار المغلوطة.
عوامل متعددة لنجاح التنمية في هذه الدولة التي تحولت من صحراء قاحلة إلى مدن عالمية تستقطب العقول والأموال وتؤمن أن التركيز على الشباب كان سبباً مهماً في جعهلم قادة يغتنمون الفرص الكبيرة عندما يرونها، وإن لم تكن هذه الفرص قائمة فعليهم الاستعداد لصنعها باقتدار إداري فالإدارة الجيدة هي التي تصنع السياسات الجيدة.
اليوم وفي ظل تراجع معدلات التنمية في وطننا العربي نصبح أكثر احتياجاً لمثل هذه التجارب والرؤى وتطبيقها حتى نحقق ولو جزءاً من تنمية.

ymayasiMail