- عدن مرزوق ياسين
لم يكن الصيدلاني سعيد السويدي، 56 عاما، من أبناء الشيخ عثمان، يتوقع أن الشخص الذي قدم إليه لشراء حبوب الصداع (بارامول) سيضع حياته في فوهة المسدس. فهو ليس له علاقة بنزاعات ثأر، غير أنها أخطأت مسارها بعد 17 عاما ليكون الضحية حين باغتته طلقة نارية استقرت في أمعائه بعد أن مزقت البنكرياس قبل أن يسقط آخر في 17 عاما في ماراثون المطاردة مصابا في الساق.
 في الثانية عشرة من مساء الثلاثاء الماضي كان السويدى يمارس روتينه العملي في صيدليته الواقعة أمام جامع النور بالشيخ عثمان عدن، 150 مترا من مقر الشرطة، قبل أن يلملم أوراقه عائدا صوب المنزل في أمان المدينة المزدحمة حين أطلق عليه شخص النار قدم إليه لشراء علاج للصداع وكاد الجاني أن يطلق الثانية في الرأس بيد أنه شك في الهدف الذي جاء إليه وخرج من الصيدلية فارا حمل المصاب نفسه بصعوبة صوب الباب وأطلق صيحات أيقظت كل سكان الشارع وملتحفي الرصيف من الباعة المتجولين قبل أن يسقط مغشيا عليه عاشت شوارع المدينة وحواريها قرابة نصف ساعة مطاردات وراء الجاني، كلما اقترب إليه شخص أطلق نحوه النار وتمكن من الإفلات منه توقفت عملية المطاردة تماما بسبب إطلاق النار على الناس بعد إصابة شاب يدعى شيخان قردش، 17 عاما، كاد إن يمسك به، وتمكن الجاني من الهرب والتخفي بعد ذلك بين أشجار بستان مهدي في الضاحية الشرقية للمدينة.
 شرطة "الشيخ" هرعت بعد نصف ساعة لتفتش عن الجاني بين الشجر حتى الصباح وتحبس ملفا للقضية في أدراجها.
الجاني "ع. م.س" من أبناء الصبيحة من قبيلة الجليدة
 وبحسب مصادر فإن لقبيلته ثار منذ 17 عاما من قبيلة المعامية التي ينتمي إليها هزاع ويحصد سنويا عشرات الضحايا من الطرفين.
علاء السويدي أحد أقرباء الدكتور سعيد: "يبدو أن الجاني أخطأ الوجهة فالشبه بين خالي سعيد وعلي هزاع كبير فهم صلع الرؤوس ولابسين نظارات". مضيفا: "لم يكن لنا ثأر مع احد وهزاع أعرفه منذ 23 عاما لم يسافر لبلاده. ما ذنب خالي الذي لا ينتمي إلى الصبيحة؟!".
 سعيد الآن يرقد في العناية المركزة بمستشفى الجمهورية من حينها. وفي قسم العظام ينزل قردش مصابا بكسر في ساقه اليسرى.