كتاب جديد لمنير عربش وهوغ فونتين.. مدن الكتابة

كتاب جديد لمنير عربش وهوغ فونتين.. مدن الكتابة

- المحرر الثقافي
يواصل المعهد الفرنسي للآثار والعلوم الاجتماعية بصنعاء بحثه في اليمن.. ما يزال يفعل إعادة اكتشافه للمطمور والذي تحت التراب.
ما يزال مستمراً، بصمت، في الحفر والتنقيب والانتاج كما والتنبيه ورفع الأصابع ناحية الخطر الذي يلوح بتاريخ البلد وكنزه.
هذه المرة كانت المهمة على عاتق الباحق الدؤوب منير عربش برفقة المصور هوغ فونتين فكان كتاباً مشتركاً بينهما بالكلمة والصورة حمل عنوان «اليمن مدن الكتابات المسندية».
تم تأليف الكتاب بحسب التقديم المفتتح له باللغتين العربية والفرنسية دون القيام بترجمة حرفية بينهما وإنما بإعطاء نفس المضمون وهو تقديم لمحة عن تاريخ نشوء ممالك العربية السعيدة، مرفقة بالخرائط وعن اللغات والخط وتاريخ نشوئه وعن تجارة البخور يليه وصف موجز لحواضر الاودية التي تم تصويرها ولأهميتها الأثرية خلال النقوش والمعالم مع الأخذ بعين الاعتبار الاكتشافات الاخيرة التي أغنت معارف الباحث.ويتخلل النص الصور الفوتوغرافية وعددها ما يقارب المائة صورة وواحد وعشرون لوحة وعدد من الخرائط والنصوص المرافقة لها وينتهي الكتاب بجدول لتسلسل الزمني للماملك العربية السعيدة وفهرس الأماكن ولائحة للمراجع الرئيسية التي استخدمت.
تم تأليف الكتاب وتنظيمه برؤيتين مختلفتين، إحداهما مكملة للأخرى: رؤية المصور الفنان الذي يرى هذه الاطلال التاريخية بنظرة اكتشافية جديدة ولهذا السبب تأخذ الصور في الكتاب حيزاً لا بأس به فتتكلم بلغتها الفنية الخاصة عن نفسها دون أي تعليق من الكاتب أو المصور وتكون بذلك قد تركت للقارئ الحرية التامة في التأمل والاعجاب وبالرغبة في زيارة هذه المعالم الأثرية ومس أحجارها القائمة حتى يومنا هذا والتي تسجل تاريخ اليمن منذ ما يقارب ثلاثة آلاف سنة.
أما الرؤية الثانية المكملة بالتأكيد لرؤية الفنان المصور فهي رؤية الباحث المؤرخ الذي يسعى ويحاول فهم وتفسير وسبر أسرار حضارة ممالك اليمن السعيد وكتابة تاريخها العريق الذي لم يكتب بعد بشكل كامل بسبب الثغرات الموجودة في النصوص وفي الآثار.
بلا شك يعتبر الكتاب بما فيه إضافة جديدة يفعلهاالمعهد الفرنسي للآثار والعلوم الاجتماعية بصنعاء في ساحة الكتابة عن الارث اليمني المتروك لحال سبيله كما وللنهب وعصاباته التي تتكاثر يوماً عن يوم وتزداد يدها طولاً.
إضافة جديدة للمعهد وبحسب ما عودنا إياه في مرات سابقة كثيرة عن طريق انتاجه لكل ما يعيد الاعتبار لهذا التاريخ ومكوناته.. إضافة جديدة تستحق النقاش والاهتمام من جانبنا، وهذا أقل ما يمكن فعله.