لاعبو الأولمبياد الخاص اليمني.. رغم وصولهم للعالمية ما يزالون حبيسي دائرة التهميش

لاعبو الأولمبياد الخاص اليمني.. رغم وصولهم للعالمية ما يزالون حبيسي دائرة التهميش

إن نظرية المتشائمين في المعاق ذهنياً استطاع أن ينسفها كيان رياضي خاص بالمعاقين ذهنياً كانت إنطلاقته في الولايات المتحدة الأمريكية في العام 1968م سمي «بالأولمبياد الخاص» لذوي الاحتياجات الخاصة من شريحة المعاقين ذهنياً، واستطاع أن يثبت للعالم بأسره أن المعاق ذهنياً قادر على أن يصبح بطلاً اولمبياً ولو من زاوية خصوصيته. ليس من المستغرب أن يصبح عدد لاعبي الأولمبياد الخاص الدولي حالياً ما يقرب من مليوني لاعب ولاعبة فكما تشير الاحصاءات الدولية فإن العالم به اكثر من 170 مليون معاق ذهنياً لكن الغريب أن لا نعلم حتى الآن كم عدد المعاقين ذهنياً في وطننا العربي وعلى وجه الخصوص في اليمن، وباحصاء رياضي بسيط يكشف الأولمبياد الخاص اليمني أن هناك أكثر من 6000 آلاف معاق ومعاقة ذهنياً جميعهم منخرطين تحت مظلته كرياضيين.
الأولمبياد الخاص اليمني.. 9 سنوات من التحدي
التحق الأولمبياد الخاص اليمني بركب القافلة الدولية لهذا الكيان في العام 1998م بلاعب واحد، وأعلن به انضمام اليمن للأولمبياد الخاص وتواجدها فيه عندما شارك به لأول مرة في الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص لذوي الاعاقة الذهنية، التي اقيمت في ولاية «نورث كارولينا» بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1999 أي بعد تأسيسه بعام واحد فقط.
كان تواجد اليمن ممثلاً بالأولمبياد الخاص اليمني في المحفل العالمي آنذاك لغرض التواجد والتعريف به وإعلان مسافة الألف ميل التي تبدأ بخطوة، وبالفعل كان شرفاً كبيراً أن يبدأ الأولمبياد الخاص اليمني خطوته الأولى من الولايات المتحدة الأمريكية المكان الذي تأسس فيه الأولمبياد الخاص الدولي.
المشاركة الشرفية لليمن في ذلك المحفل العالمي ولدت روح الحماس لدى القائمين على الأولمبياد الخاص اليمني للمنافسة في قادم المشاركات فوضعوا نصب أعينهم أنه لن يتم ذلك إلا بإعداد مدربين للاعبي الأولمبياد فأرسل أول مدرب للعبة الأولى للمشاركة في دورة إعداد المدربين والتي اقيمت بسوريا عام 2000م، وفي ذات العام شاركت اليمن في البطولة العربية في المغرب بلاعب واحد ومدرب.
ومع كثرة الألعاب التي يعتمدها الأولمبياد الخاص الدولي والمقدرة ب26 لعبة، عمل الأولمبياد الخاص اليمني على إرسال مدربين آخرين في ألعاب القوى للمشاركة في الدورة التدريبية لإعداد كبير مدربي ألعاب القوى بمدربتين والتي اقيمت في تونس عام 2002م.
وبعد كل مشاركة وكثرة الألعاب الأولمبية يتطلع الأولمبياد الخاص اليمني إلى ايجاد اكثر من لعبة فبعد ايجاد لعبة الهوكي وألعاب القوى قرر ادخال لعبة كرة القدم وكان كل ما يفكر بايجاد لعبة يرسل كادراً تدريبياً لتأهيله في احدى الدورات الخارجية، فكان له أن ارسل في العام 2002م مدرباً للمشاركة في الدورة التدريبية لاعداد كبير مدربي كرة القدم التي اقيمت بسوريا.
بعد ذلك التأسيس الجاد لقاعدة المدربين وايجاد لاعبين يستطيعون المنافسة حزم الأولمبياد الخاص اليمني حقائب إثنى عشر لاعباً ومدربين إلى مدينة «دبلن» عام 2003م للمشاركة في البطولة الرياضية الصيفية في لعبتي كرة الطائرة وألعاب القوى وكانت تلك المرة الأولى التي يحقق فيها الأولمبياد الخاص اليمني ميداليات ومركزاً تنافسياً حيث حقق في البطولة الصيفية اربع ميداليات وعلى المرتبة الرابعة في كرة الطائرة. وشارك عام 2004م مشاركة واحدة بتونس في البطولة العربية. وكانت أفضل مشاركاته على الاطلاق العام الماضي في اليابان عندما شارك في بطولة العالم للهوكي وحاز على المركز الثاني من بين 86 دولة في انحاء العالم.
البطولات المحلية هي الأصعب!!
إذا كان التواجد اليمني الخارجي للأولمبياد الخاص ترك بصمة كبيرة في الدول التي شارك فيها فتعد البطولات المحلية الأقل حظاً وعدداً حيث لم تقم سوى ثلاث بطولات فقط منذ تأسيسه والسبب يعود في ذلك إلى عدم توفر المنشآت الرياضية الخاصة بالأولمبياد الخاص أو لعدم سهولة إقامة بطولاته على المنشآت الرياضية الحكومية. فحسب ما يشكو القائمون على الأولمبياد فإن الممانعة تجد طريقها مباشرة إلى أفواه القائمين على المنشات الرياضية في حال إقامة اي بطولة رياضية ولا يتم الموافقة إلا بعد «شريعة» حسب قولهم ولا تخلو من منغصات جمة فيحجم بذلك عن إقامة نشاطه الداخلي.
يذكر أن البطولة المحلية الأولى شارك فيها اكثر من 50 لاعباً ولاعبة في ألعاب القوى واقيمت في العام 2002م.
أما البطولة المحلية الثانية فكانت في العام 2003م بمشاركة 150 لاعباً ولاعبة للعديد من الالعاب الرياضية.
وآخر بطولة محلية العام الماضي شارك فيها أكثر من 250 لاعباً ولاعبة في أربع محافظات ولأول مرة؛ الأمر الذي يؤكد تنامي قاعدة التنافس بين لاعبي الأولمبياد في المحافظات مما يعطي دلالة واضحة على أنه لو وجدت المنشآت الرياضية بكل يسر وفي أي وقت لكبرت قاعدة التنافس اكثر وازداد عدد المحافظات من عام لآخر لكن تظل المنشأة الرياضية باباً مقفلاً امام لاعبي الأولمبياد الخاص من ذوي الاعاقة الذهنية.
وبين دائرة التهميش وتناسي الدولة لهذه الشريحة من ذوي الاعاقة الذهنية يقف الاخيرون ضحية مجتمع بأسره لا يؤمن بقضاء الله وقدره في هذه الحالة وأن الله قدر على هذا الانسان المعاق إعاقته.
وهل يجوز لنا الآن أن نذكر بالموؤودة في باطن الارض التي قتلت دون ذنب ارتكبته؟ كذلك المعاق الموؤود في ظهر الأرض بأي ذنب يقتل؟ فهل يا ترى هو ذنبه أن خلقه الله بحالته تلك أم ذنب من؟؟!!