مجرد فكرة.. موالعة ب «ترنكات»

مجرد فكرة.. موالعة ب «ترنكات» - أحمد الظامري

في كل بلدان العالم يستثمر السياسيون الرياضة لتلميع انفسهم، ويستغلون المناسبات التي «تتوحد» فيها مجتمعاتهم على أية لحظة تتويج أو فرح لإبداء اهتمامهم بالرياضة ونجوم الرياضة، بغية كسب ود بسطاء الناس. لكن للأسف في اليمن لا يتنازل الساسة عن مقايل القات ويبخلون في اقتطاع مجرد نصف ساعة من مراسم مقيل لحضور نهائي مباراة. والغريب أن يحدث ذلك من ساسة يفترض ان لهم علاقة مباشرة بالرياضة أو الشباب.
لا أعرف لماذا تختار الحكومة «موالعة» لإدارة وزارة الشباب. والاستثناء طبعاً موجود في كل زمان ومكان، ولا أجد سبباً لأن يختار الشباب -انفسهم- رؤساء اتحادات لا يعرفون الفرق بين الكرة والبطيخة. لكن لفت نظري حضور د. جلال فقيرة وزير الزراعة لمباراة منتخبنا الوطني امام الهند. وبالمناسبة د. جلال كان لاعباً موهوباً في النادي الأهلي الساحلي لكن الاقدار قادته ليكون المسؤول الاول لمخازن الغلال لارضنا الطيبة.
كثير من الساسة مثلاً لا يعرفون بأن منتخبنا الأولمبي ربما لن يشارك في دورة الالعاب الاسيوية التي ستقام حوالى من عشرة ايام في دولة قطر الشقيقة، لأن اللجنة الأولمبية واتحاد القدم لم يستطيعوا السيطرة على اللاعبين في المنتخب الأولمبي، فيما يخص تعاطيهم للقات، وكل من الجهتين تتراشقان الاتهامات بتحمل هذه المسؤولية لكن المحصلة ان وكالات الأنباء العالمية تداولت خبر ان اليمن سوف تعتذر عن المشاركة بسبب تعاطي رياضييها للقات.
وكثير من الساسة المحترمين الذين لهم علاقة بالشباب او الرياضة سواءً في الحكومة أم في الأحزاب لا يعرفون أن المنتخب الأولمبي يعسكر منذ ما يقرب من خمسة اشهر، وصرف على عملية إعداده و تجهيزه لهذه التظاهرة الرياضية المهمة مئات الآلاف من الدولارات ما بين معسكرين في جمهورية مصر ثم المملكة العربية السعودية، ناهيك عن المعسكرات الداخلية، والتغذية والاقامة في فنادق، ثم ببساطة تلغى المشاركة لأن اللجنة المنظمة سوف تقوم بعملية فحص لتعاطي اللاعبين للقات فهل لاعبونا رياضيون أم موالعة يلبسون «ترنكات» رياضية؟!
لا أجد اهتماماً ملحوظاً من الساسة اليمنيين بالمشاركات الرياضية الخارجية إلا في دورات كأس الخليج؛ إذ تحظى مشاركة المنتخب الوطني باهتمام الاطر الرسمية وتتحول المقايل السياسية إلى منتديات رياضية والسبب بالتأكيد حساسية وضعنا السياسي مع دول الخليج، لكن هذا الاهتمام يدخل ثلاجة اللامبالاة حتى كأس خليج قادمة يتكرر فيه سيناريو الاخفاق. والغريب في الموضوع أن هؤلاء الساسة يتساءلون حينها بسذاجة: لماذا رياضتنا متواضعة؟!
***

هناك سياسيون يُدعون احياناً لحضور تظاهرات رياضية، ويسألون: اين منتخبنا وأين المنتخب المنافس؟! فنقول لهم مثلما نقول للأطفال: منتخبنا يلبس الزي الاخضر والمنتخب المنافس يلبس الزي الأحمر!!
aldameryMail