رحيل حزين.. تشييع عبدالوهاب، نجم الأهلي والمنتخب المصري إلى مثواه الأخير

رحيل حزين.. تشييع عبدالوهاب، نجم الأهلي والمنتخب المصري إلى مثواه الأخير

بينما كانت شمس القاهرة الحارقة تطل بأشعتها الذهبية صباح آخر أيام اغسطس الحارة، وأثناء التدريب الصباحي لفريق الأهلي المصري على ملعبه التاريخي الشهير «مختار التتش» في مقر النادي بالجزيرة، استعداداً للمباراة المهمة امام الصفاقسي التونسي في دوري أبطال افريقيا لكرة القدم، سقط فجأة اللاعب الخلوق محمد عبدالوهاب، ابن الثالثة والعشرين ربيعاً، على ارضية الملعب مغشياً عليه دون أن يلمسه أحد. ووسط دهشة زملائه نقل سريعاً إلى احد المستشفيات القريبة من النادي، وسط محاولات الجهاز الطبي في الفريق لإنقاذه، لكن دون جدوى، بعد أن نفذت إرادة الله وصعدت روحه الطاهرة إلى بارئها، تاركا سيرة عطرة كأحد النجوم القلائل الذين جمعوا بين الموهبة والخلق والتدين.
ولد عبدالوهاب في الأول من اكتوبر 1983 في إحدى قرى محافظات الفيوم، وبرز لاعباً في نادي الألمنيوم، لينضم بعدها إلى المنتخب المصري المشارك في نهائيات كأس الأمم الأفريقية للشباب في بوركينافاسو في يناير 2003، والتي لعب فيها عبدالوهاب دوراً بارزاً في فوز المنتخب المصري بلقب هذه البطولة، إلى جانب تألقه مع المنتخب خلال نهائيات كأس العالم للشباب التي اقيمت في الامارات في نوفمبر 2003، لينضم بعدها إلى فريق الظفرة الإماراتي، والذي بدوره أعاره لمدة موسم لفريق إنبي المصري، الذي شهد تألق عبدالوهاب في صفوفه ولفت نظر الإيطالي ماركو تارديللي مدير الجهاز الفني للمنتخب المصري، الذي اختار عبدالوهاب ضمن التشكيلة الاساسية للمنتخب في تصفيات كأس العالم 2006، وكذلك انضمامه لمدة موسمين كمعار للنادي الأهلي منذ منتصف 2006.
سيرة عطرة, ورحيل حزين، شيعتها نجوم الرياضة المصرية والعربية وآلاف من محبيه، الخميس الماضي، في جنازة مهيبة تليق بمشوار نجم رياضي، ليكون بعدها عبدالوهاب حلقة جديدة من سلسلة اللاعبين الذين فقدوا حياتهم على أرضيات الملاعب، والتي يعد النجم الكاميروني مارك فيفيان فوييه اشهر حلقاتها على الإطلاق دولياً إثر إصابته بأزمة قلبية اثناء مباراة منتخب بلاده أمام كولومبيا في الدور قبل النهائي لكأس العالم للقارات عام 2003 في فرنسا، كما يعد النجم التونسي الهادي بن رخيصة أشهر حلقاتها عربياً عندما سقط ميتاً نتيجة بلعه للسانه خلال احد تدريبات نادي الترجي مطلع 1997.