الطابور بين حزب الله وحزب الشيطان

الطابور بين حزب الله وحزب الشيطان - عبدالعزيز البغدادي

حرصت لجان إعادة الإعمار في لبنان، والتابعة لموسسة «جهاد البناء» المشكَّلة بتوجيه واشراف أمين عام حزب الله المجاهد العظيم حسن نصر الله على توسيع تواجدها ونشاطها لتسليم التعويضات التي التزم حزب الله، او بالأصح وعد بتسليمها لكل المتضررين بلا استثناء وصدق في وعده حسبما عودنا حزب الله وأمينه العام، فلم يقف مواطن لبناني في طابور.
يرى نصر الله أن وقوف المواطن في الطابور بانتظار استلام التعويض فيه مس بكرامته، وهذا ما لا ينبغي أن يحدث، لأنه قد سمع ردود الأفعال لدى من تضرروا واصرارهم على المقاومة واستمرار الصمود رغم ما جرى لهم وما ضحو به من الدماء والأرواح والأموال، ولهذا فهم أهل للتكريم.
تذكرت هذا الموقف لهذا المجاهد وما يحمله من دلالات ومعان فيها من النبل والشموخ والانسانية وسمو الأخلاق ما يعجز اللسان عن و صفه، أما أين تذكرت هذا؟ فلا أخفيكم أنه أثناء وقوفي مع اكثر من ثلاثين شخصاً وبينهم شخصيات لها وزنها الاجتماعي وذلك امام شباك استلام قيمة فواتير التلفون بمكتب المواصلات في قاع العلفي جوار وزارة الخارجية. والواقفون في الطابور جاءوا لتسديد قيمة الفواتير أي لتسليم فلوس وليس لاستلام فلوس وكان الموظف يستلم المبالغ ويتفنن في تقليب الفواتير ذات البيانات الطويلة العريضة التي تشتمل على مبالغ باهضة ومنها مبالغ اضيفت إلى الفواتير خارج الدستور والقانون اي ان القوم «المطوبرين» يقفون في طابور نهب رسمي في منتصف النهار وفي شدة احتدام المعركة الانتخابية التي تبدو كما لو أنها جادة من خلال هذا الضجيج في مرحلة الدعاية ولا يحتاج الفرق بين الطابور الذي رآه حزب الله وأمينه العام ماساً بالكرامة وطابور النهب من قبل الدولة التي تبسط سلطانها على كل أرجاء الوطن اليمني ولا ينازعها على ذلك احد، فإذا كان نصر الله قد وصف طابور استلام التعويض إهانة، فماذا سنسمي وقوف المواطن في طابور النهب آخر كل شهر؟ أم أن دورية الاهانة قد جعلتها سهلة كما قال....