الآلاف في عتق يطالبون بإسقاط النظام

الآلاف في عتق يطالبون بإسقاط النظام

مراقبون يطالبون أعضاء كتلة شبوة البرلمانية بموقف إيجابي
شفيع العبد
شهدت مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة، صباح السبت، تظاهرة حاشدة وصفت بأنها الأولى في تاريخ هذه المحافظة التي تكبل أبناءها الكثير من القيود والحواجز لعل أبرزها الثارات القبلية التي أنهكت الجميع هناك.
يوم السبت كان استثنائياً حيث خرج الآلاف من أبناء المحافظة للمطالبة بإسقاط النظام استجابة لدعوة حركة شباب التغيير وأحزاب اللقاء المشترك، بعد أن كانوا توافدوا للعاصمة من مختلف المديريات منذ الصباح الباكر، والبعض منهم كان وصوله في اليوم السابق تحسباً لإجراءات المنع من دخول المدينة، كما هو ديدن السلطة وأجهزتها الأمنية في فعاليات سابقة، وإن كانت سجلت انتشاراً كثيفاً في هذا اليوم في مختلف الشوارع والجولات، إلا أنها لم تعترض طريق المتظاهرين.
التظاهرة كانت انطلاقتها الأولى ونقطة توافد المشاركين من أمام جامع الرحمن في منطقة النصب، وطافوا الشوارع باتجاه المجمع الحكومي مرددين الهتافات المطالبة بإسقاط النظام ورحيل صالح، رافعين الشعارات واللافتات المؤيدة لمطالبهم تلك والمعبرة عنها، قبل أن تتوقف بالقرب من مقر الحزب الاشتراكي اليمني بالمحافظة، حيث أقيم مهرجان خطابي ألقيت فيه عدد من الكلمات المؤيدة لثورة الشباب المطالبة بإسقاط نظام صالح، وأعلن المشاركون تضامنهم المطلق مع إخوانهم المعتصمين في ساحات الحرية والتغيير في مختلف المحافظات.
بعد ذلك انصرف المشاركون إلى مسجد عمر بن عبدالعزيز لأداء صلاة الغائب على أرواح شهداء ثورة الشباب الذين سقطوا برصاص الغدر والخيانة من قبل أفراد الأمن، قبل أن ينضموا إلى مخيم الاعتصام في الساحة الأمامية للمعهد الصحي التي تشهد توافد أعداد كبيرة من أبناء المحافظة من مختلف التكوينات القبلية والانتماءات الحزبية، بمن فيهم أعضاء من الحزب الحاكم.
إلى ذلك، تم الخميس الماضي إشهار حركة شباب التغيير بالمحافظة، بعد جهود تكللت بالنجاح بذلها عدد من الشباب، حيث عقدوا لقاءهم التأسيسي وأقروا فيه اللائحة الداخلية، وشكلوا مجلس أمناء وعدداً من اللجان العاملة منها الإعلامية والتنظيمية والتنسيق والمتابعة، إضافة إلى مجلس أمناء ضم في عضويته عدداً من المشائخ والوجهاء والصحفيين والمحامين والناشطين.
مراقبون أشادوا بتلك التظاهرة قبل أن يصبوا جام غضبهم على كتلة شبوة في مجلس النواب تجاه موقفها الذي وصفوه بالمتخاذل تجاه الأحداث الأخيرة وما يتعرض له المتظاهرون من قمع وتنكيل في مختلف الساحات.
وأشاروا إلى البيان الذي أعلن فيه 13 نائباً من المحافظات الجنوبية تجميد عضويتهم في البرلمان احتجاجاً على قمع المتظاهرين في ساحات التغيير في مدينة عدن وغيرها من المدن، معبرين عن استيائهم الشديد من عدم تفاعل أعضاء كتلة شبوة مع ذلك البيان، وعدم تسجيلهم موقفاً إيجابياً تجاه ثورة الشباب، مطالبين إياهم في ذات الوقت بالانتصار لأنفسهم ولمحافظتهم، والتعجيل باتخاذ موقف يحفظ لهم ماء وجوههم قبل أن تفوتهم اللحظة التاريخية دون استغلالها بشكل أمثل.
تجدر الإشارة إلى أن محافظة شبوة تقسم نيابياً إلى 6 دوائر، 5 منها مع المؤتمر الشعبي العام وواحدة لمستقل.