الأمن يعتقل العشرات ويمنع اعتصام الأحزاب والمنظمات الحقوقية

الأمن يعتقل العشرات ويمنع اعتصام الأحزاب والمنظمات الحقوقية

مواجهات ليلية في شوارع عدن تخلف قتيلين وأكثر من 10 جرحى بينهم جنود
عدن- فؤاد مسعد
شهدت مختلف مديريات عدن تظاهرات مسائية احتجاجية في الأيام الماضية، بدأت في كريتر مساء الثلاثاء، وتواصلت في باقي الأحياء الأربعاء والخميس والجمعة، حاول الأمن قمع الفعاليات التي تخللها مواجهات واشتباكات في حي السعادة والعريش بخور مكسر والبريقة والمنصورة.
وقال شهود عيان إن تبادل إطلاق النار بشكل كثيف بين جنود الأمن ومسلحين تكرر في أكثر من مظاهرة، وخلف قتيلا وعددا من الجرحى بينهم جنود. وبحسب المصادر فقد أصيب أحد أفراد حراسة منزل نائب رئيس الجمهورية الواقع بالقرب من مناطق المواجهات في خور مكسر.
وكان أصيب 7 أشخاص بينهم 3 جنود مساء الأربعاء الفائت في المواجهات التي جرت خلال تلك التظاهرات، كما أصيب جندي آخر مساء الخميس، وقتل مواطن وأصيب آخر في المواجهات التي اندلعت مساء الجمعة في حي السعادة وحي السلام بخور مكسر.
وقال شهود عيان إن جنود الأمن تعرضوا لإطلاق نار من متظاهرين مسلحين، فيما تتهم مصادر في الحراك الجنوبي أفراد الأمن بإطلاق النار وقمع المظاهرة، وقام المحتجون بقذف أفراد الأمن بالحجارة وقطعوا الطرقات، وهم يرددون هتافات الحراك المناوئة للسلطة.
وذكر مواطنون أن قوات الأمن استخدمت القنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي لتفريق المتظاهرين في أحياء المنصورة والشيخ عثمان وخور مكسر، ولا يزال حي السعادة يشهد توتراً ملحوظا رغم توقف الاشتباكات، فيما يشدد الأمن إجراءاته في مداخل الحي لقمع أية فعالية.
وكانت قوات الأمن اشتبكت مع المسلحين المتمركزين في مواقع داخل الحي، كما شهدت المنصورة ومنطقة العريش بخور مكسر مصادمات عنيفة بين الأمن وعشرات المتظاهرين من أنصار الحراك الجنوبي، وبينهم مسلحون، ما أدى لإصابة جنديين.
ويرجع متابعون هذه المظاهرات إلى دعوات أطلقها قيادات في الحراك الجنوبي للتضامن مع مديريات ردفان التي تشهد حاليا مواجهات متقطعة بين الجيش ومسلحين تتهمهم الأجهزة الأمنية بالقيام بأعمال تقطع وقتل واعتداء على الممتلكات في مناطق ردفان، بينما يعد البعض مقتل أحد جرحى المواجهات السابقة في كريتر سبب التظاهر ونشوب المواجهات، إضافة لذلك فإن إعلان النائب العام إسقاط قضية أحمد درويش الذي قتل في يونيو بسجن المباحث بعدن، وعدم تحويل الملف للمحكمة، أشعل هو الآخر موجة غضب بين المواطنين في حي السعادة الذي ينتمي إليه درويش، ويشهد أحيانا تصعيدا متبادلا بين الأمن والمسلحين المتمركزين في الحي.
وقال مواطنون إن الاحتجاجات من سكان حي السعادة تأتي تعبيرا عن الاستياء من إعلان النائب العام رفض إحالة القضية المقدمة من أسرة القتيل أحمد درويش إلى المحكمة.
ونقلت مصادر قضائية للأسرة قول النائب العام بـ"عدم وجود دليل مادي يثبت واقعة القتل كجريمة جنائية نتيجة للتعذيب المفضي للموت".
وشهدت عدن صباح الخميس انتشارا كثيفا في مداخلها الرئيسية، تحسبا لأية فعالية احتجاجية، وتخوفا من نشوب أعمال عنف تستهدف الجنود والمارة، خصوصا بعد توتر المشهد وتزايد أعمال العنف التي تستخدم فيها القنابل والرصاص الحي.
وقال لـ"النداء" مواطنون إن اشتباكات عنيفة شهدتها شوارع البريقة مساء الخميس الفائت، ولم يُكشف عن ضحايا رغم تواصل المواجهات لساعات طويلة بشكل عنيف.
من جهته، أبدى مصدر مسؤول في المجلس المحلي بمحافظة عدن استغرابه لنزول بعض قيادات أحزاب المعارضة المنضوية في إطار تكتل "اللقاء المشتركـ"، إلى الشارع مساء الخميس، بهدف التحريض على إثارة الشغب وإقلاق السكينة العامة، مشيراً إلى أن المراهنة على إثارة الشغب في الشوارع واستنساخ بعض التجارب الخارجية لا يمكن أن يحقق الأهداف السياسية التي تسعى الأحزاب إلى تحقيقها، حسب المصدر الذي نقلت عنه صحيفة "14 أكتوبر" الرسمية إشادته بموقف المواطنين ممن وصفهم بـ"المحرضين على الشغب ورفضهم الانجرار وراء الذين يحاولون المتاجرة بالشعارات البراقة من أجل تحقيق مصالح حزبية وسياسية ضيقة".
وكانت وزارة الداخلية ذكرت على لسان مصدر فيها، أن أجهزة الأمن، ستتعامل بحزم إزاء أي أحداث شغب أو أعمال فوضى قد ترافق أية تظاهرات أو مسيرات منحت تراخيص مسبقة وفقا للقانون، وذلك انطلاقا من واجباتها للحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية السكينة العامة، وفقا للمصدر الذي حذر في تصريحه كل من يحاولون استغلال المسيرات والتظاهرات المرخصة للقيام بأعمال فوضى وأعمال شغب أو محاولة العبث بالممتلكات العامة والخاصة، بأنهم سيعرضون أنفسهم للمساءلة القانونية.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" عن المصدر قوله إن أجهزة الأمن لن تتوانى في التعامل بحزم تجاه كل من تسول له نفسه القيام بتلك الممارسات، وتعقبهم وضبطهم لتقديمهم للعدالة.
إلى ذلك، اندلعت مساء الجمعة اشتباكات عنيفة بين جنود الأمن ومسلحين في حي السعادة وحي السلام بمدينة خور مكسر، أسفرت عن إصابة شخصين توفي أحدهما بعد نقله إلى المستشفى بساعات، وتم تشييعه أمس الأول السبت.
الأمن يقمع اعتصام الأحزاب والمنظمات بعد يومين من تقديم اللجنة المنظمة طلباً بالترخيص لإقامة الفعالية
شهدت المعلا صباح السبت انتشارا أمنيا إثر إعلان الأحزاب السياسية وعدد من المنظمات الحقوقية والشخصيات الاجتماعية بعدن، تنظيم اعتصام رمزي أمام المحافظة احتجاجا على الحرب والحصار في ردفان، وقتل مواطنين في عدن والمكلا، وللمطالبة بوقف الحرب وإطلاق المعتقلين والإفراج عن صحيفة "الأيام".
وقال لـ"النداء" قاسم داود سكرتير ثاني منظمة الاشتراكي بعدن، إن اللجنة المنظمة تقدمت بطلب تنظيم الفعالية الخميس الفائت، وتم تسليم الطلب لوكيل المحافظة الأول وأحد الوكلاء المساعدين، ولم يتم الرد من قبلهما، وحين توجه المشاركون لمكان الاعتصام فوجئوا بالانتشار الأمني الذي منعهم من تنفيذ الفعالية.
وأضاف داود أن إعلان المنظمات المدنية تنظيم المسيرة جاء بعد توجيه الرسالة لقيادة المحافظة.
وكان عدد من قيادات الأحزاب والمنظمات الحقوقية والحراك الجنوبي والشخصيات الاجتماعية أقروا في لقائهم الذي عقدوه الثلاثاء الماضي، تنظيم اعتصام تضامني تصاعدي يبدأ السبت بوقفة احتجاجية أمام مكتب محافظ عدن بالمعلا. ودعا اللقاء لمواصلة الاحتشاد بالمخيم التضامني للشهيد نجيب عبدالستار الذي قتل متأثرا بإصابته الأسبوع الماضي خلال مواجهات نشبت قبل أسبوعين بين جنود الأمن ومحتجين في حي الطويلة بكريتر.
وأفادت "النداء" مصادر محلية بأن جنود الأمن أغلقوا الشارع الرئيس بالمعلا والمنافذ المؤدية إلى مبنى المحافظة، إلا أن عدداً من المشاركين تمكنوا من الوصول إلى الساحة وتنفيذ الاعتصام وترديد هتافات مناهضة للفساد، ومطالبة بتحسين الأوضاع.
وحسب مصادر محلية فان سيارات الأمنية المنتشرة بكثافة في عدن يتم صرف لكل سيارة لترونصف  بترول في اليوم, الامر الذي جعل الامنيين يشكون من عملية مصادرة لمخصصات السيارات من البترول من قبل متنفذين أمنيين في المحافظة.
ونقلت مصادر إعلامية عن مسؤول محلي قوله إن المظاهرات ليست مرخصة، وإنه سيتم إفشالها وردع القائمين عليها.
وفي الفعالية اعتقل الزميل عبدالخالق الحود أثناء قيامه بتغطية الفعالية، وظل محتجزا لساعات قبل أن يفرج عنه إثر جهود بذلها زملاء الحود لدى الجهات الأمنية التي كانت تحتجزه.

.. وينفذ حملة اعتقالات
ذكرت مصادر مطلعة أن أمن عدن وجه أقسام الشرطة بتنفيذ حملة اعتقالات تستهدف ناشطين في الحراك الجنوبي، ومنع أية فعالية تقام في عدن.
وقالت مصادر تابعة للحراك الجنوبي إن الأمن اعتقل عشرات من أنصار الحراك إثر تفريق المظاهرات في الأيام الماضية.
وذكرت مصادر الحراك أنه تم نقل المعتقلين إلى سجن المنصورة المركزي، وهم: صالح سعدون، خالد باعش، أحمد العوذلي، ناصر وحيش، محمد العيسي، محمد الخوباني، أياد اليافعي، ملموص اليافعي، شمسان الهمامي، عبدالرسول العوذلي، وأكرم محضار.
وأفادت المصادر ذاتها بأن عدد المعتقلين في مديرية صيرة حوالي 20 معتقلاً، أحيل بعضهم إلى سجن البحث الجنائي بخور مكسر، وهم: سهيم محمد صالح، محمد أحمد الفضلي، أحمد الولعة، وأحمد الصحراوي.
وفيما أفادت المصادر بأن عددا من المعتقلين الذين تم اعتقالهم في منطقة العريش بخور مكسر يومي الثلاثاء والأربعاء، وإحالتهم إلى سجن البحث الجنائي خور مكسر، هم: عبدالله محمد البطاني وأحد أبنائه، وحسن الغمش ووالده، فقد أشارت إلى وجود آخرين لم يكشف عن أسمائهم.
..والمئات يشاركون في تشييع أحد قتلى المواجهات
شارك المئات من سكان عدن في تشييع جثمان نجيب عبدالستار الذي توفي متأثرا بإصابته في الاشتباكات التي شهدتها كريتر السبت قبل الفائت، وتم تشييعه أمس الأحد إلى مثواه الأخير بمقبرة العيدروس.
وقال شهود عيان إن عناصر من الحراك شاركوا في موكب التشييع، ثم خرجوا في تظاهرة جابت شوارع كريتر، ورفعوا أعلام الجنوب مرددين هتافات "ثورة ثورة يا جنوبـ".
وقالت لـ"النداء" مصادر محلية إن المتظاهرين طافوا شارع أروى وصولا إلى معسكر 20، قبل أن يتم تفريقهم بالقوة من قبل جنود الأمن باستخدام الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع.
ورفع المشاركون صور نجيب عبدالستار والطالب لؤى باحكيم، اللذين قتلا في المواجهات الأخيرة التي شهدتها عدن بين مسلحين وجنود الأمن.
وكان طلاب كلية الهندسة بجامعة عدن نفذوا، أمس الأحد، وقفة احتجاجية للتعبير عن تضامنهم مع زميلهم لؤي باحكيم الطالب في المستوى الرابع هندسة. وطالبوا في اعتصامهم الذي أقيم في ساحة الكلية، بتقديم الجناة إلى العدالة ومحاسبة المتسببين في الحادثة.