جامعة صنعاء.. ودكاترة أبو800 ريال!

جامعة صنعاء.. ودكاترة أبو 800 ريال!

*د. عبدالله أبو الغيث
لا تستغربوا العنوان أعزائي، فذلك هو وضع الأستاذ الجامعي في جامعة صنعاء بجلالة قدرها، وذاك هو الأجر الذي يتقاضاه معظمهم مقابل ما يسمى بالتعليم الموازي الصباحي.
عندما فتحت الجامعات اليمنية العامة أبواب التعليم الموازي قيل إن هدفه الأول يتمثل بتحسين أوضاع هيئتها التدريسية، حتى يتسنى لهم التفرغ للعمل في جامعاتهم، ولا يذهبوا للعمل في جهات أخرى من أجل تحسين أوضاعهم المعيشية. لكن أعضاء هيئة التدريس تفاجأوا بأن طلاب التعليم الموازي في كثير من التخصصات، تم إلحاقهم بمحاضرات النظام العام الصباحي (أنا أتحدث هنا عن جامعة صنعاء، ولا علم لي بأوضاع الجامعات الأخرى)، رغم أن الحجة الأخرى لفتح النظام الموازي قد تمثلت بضيق القدرة الاستيعابية للجامعة في نظامها التعليمي العام.
المهم في الأمر أنه وبعد أخذ ورد بين رئاسة جامعة صنعاء ونقابة هيئتها التدريسية، تم الاتفاق بين الطرفين على أن يتقاضى دكاترة النظام العام الصباحي نصف مستحقات أقرانهم العاملين في التعليم الموازي المسائي، في حالة ما التحق بمحاضراتهم طلاب من التعليم الموازي، وذلك يعني أن يتقاضى كل دكتور مبلغاً لا يقل بأية حال من الأحوال عن 25 ألف ريال مقابل كل مادة في الفصل الدراسي الواحد. لكن أعضاء هيئة التدريس فوجئوا بتنصل الجامعة من ذلك الاتفاق في ظل صمت مطبق من النقابة الموقرة، وبدلاً عن ذلك تم إدخال نظام جديد احتسبت بموجبه مستحقات الأساتذة للموازي الصباحي، حيث تراوحت تلك المستحقات في الكشوفات التي أصدرتها كلية الآداب مثلاً، خلال الأسبوع المنصرم، من ال5 آلاف إلى 800 ريال لفصل دراسي كامل!
تخيلوا معي أستاذاً جامعياً قضى حياته في التحصيل العلمي، يذهب إلى أمين الصندوق ليستلم مبلغ 800 ريال يمني (ليست فرانصي بالطبع) مقابل محاضراته خلال 4 أشهر، ما يعني تقاضيه 30 ريالاً كاملة مقابل كل محاضرة، بينما يتقاضى الإداريون في إدارة الجامعة والكليات مئات الآلاف تحت مسمى الإشراف على نظام التعليم الموازي.. ولا تعليق!