عن الأمل المغلق والسياسة الغليظة وما بينهما

عن الأمل المغلق والسياسة الغليظة وما بينهما

*فتحي أبو النصر
> إلى أحمد غالب الفقيه: بنبله الشغفي الأليف ضد اليأس كله
طبعاً لا أغلظ من السياسة في اليمن: تشج العمر وتعطل الروح، كما تنهب الحلم، وتحرص أن تسد الأفق كله بعد أن تقتسم حظنا القليل -المكافح- في ما بينها بشراهة ليس لها حدود.. سياسة قطاع طرق لا يتوبون -أدمنوا صنع ويلاتنا المستمرة، وصاروا لعنة تاريخية أكثر مما يلزم- لذلك ننام وهي أشد إلحاحاً على رعبنا الذليل، ونصحو لتسترسل في إبادة أيامنا على نحو هستيري دنيء الزهو. والمحتم أنه لا يمكننا الآن مقاومتها -على الأقل- من دون جنون راسخ أو عواء عتيق أو مغامرات لا تحترس، إلا أننا -بالمقابل- لا يمكننا أن نتحاشاها تماماً، فهي مربوطة إلى أصل نظراتنا الشاحبة والكئيبة كلما اندلعنا بالرجاءات والرهانات، كما أنها وحدها –للأسف- تقرر حصتنا من آخر ما تبقى لنا من ممكنات الأمل الضئيل: الأمل المغلق جيداً على حيزه المحدود والضيق بلا فائدة، الأمل الذي بلا احتمالات خلاص ممكن يكفي لسرور أكيد.