حتى أنت ياسلطان

حتى أنت ياسلطان

فتحي أبو النصر 
قد يكون له موقف من حزبه مثلاً أو من المشترك ، لكن أن يدفعه ذلك الموقف المفترض لتشجيع المواقف الرسمية التي تفتك بالبلد ، فهذا ما لم اتوقعه : النائب الاشتراكي والشيخ سلطان السامعي الوحيد من كتلة المشترك البرلمانية الذي وقع على التعديلات الدستورية . حقيقةً لا أفهم بأي تبرير معنى توقيع الرجل على طلب برلماني باجراء هذه التعديلات الكارثية سوى أنه يفهم أكثر منا بمتطلبات الواقع الضحل على سبيل المثال ، فيما سأفترض أن توقيعه جاء من منظور عصبوي مشائخي ،أو بإعتباره كخط رجعة في حال ما انتهت وجاهته كعضو في مجلس نواب .
وإذ ليس بيني وبينه سوى كل محبة وود ، إلاأنني كنت أعتقد أنه جدير جداً بتقدير ذاته ، وأنه بخبراته المتراكمة وماعاناه يدرك تماماً غياب الدولة في الدولة وفداحة النوايا السلطوية السيئة التي تستهزئ بالبلد شعباً وتاريخاً . ففيما يشبه إقتسام منافع ، ظهر سلطان للأسف ، مع إيقاع الزفة ، والرضا بمبدأ " اتقرص العافية "، ولي أن أعتقد أنه في غمرة اعتصامات نواب المشترك التي تستحق الاحترام ضد هذه التعديلات غير المتوافق عليها ، فإنه لن يكون سوى مبتهج برضى الشيخ البركاني عنه .
طبعاً لم ينتبه لتلك " الفعلة " غير الزميل العزيزالصحفي هلال الجمرة ، وعلى الرغم من أن سلطان مازال يؤكد تمسكه بمقاطعة الإنتخابات ، إلا أنه يأتي مؤيداً لمطالب بلا معايير ولا ضمانات إصلاحية حقيقية -بغض النظر عن تبريراته التي تعتقد في ذلك الإجراء بأن الغرض منه تحقيق ما اتفق عليه في فبراير بأصلاح النظام السياسي والإنتخابي ، مايؤكد بأنه قد وقع على مالايؤدي إلى كلامه أصلاً - في ظل الأزمات المتدافعة التي تعصف بالبلد وتنصل الحزب الحاكم من كل إلتزاماته .. وأكثر .