عندما يكون الرجل عنواناً

عندما يكون الرجل عنواناً

عبدالجبار الجنيد
كثر هم الأصدقاء ومن مختلف نواحي البلاد، وكثيرا ما يطرح علينا استفسار ما هو سر نجاح سلطان العتواني المتكرر في دائرتكم. وباعتباري من أبناء الدائرة 66 بالطبع ليست الإجابة صعبة عندي أو لدى غيري من أبناء الدائرة.
قطعا ليس لأن الدائرة مغلقة من أبناء حزبه، والذي يترأس أمانته العامة، وكذلك ليس لأنه الرجل الأوفر ثقافة أو الأوسع علما على مستوى هذه الدائرة، لكن لأنه سلطان.
سلطان التواضع والمتصف بدماثة الأخلاق والتفاني في خدمة كل أبناء دائرته الانتخابية بمختلف مشاربهم السياسية. ولست مغاليا إن قلت بأنه لا يفرق بين جميع أبناء اليمن، فهو الرجل الجماهيري والقريب من قلوب البسطاء، وهو الأرحب بساطة والأكثر شفافية لدرجة خلوه من إشكالية التعقيدات المناطقية والحزبية الضيقة. زد على ذلك هو الأحرص على مشاركته للجميع في كل مناسباتهم (المآسي والأفراح)، رغم مشاغله الكثيرة بيد أنه عطر مجالسنا على الدوام.
ولذلك حظي بتقدير وحب أكثر رحابة ليس من أبناء المنطقة فحسب، بل من أبناء اليمن. أنا وغيري من أبناء الدائرة نصادف مواقف كثيرة في مختلف المحافظات عندما نسأل من أين أنتم؟ وعند الإجابة أنا أو نحن من قدس.. نعم أنت من بلاد العتواني، يرد ذلك المستفسر ربما مقاطعا وأحيانا مسهبا: بارك الله فيه وكثر من أمثاله، لأنه "رجل متواضع وشجاع ووطني و... الخ". وإن كنت لا تملك وقتا أو على عجلة من أمرك تضطر للبقاء بجانبه للحديث معه من باب المفاخرة بابن دائرتك وأحد أبناء البلاد.
نعم هو كذلك عندما يكون الرجل عنواناً.
بعد هذا هل ما زال ذلك النجاح يشوبه الاستغراب والدهشة؟
حسنا، ولا ريب قدس هذه واحدة من أكبر مديريات محافظة تعز من حيث الجغرافيا والسكان، وفيها نسبة كبيرة من الكوادر والباحثين والأكاديميين، وكذا رجال الصحافة وأساتذة الجامعة، وذوي الخبرات الثقافية والسياسية المتنوعة.
لكن في الحقيقة هو الإجماع على التمثيل في أي نشاط إنساني عندما يتجسد في شخص.
نعم هي ملكة القيادة كذلك عندما تتجسد في أسلوب تعامل يومي، وبالمقابل يكون الوفاء طواعية على هذا النحو، فتنشأ العلاقات الموضوعية في أوساط البشر.
وليس غريباً أن يتعرضوا ويحاولوا إثناءك عما أنت عليه، لكن هي رسالة تهديد قرأها كل الشرفاء، ولكنهم وكما يبدو لم يرتقوا بعد إلى مستوى الفهم من تكون؟ وما هي أهدافك؟ ما حصل يا سيدي هو مؤشر يعكس إلى أي مدى ما زال في بلادنا أناس غارقون في غيهم، ولا يدركون أنك الحالم في صنع مستقبل مشرق لأبنائهم ولكل أبناء اليمن. فهل يا ترى هؤلاء ذوو صلة باليمن؟ أحسبني أشك في ذلك والله. عجبي. لكن هو الإصرار على مواصلة السير على الخط الوطني، وهو الانتصار لقضايا الوطن اصطفافا مع الكثير من الشرفاء باتجاه صنع مستقبل يمن بلا فساد على طريق إجراء انتخابات حرة ونزيهة، وهذا ما أفصحت عنه جهرا في مقابلة لك مع قناة الجزيرة. ولا ضير إذن طالما ذلك الإصرار أضحى عزاء لنا في زمن مشوب إحباطا وفسادا وإفساداً في حين قل فيه العزاء.
نعم أيها الرجل الأعز، جميعنا نقدرك ونجلّك وأمثالك من أبناء الوطن الغالي، فلست حادي العيس وحدك. ثق بأن كل شرفاء الوطن معك، وليس أحزاب اللقاء المشترك فحسب، ولكنها
فقط هي بسمتك الحانية في أحلك الظروف، غرة جبينك الطاهر تعتلي محياك لدرجة أراني وغيري نعتقدها فنارا عاليا ترشدنا ونهتدي بها.
نقتديك فنزداد حبا وصلابة وإيماناً.
أيها الغادي أملا عاطرا أضحيت الورد الأوفر عبقا في بستان الشوك. أيها الرجل الأعز أنت ما زلت ريحان مجلسهم عنوة، وندى وعطر كل مجالسنا حبا واعتقادا. ونحن ما زلنا نؤمن، وكما عهدتنا، بأن النصر عمل والعمل حركة والحركة فهم وإيمان.. وهكذا كل شيء يبدأ بالإنسان.
في 22 ديسمبر 2010