عن "فؤاد" وثقة الشباب بالأحلام الذاتية والبلد التعس بمسؤوليه

عن "فؤاد" وثقة الشباب بالأحلام الذاتية والبلد التعس بمسؤوليه

فتحي أبو النصر
الرسميون في اليمن بين أفضل من يتقنون خدمة جيوبهم والالتفاف على جهود الآخرين، المبدعين خصوصاً. سياسة التقصير واللامبالاة التي يتعاملون بها مع المواهب، سرعان ما تتحول إلى تدليس وابتسامات صفراء عندما تتجاوز هذه المواهب المعوقات وتحرز انتصاراتها الشخصية اللائقة، فتحرج الوضع الرسمي جداً: لذلك "غادر ظهر أمس الأحد وفد يضم عدداً من الفنانين والمثقفين برئاسة مدير مكتب وزير الثقافة معاذ الشهابي لمؤازرة الفنان المبدع فؤاد عبدالواحد في الحلقة الأخيرة من مسابقة نجم الخليج، وتواصلا للحملة الداعمة له، والتأكيد على دعم وزارة الثقافة للمبدعين في كل المجالات، حيث إن الوزارة ستقدم له سبعة آلاف وخمسمائة دولار دعما وتشجيعا".
لا تعليق.. سوى أن بدل التذاكر والسفر والإقامة لهذا الوفد ستكلف عشرات الآلاف من الدولارات طبعاً.
*
إنه فنان جميل ولا جدال، بحضوره الشخصي التلقائي الآسر، وإحساسه الأدائي العالي، كما باعتزازه بتراث بلده الفياض الذي استأثرت به دول مجاورة بما يكشف عن جيل جديد، ما يعيد لهم بعض ثقتهم بالأحلام الذاتية الممكنة، على أن طبيعة البرنامج التي تعتمد أيضاً على التصويت عبر رسائل الموبايل، كانت تقتضي تحفز هذا الجمهور اليمني الذي تابعه بشغف في الداخل والخارج، وفعلاً لم يقصر جمهور اليمنيين أبداً رغم إمكانياتهم الشحيحة، حيث إن التنافس التصويتي الشديد بينه وبين المتسابق السعودي أقوى المتنافسين أمس، عزز شعورهم الجمعي بمساندته بشدة. وهكذا جعلته عائدات التفاعل المعنوي لهذا الجمهور التائق للفرح، بمختلف شرائحه، نجم الخليج بامتياز.
طبعاً.. ليس لأن فؤاد عبدالواحد الفنان الذي يبشر بحالة غنائية مختلفة فقط، أو أنه الذي نزع الفوز المستحق قبلاً من لجنة التحكيم وعن جدارة وتميز، بل لأنه عانى وكابد وأثبت ذاته بذاته، كما قدراته الفريدة التي سحرت الجميع، وهو بذلك مثال ساطع لما يعانيه غالبية المبدعين في هذا البلد التعس للغاية بمسؤوليه.