اختيار

اختيار

نعمان قائد سيف
لو أني محل الرئيس، لكنت اهتبلت فرصة زيارتي لمستشفى باصهيب، ولأجريت الفحوصات الروتينية، على قدر الإمكانيات المتاحة فيه، وبالمرة أتعرف على أحواله بصورة مباشرة وعملية، وأسعى لتوفير تكاليف إصلاحه -مثلما جرى تدبير عشرات الملايين من الدولارات لإعادة تأهيل فندق عدن الصالح للاستخدام الآدمي- بعد أن يتبين/ تبين لي كرئيس جرم الإهمال المقصود من جهة، ومن جهة ثانية لكي أثبت للناس أني واحد منهم، وما يسري عليهم ينبغي أن يشملني بـ"الرعاية" الصحية اللازمة، وبدلاً من أن أحمّل خزينة الدولة خسائر لا داعي لها، وقد أثبتت النتائج المخبرية والتشخيصية في برلين ككل مرة أني عال العال، وصحتي (بومب)، كما أكدت السفارة في ألمانيا لاحقاً، ولأمرت بتجيير جزء من مصاريف العلاج والسفر المفتوحة المخصصة لي كرئيس -إضافة إلى تكاليف المرافقين- لصالح إنقاذ حياة المواطن الصحفي عباس غالب نائب رئيس تحرير "الجمهورية"، الذي يتهدد حياته الموت، خصوصاً وأن الإعلام الرسمي تحدث بتبجيل عن توجيهاتي السامية بتكفل علاجه على حساب القصر/ الدولة، وتبين لأسرة وزملاء وأصدقاء العزيز أنها دعاية سمجة، أوقعت النقابة في موضع حرج للغاية!
على ذكر مستشفى باصهيب، وما آلت إليه أحواله، اقترحت قبل عام ونصف في صحيفة "التجمع"، تحويل مبنى خفر السواحل وملحقاته، والذي يجري استكماله على رصيف "البينو" بالتواهي، إلى مستشفى، ومقترحي لا زال قائماً، وأرى فور الانتهاء من بنائه، الإسراع في تجهيزه كمؤسسة صحية نموذجية، ونقل مهام "باصهيبـ" إليه، شرط أن يتم إعادة تأهيل المستشفى القديم على كامل أرضيته، حيث إن موقعه الرائع قطعاً سيكون محط أطماع ضعاف النفوس، المعروفين في طول البلاد وعرضها، فوقاحتهم لا حدود لها، ومديرية التواهي وضواحيها ذات كثافة سكانية، وإلى ازدياد، وبحاجة ماسة إلى مستشفيين متكاملين، إضافة إلى مستوصفات ومراكز للأمومة والطفولة!
على ذكر الحاجة، من يصدق أنه إلى جانب تمكين خفر السواحل من أحد أرصفة الميناء المدني، تجري حالياً عملية استكمال مبنى جديد معتبر ليكون مخفراً للشرطة، بدلاً من القسم القديم، وأرى بموقعه وسط الحي يصلح أن يكون مركزاً صحياً، على أن ينقل المخفر إلى مبنى الأمن السياسي، فموضع الجهاز يثير مخاوف الجيران، حيث يعطل بإجراءاته الاحترازية المتشددة مصالحهم (نادي الميناء، فندق الهلال (أغلق)، حديقة النصب التذكاري، والسكان)، وأرى الأنسب للأمن السري أن ينقل إلى مكان آخر، يجنبه والمجتمع الهلع مثل ذاك الذي أصابهما قبل أشهر نهاراً جهاراً، وأقترح منطقة "معاشيق" كموقع مناسب، فالمكان بعيد عن السكان والأنظار، ومحصن، وأظن أن القيادة السياسية ستتفهم الموقف، ولن تبخل به، ويكفيها القصر المدور في "الفتح"، إضافة إلى دور الضيافة المتناثرة في المحافظة، وفلل الفاسدين الباذخة، التي قطعاً ستغطي النقص عند الحاجة، ومن يحاول الاعتراض، يتم ابتزازه بسؤال: من أين لك هذا يا ذاك؟
قد تعتقد الفاسدة -والعياذ بالله- أني أقدم مقترحاتي من باب المناكفة، فأنا جاد بطرحي، وأعكس متطوعاً مطلب/ مطالب مجتمعية، وللتأكد من حسن اختياري، وصواب مقصدي/ مقاصدي، يمكن أخذ رأي الشعب، وبيني وبينكم القرار الأخير للرئيس، فهو حسب إعلامه ورجاله إذا قال للشيء كن فيكون، وأتمنى عليه تنازلاً أن يفعلها، طالما هو قدير!