أغلبية صامتة يحشدها المشايخ ومهرجانات انتخابية لزوم تلميع الصورة

أغلبية صامتة يحشدها المشايخ ومهرجانات انتخابية لزوم تلميع الصورة

- أحمد الزرقة – «نيوز يمن» – خدمة خاصة بـ«النداء»:
قال الدكتور محمد الصبري الخبير الاقتصادي، إن خطاب المعارضة الهجومي ضد المؤتمر الشعبي العام ومرشحه للانتخابات الرئاسية جعل مرشح المؤتمر الشعبي العام في موقف دفاعي خلال حملته الانتخابية. وقلل الصبري من أهمية الحديث عن القضايا التي تهم المواطنين خلال الحملات الدعائية والمهرجانات الانتخابية للمرشحين لمنصب رئيس الجمهورية. مشيرا في هذا الصدد إلى أن القضايا التي تهم الناخبين موجودة أصلا في البرامج الانتخابية التي تبث يوميا عبر وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة وتمت طباعة أعداد كبيرة منها وتوزيعها على المواطنين ويؤكد الصبري أن تزامن الانتخابات الرئاسية مع الانتخابات المحلية سهل وصول المعلومة إلى القرى والمناطق الريفية نظرا لوجود مرشحين للمجالس المحلية في جميع المناطق. ونفى أن تكون هناك أغلبية صامتة، لأن هناك تنافسا كبيرا من خلال الطرفين المشاركين في الانتخابات حيث يتم في معظم المناطق التواصل من بيت إلى بيت.
ودافع الصبري عن خطاب الرئيس صالح الانتخابي الذي يستند على الماضي نظرا لان هجوم مرشح المشترك مرتكز على نقد السياسات الاجتماعية والتنموية والانجازات والإخفاقات التي تمت خلال العقود الماضية بينما يحاول الرئيس صالح الدفاع عن تلك المنجزات مع الاعتراف بوجود بعض الأخطاء والسعي لإصلاحها ومعالجتها خلال الفترة المقبلة.
من جهتها قالت الدكتورة رؤوفة حسن أستاذة الاعلام، إن حضور القضايا التي تهم المواطنين موجود في خطاب المرشحين المستقلين: فتحي العزب،احمد المجيدي. مشيرة إلى أن المجيدي والعزب يقدمان خطابا صافيا فيه بعض القضايا ذات البعد الاشتراكي عند الأول الذي يرتكز على مساندة النساء والفقراء مستمدا ذلك من وحي الفكر الاشتراكي، بينما يقدم الثاني خطابا يرتكز على استخدام الفقراء والنساء بينما لا يقدم أي خدمة لأي من الشريحتين.
وترى حسن أن استقلالية ذينك المرشحين واللذين يمثلان تيارين مختلفين إيديولوجيا وتوجهاتهما الفردية تجعلهم يمتلكان رؤية واضحة وذلك بعكس مرشح المشترك الذي لا يمتلك مساحة كافية للتحرك نظرا لوجود أكثر من تيار سياسي في اللقاء المشترك وكل منهم يحمل رؤى خاصة به بينما يرتكز مرشح المؤتمر الحاكم على الانجازات التي حققها في الفترة الماضية بالإضافة إلى الدفاع عنها في مقابل خطاب المعارضة المشكك في كل ما يعتبره صالح إنجازا سياسيا له.
وعبرت رؤوفة حسن عن إعجابها بأداء المرشحين الخمسة مع اختلافها مع برامجهم لانها لا تخدم قضايا النساء كما أنها تحتوى على العديد من الثغرات "فجميع المرشحين يقدمون خطابا راقيا مؤدبا فيه احترام في التعامل مع الجمهور وللمناطق التي يذهبون إليها واستحضار للتاريخ وهذا معناه أن هناك استفادة مما يجب أن تكون نوعية الإغراءات للناخبين كما أنهم جميعا اجادوا لعبة تقمص الادوار ولو كان هناك مائة مرشح لكان لديهم نفس الاداء".
وعن تأخر الحملات الانتخابية في الوصول إلى المحافظات ذات الثقل الانتخابي قالت إن تلك إستراتيجية ذكية يتبعها المرشحون من أجل تلافي أي أخطاء خارجة عن السيطرة قد تحدث مع بداية الحملة كما أن مخاطبة الكتل الانتخابية الكبيرة قبل فترة وجيزة من الاقتراع يجعل من السهل على الناخبين في تلك الاثناء تذكر الرسالة الأقرب زمنيا.
وتضيف حسن أن هناك أعداداً كبيرة من الناخبين أو من يسمون بالاغلبية الصامتة لم تصلهم الرسالة الانتخابية ومع ذلك سيحشدهم المشايخ نحو الصناديق للتصويت لمرشح قد لا يعرفونه.
ويعلل حافظ البكاري رئيس مركز دراسات الرأي، عدم التركيز على القضايا التي تهم الناخبين بسبب عدم إيمان الأحزاب بوعي الناخب وقدرته على فحص تلك البرامج وبالتالي يعمد الجميع إلى تنفيذ مهرجانات وخطابات ترتكز على الخطب الرنانة والعاطفية التي تقدم الكثير من الوعود والبرامج الواعدة التي من الصعب تنفيذها على أرض الواقع. ويؤكد البكاري على أن ضيق المساحة المخصصة في التلفزيون والإذاعة لمرشح اللقاء المشترك والمرشحين المستقلين مقارنة بمرشح المؤتمر الشعبي العام تجعل أولئك المرشحين يشعرون أنهم بحاجة لإضعاف الآخر خلال تلك المساحة عبر التركيز على أخطائه.
ويشير البكاري إلى أن هناك شريحة واسعة من الناخبين لم يصل اليهم أي خطاب إعلامي أو إنتخابي وانهم يساقون الى صناديق الاقتراع بطرق مختلفة قد لا تعبر عن قناعاتهم. ويحمل الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني بالاضافة للجنة العليا للانتخابات مسؤولية التقصير تجاه تلك الشريحة من الناخبين الذين يساقون إلى صناديق الاقتراع سوقا دونما إدراك منهم لجوهر العملية الديمقراطية.