طرد مفخخ!

طرد مفخخ!

سامي غالب
الطردان اللذان لم ينفجرا في شيكاغو أو في الطريق إليها, انفجرا هنا في صنعاء التي تدنو, حثيثاً, باتجاه دور الطريد المطلوب كونياً!
ألأن صنعاء كانت آخر من يعلم صار لابد منها وإن طال السفر؟
الطريد اليماني لاح شبحه أثناء المؤتمر الصحفي لرئيس الجمهورية مساء السبت الماضي. وعلى الرغم من الاتفاقيات الأمنية والتنسيق العلني بين صنعاء وواشنطن في مكافحة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب, والعمليات الميدانية المشتركة والضربات الجوية التي أودت بحياة العشرات من المدنيين في غير بقعة يمنية, قال الرئيس صالح إن اليمن قادر على تحمل مسؤوليته في مواجهة الإرهاب, مؤكداً رفضه أي تدخل أجنبي في هذا الشأن.
اليمن في حالة حصار, والضربة جاءت من الشقيقة الكبرى التي تمكنت على مايبدو من تحقيق اخترافات في صفوف قاعدة الجزيرة في الساحة التي تجيد اختراقها منذ عقود! والمحصلة الأولية للضربة دوار في صنعاء, كذلك اضطر الرئيس صالح الى الدفاع عن موقف حكومته, بادئاً بالتشكيك في دقة الرواية الأمريكية الاماراتية البريطانية عن متفجرات داخل الطردين, قبل أن ينتقل إلى الكشف عن الاشتباه في مواطنة يمنية, ثم لينتهي إلى التأكيد على التعاون مع الرياض وواشنطن في موجهة الإرهاب.
الثابت أن ضغطاً هائلاً وقع على السلطات في اليمن, التي لاحت ضحية تنسيق استخباراتي يجري داخل بيتها ولكن بمعزل عنها وربما أيضا ضدها.
الممانعة الرئاسية جاءت لتزيد الأمور تعقيدا , اذ تم التورط في شان فني عبر التشكيك في الرواية الامريكية , ثم تم الكشف عن مجريات البحث والتحري أمام الرأي العام المحلي والخارجي , قبل أن يتضح أن الإرهابية المفترضة ’ وهي طالبة جامعية , ليست سوى ضحية مثالية للحرب على الإرهاب.
أيا يكن فان أسئلة فرضت نفسها بعد ساعات من الكشف عن الطردين المفخخين تتعلق بطبيعة الدور السعودي في اليمن, والأسباب التي تدعو واشنطن والرياض إلى دفع حليفهما اليمني إلى حالة انكشاف امني وسياسي, داخلياً وخارجياً, ودوافع الحليفين الإقليمي والدولي للرئيس صالح في تعمد إخفاء معلومتهما الثمينة عنه أولاً, ثم تركة أجهزته الأمنية تتخبط ثانياً؟
هذه أسئلة الغد , وعلى اليمني الطريد أن يمعن النظر فيها ويحسن الإجابة عليها, وإلا فإن اليمن برمته سيكون الطرد المفخخ الذي سيتم اكتشافه في قادم الأيام.