استهتار!

استهتار!

نعمان قائد سيف
كان الأفضل الالتفات لمستشفى الأمومة والطفولة المجاور -وقد أوصى النبي بسابع جار- بدلاً من توسعة مصلى النساء في جامع "الصالح"، بل كان الأجدى من الأساس أن يقام محل عقار التباهي مستشفى مركزي نموذجي للأمومة والطفولة، على أن يتحول مبنى المستشفى الحالي المتواضع -بعد ترميمه وإعادة تجهيزه- إلى ملحق مجاني أو برسوم رمزية لاستقبال وإقامة أهالي من يجري إسعافهن/ إسعافهم من خارج العاصمة، ويتكبدون مشقة السفر وتكاليف المعيشة وفواتير علاج الأحباب في مدينة الفوضى المزدحمة بالجوامع والمساجد على حساب المرافق الخدمية الضرورية لسائر المسلمين الذين يفتقدون رعاية الدولة وتتهدد أسرهم على سبيل المثال الأمراض وتفتك بهم الأوبئة!
لقد سبق أن تقدمت بمقترحات عديدة للاستفادة من تكوينات الجامع الضرار بما يقدم للناس خدمات جليلة ترضي الله أكثر من العبادة التي ما كانت لتحتاج إلى إهدار كل تلك الأموال سواء كانت عامة أو خاصة أو مختلطة، في ظاهرة بهرجية مسرفة لا أظنها تجلب الحسنات أكثر من أعمال الخير الأخرى مهما تقربت النوايا من الصدق في بلد متخلف فقير!
إحقاقاً للعقل والمنطق، وترجمة لقاعدة الضرورة التي يبيح المحظورات، أرى أن جامع "الصالح" يصلح أكثر من غيره لأن يكون مجمعاً طبياً مختصاً بكل حالات الأمومة والطفولة، ولن يعجز المهندسون المعماريون عن تكييفه إنقاذاً لأرواح من يتهددهن الموت مع الأجنة والمواليد بفعل ضعف الرعاية الطبية ونقص الأجهزة والمعدات والأدوية، فيما جامع الضرار تدبرت تكاليفه بقرار ويحظى برعاية دائمة لابد من تجييرها، وأتمنى على من تبقى من "العلماء" الذين يخافون رب السموات والأرض، أن يفتوا بجواز ما أدعو إليه، وعلى الأقل تكفيراً عن جرم سكوتهم على زواج الصغيرات (القاصرات) اللائي يمتن نزيفاً وتمزقاً ورعباً ليلة "الدخلة"، أو عند أول مخاض، ولا أظن للحظة أن المصلين الصادقين سيعدمون الأماكن الطاهرة لتأدية فروضهم الخمسة، والله وحده يعلم ما في الصدور!