بعضهم اضطروا للتسوّل من البيوت المجاورة للمخيم والبعض خرج للعمل في مزارع السكان الأصليين

بعضهم اضطروا للتسوّل من البيوت المجاورة للمخيم والبعض خرج للعمل في مزارع السكان الأصليين

في أوقات متقطعة، فيما يلجأ آخرون لمواصلة الصوم لأيام
النازحون في عمران يشكون قلّة الطعام وخلوّه من الأغذية الرمضانية

> "النداء"
خابت آمال النازحين في مخيم عمران بتحسن المساعدات الغذائية خلال شهر رمضان. فبعد ترقبهم لرمضان وتوقعاتهم للمزيد من الأغذية خلال هذا الشهر، صدموا قبل أسبوعين بأن المواد الغذائية لم تزد عن المخصصات التي كانت تصرف لهم خلال الأشهر الماضية.
وقال أحد النازحين في مخيم عمران زيد علي جبران، لـ"النداء" إن المساعدات الغذائية "لم تزد مثقال ذرّة على الأشهر الماضية، ولم تحتوِ على أية مواد غذائية خاصة برمضان مثل التمر والحليب وغيرها..". وأضاف مفصلاً الأشياء التي تستلمها الأسرة التي يصل قوامها الى 12 فرداً كمساعدة شهرية: "يصرفوا للأسرة كيس كندة (طحين) و2 كيلو سكر و2 لتر من الزيت وكيلو ملح و2،5 كيلو فاصوليا بيضاء لا غير".
وإذ شكا من نقص حاد في الطعام، قال إن غالبية النازحين سيما المتواجدين داخل المخيمات "يصومون يومين و3 أيام متواصلة لأنهم لا يجدون ما يأكلونه عند السحور وأيضاً في الفطور".
زيد جبران، وهو رب لأسرة قوامها 9 أفراد، اضطر إلى السكن خارج المخيم -بعد أسبوع من فراره من مديرية رازح بمحافظة صعدة في 25 ديسمبر 2009 - جراء الازدحام وعدم وجود مساحة كافية له وأسرته التي تتنوع بين نساء ورجال، واستأجر منزلاً خارج المخيم. ولفت إلى أنه يستلم المعونة المخصصة لأسرته مطلع كل شهر، لكنه أحياناً يحرم منها لسبب تأخره عن موعد التسليم وأحيانا لأسباب المرض، موضحاً أن الموظفين المكلفين بتوزيع المساعدات يتعاملون معهم بصورة سلبية، حيث يرفضون "تسليم المعونات لأي شخص ترسله في حال مرضك، حتى أخيه الذي يبرز بطاقة تثبت هويته ما يحرمهم أحيانا من المساعدة".
وعبّر عن المأساة التي يكابدها النازحون سواء الساكنون داخل المخيم أو خارجه، قائلاً: "الطعام لا يكفينا لأسبوع"، مؤكداً أن الحاجة الى الطعام اضطرت العديد منهم إلى الاستلاف، والبعض إلى التسول من البيوت المجاورة للمخيم، وهو ومثله آخرون إلى العمل بعيداً عن المخيم.
وكشف عن التلاعب الحاصل في الإغاثة المقدمة من الهيئة الشعبية، وقال إنها "لا تسلم لهم بل توزع على المسؤولين والضباط وبأوامر المحافظ". وشكا ما يتعرض له النازحون من تهميش عند تقديمهم أوراق مساعدات إلى المحافظ "نقدم أوراق فترفض، وعندما يقدم الضباط والمدراء في محافظة عمران يحصلون على ما يريدون من الفراش والبطانيات والأغذية مثل الفول وغيره".
وسبق أن تقدم بطلب مساعدة من الدعم الشعبي المقدم للنازحين والمودع في مخازن المؤسسة الاقتصادية اليمنية بفراش وغيره قبل 3 أشهر، لكن الطلب رفض فاضطر إلى أن يقول لأحد الجنود في المحافظة أن "يقدم ورقة باسمه فوقع عليها المحافظ فيما امتنع القائمون على المخازن عن الصرف عندما علموا أنها له". وفي ما يتعلق بتناوير الغاز والدبات يقول النازحون إن بعضهم تقدم بطلب لكنهم ردّوا عليهم بأن صرفها يتم لـ"حالات استثنائية".
وطبقاً لتقرير صادر عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في يوليو، تؤوي محافظة عمران 49،759 نازحاً من مجموع النازحين المسجلين لديها في الشمال والبالغ عددهم 328،877 نازحاً.
ولفت زيد جبران إلى أن النازحين المقيمين خارج المخيمات لا يعلمون بمواعيد التسليم، والسبب أن "عمال الإغاثة لا يعلنون عن موعد التسليم"، وأنهم حرموا قبل 5 أيام من مواد تنظيف كانت توزع من قبل "يمن مولـ" بسبب أنه تأخر عن موعد التوزيع والتسجيل 3 أيام".
مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في اليمن، طارق الجندي، قال الأسبوع الماضي لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، إن محدودية إمكانية الوصول الآمن للنازحين المحتاجين تعد مشكلة كبيرة ليس فقط في محافظة عمران. وإن الصراعات القبلية المجاورة والتقطعات القبلية تحول دون وصول عمال الإغاثة للنازحين.
و"الصليب الأحمر" تعلن انتهاءها من توزيع الغذاء والمنظفات لهم قبل 4 أيام
الأربعاء الفائت، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر انتهاءها من توزيع حصص غذائية تكفي لشهر واحد لما يقارب 2.000 شخص نازح مقيم في مخيم خيوان الحمراء شمال محافظة عمران، بالإضافة إلى توزيع مواد النظافة الشخصية على النازحين.
وفي بيان صحفي أشارت اللجنة إلى أنها قدمت في بداية شهر أغسطس الجاري حصصاً غذائية لأكثر من 12.500 نازح يقيمون في مدينة صعدة أو بالقرب منها، إضافة إلى أولئك المقيمين في مديرية باقم التابعة لمحافظة صعدة. وستغطي الحصص الغذائية، المكونة من حبوب القمح والأرز والفاصوليا والزيت والسكر والملح، احتياجات النازحين لشهر رمضان بأكمله.
يقول جان-نيكولا مارتي، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن: "معظم اليمنيين في المناطق الشمالية للبلاد قد عانوا لسنوات عديدة من النزاع"، مضيفا أن "الأشياء الأساسية التي يعتبرها البعض منا من المسلمات يمكن أن تصبح ذات أهمية قصوى لبقائهم". يأمل الأشخاص المقيمون في شمال اليمن بأن يبقى الوضع هادئا خلال شهر رمضان، وبالرغم من توقف القتال في منتصف شهر فبراير، إلا أن العديد من الأشخاص لم يتمكنوا حتى الآن من العودة إلى ديارهم، ويعتمدون على ما يجود به أي شخص كريم يمكنه تخفيف معاناتهم.
تعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن منذ عام 1962، وتركز نشاطاتها الحالية على مساعدة الأشخاص المتضررين من النزاع المسلح في محافظتي صعدة وعمران الشماليتين. وبالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر اليمني، تسعى اللجنة الدولية إلى الاستجابة للاحتياجات العاجلة وتقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين بشكل محايد. وتواصل مساعدة 150.000 شخص نازح ومقيم في محافظتي صعدة وعمران بالمياه والغذاء والمواد الأساسية الأخرى، وكذلك تقديم المواد الأساسية لمنشآت الرعاية الصحية الأولية التي تديرها وزارة الصحة العامة والسكان والهلال الأحمر اليمني.