عفواً

عفواً

* نعمان قائد سيف
أشك بأن رئيس الدولة سيحتفظ بدرع نقابة الصحفيين لوقت طويل، لا لأنه دون مستواه، كون الدرع قد سبق أن مُنح -ونسخه متساوية- لأناس أقل منه شأناً، وبالتالي سيرميه في سلة مهملات القصر التي تؤول إليها كثير من قضايا الشأن العام، وإنما سوف لن يبقي الدرع بمعيته لمدى منظور، حيث سينزع منه من قبل الجهة المانحة -إذا كانت تقدِّر معنى التكريم- بمجرد ما تسرع وستسرع أجهزة حكم الرئيس القمعية في ممارسة عادتها القديمة بالتعدي على حرية الصحافة والصحفيين، خلافاً لأهم الموجبات التي كانت وراء منح القائد الدرع المذكور في يوم الصحافة الأخير، حيث جاء في خبر قرار المنح أن الدرع صار من نصيب الرئيس تقديراً لدوره في "دعم" و"رعاية" الصحافة والصحفيين، وإكباراً لتوجيهه القاضي بالعفو عن كافة الزملاء المحكوم عليهم، والذين لديهم قضايا في الحق العام، إضافة إلى ما قدم من دعم للنقابة و"رعايته" للمسيرة الديمقراطية، وفوق ذلك منح الدرع بمناسبة 20 عاماً على دوره في دمج نقابة الشطرين ووحدة الوطن!
لو كنت محل الرئيس ولديّ مستشارون أذكياء، لاعتذرت بشفافية عن قبول التكريم، لأني بكل تواضع وبساطة أمثل نظام حكم قامعاً للحريات بشهادات محلية ودولية، ولنصحت النقابة بحكم منصبي الرسمي، بالاحتفاظ بالدرع إلى أن يأتي الحاكم الذي يستحقه. وهذا ما يتمنى الصحفيون الوصول إليه بدون نفاق، مع كامل مودتي الشخصية لأصحاب المبادرة، وكلهم زملاء مهنة يحتقرها الحكم القائم!