6 ساعات من القصف تخلف قتلى وجرحى.. وتدمير عشرات المنازل

6 ساعات من القصف تخلف قتلى وجرحى.. وتدمير عشرات المنازل

حرب الأعلام في الضالع تضع المدينة على كف عفريت
* الضالع - فؤاد مسعد:
المكان: الضالع
الزمان: 7 يونيو
الحادثة: اشتباكات عنيفة بين دوريات الجيش والأمن ومسلحين يتبعون الحراك الجنوبي، شارك فيها الجيش بقصف مدفعي كثيف أدى لقتل 5 مواطنين وجرح 18 آخرين، وتدمير عشرات المنازل.
دعا الحراك الجنوبي أنصاره الأسبوع الفائت للإضراب الشامل كإجراء اعتاد مناصرو الحراك تنفيذه في أول اثنين من كل شهر، وبعد ساعتين من بدء الإضراب الذي عادة ما يصحبه العنف والعنف المضاد، حاول عدد من الجنود إنزال علم شطري من أحد الأعمدة الكهربائية في منطقة حبيل جباري جنوب مدينة الضالع، ما أثار رصاص المسلحين التي انهالت على الجنود وفقا لإحدى روايات الحادثة، بينما تقول مصادر أمنية إن مسلحين تابعين للحراك الجنوبي باشروا الاعتداء على مواقع عسكرية، ومواقع في دار الحيد حيث تنتصب أعلام الوحدة التي قال المصدر إنها تعرضت للقصف بقذائف "آر بي جي"، وهو ما أدى لاشتعال فتيل المواجهة التي استدعت تدخل الدبابات والمدرعات والقصف المدفعي الذي استمر زهاء 6 ساعات، منطلقا من المواقع والنقاط العسكرية باتجاه وسط وجنوب المدينة.
بعد دقائق من اندلاع المواجهة غير المتكافئة، كان الدخان يغطي سماء المدينة، فيما كانت أعمدة المنازل في أحياء حبيل جباري ودار الحيد وحارة كلد والنشام تتهاوى تحت وقع القصف المدفعي الذي كانت تشنه مواقع عسكرية قريبة من المدينة.
استمر القصف ما يقارب 6 ساعات، وبعد ظهر ذات اليوم شرعت المدينة تتحسس مواقع الجراح فيها لتجد أن 5 من المواطنين كانوا قد لفظوا أنفاسهم الأخيرة تاركين أسرا تبكي هول الفجيعة، وتغرق في لجة المأساة، ومدينة يخيم فوقها اللحن الجنائزي الحزين، وعلى أسرّة المستشفيات كان 18 مصابا يغالبون جراحهم النازفة في انتظار ما يجود به القدر، وفيهم نساء وأطفال وافاهم القصف في منازلهم دون أن يمهلهم أو يمنحهم فرصة النجاة.
قال لـ"النداء" أقارب علاء عبدالرحيم إن ابنهم وافته رصاص الموت بعد دقائق من مغادرة المنزل، وعلى بعد أمتار قليلة، حين لاحظ أن الهدوء شرع يبسط ظلاله على المدينة بعد الظهر، لكن الرصاص كان أسرع مما يتصور علاء الذي أجبر على الرحيل مخلفا وراءه أهله وأقاربه يلوكون الأسى، ومقعدا دراسيا صار من الآن بلا صاحب.
القصف الذي انهال على أحياء متفرقة في المدينة بشكل متواصل، أودى بحياة الموجه التربوي عبدالوهاب عفيف مدرس اللغة العربية في الضالع منذ حوالي 20 عاما، ويحظى بسمعة طيبة لدى طلابه ومعارفه.
منيف فور سماعه أن بيت جده تعرض للقصف سارع إلى المكان، لكن نيران القصف لم تمهله، ما أدى لوفاة طالب الكيمياء في الحال.
مشترك الضالع يحمل السلطة المسؤولية والمؤتمر يتهم "عناصر انفصالية"
الحادثة فتحت شهية لدى السلطة والمعارضة ووسائل الإعلام لاستعرض تداعياتها وردات الفعل التي جاءت متوافقة –باستثناء الموقف الرسمي- في توجيه الاتهام للسلطة وتحميلها المسؤولية الكاملة، حيث أدنت أحزاب اللقاء المشترك بمحافظة الضالع "استخدام القوة في قتل المدنيين وقصف أحياء المدينة ونشر الرعب والهلع بين السكان ومواجهة الفعاليات السلمية بالعنف"، مؤكدة أن "لغة القوة لن تفضي إلا إلى مزيد من الاحتقان وتوسيع دائرة السخط والخراب، وبالتالي خلق كل مبررات العنف المضاد". وذكرت في بيانها أن "قيادة محافظة الضالع تتحمل مسؤولية كل هذه التداعيات والأحداث التي تشهدها الضالع من حصار وفلتان أمني وقصف بمختلف الأسلحة يذهب ضحيته المواطنون الأبرياء". ودعت قيادة المحافظة لتحكيم لغة العقل، ووقف سياسة الأرض المحروقة وإشعال النار التي قالت إنه لا يستفيد منها سوى تجار الحروب، "وحتى لا نجد أنفسنا ووطننا في مآل يصعب علينا تداركه لا قدر الله".
وفي أول رد فعل لها حملت السلطة المحلية بمحافظة الضالع أحزاب اللقاء المشترك مسؤولية تطور الأوضاع في المحافظة، واتهمتها بالتضليل ومساندة ما وصفتها بـ"العناصر بالانفصالية المارقة". وقالت في بيان صدر عنها إن أحزاب المشترك تشجع أعمال تلك العناصر وما تقوم به من قطع الطرقات ومنع الموظفين من الذهاب إلى مقار أعمالهم، وذلك بهدف خلق الفوضى والعنف في المحافظة. كما استنكرت ما جاء في بيان أحزاب اللقاء المشترك حول حصار مدينة الضالع، وقالت إن هذه الأنباء مختلقة وليس لها أساس من الصحة، والهدف منها إثارة الفتنة وتشويه الحقائق وتضليل الرأي العام.
وفي السياق ذاته، عبر مصدر في المكتب الإعلامي برئاسة الوزراء عن أسفه واستغرابه من قيام أحزاب اللقاء المشترك "بتحريض وتشجيع العناصر التخريبية الخارجة عن النظام والقانون للقيام بأعمال الفوضى والتخريب، وكذلك دعمها لهذه العناصر من خلال البيانات التحريضية التي تؤدي إلى تمادي تلك العناصر في غيها وتصرفاتها الهدامة التي تمس أمن واستقرار وحياة المواطنين والسكينة العامة للمجتمع".
وقال المصدر في بلاغ صحفي "إنه في الوقت الذي كان من المفترض أن تقف فيه تلك الأحزاب إلى جانب السلطة المحلية والأجهزة الأمنية في محافظة الضالع، وهي تؤدي واجبها للحفاظ على الأمن والاستقرار والسكينة العامة، وأرواح المواطنين وممتلكاتهم والتصدي لأعمال الشغب والفوضى، تقوم هذه الأحزاب بالدفاع عن الخارجين عن القانون، والعمل على الترويج لثقافة الفوضى في المحافظة، وتعطيل عملية التنمية فيها".
وكانت أحزاب اللقاء المشترك عبرت عن إدانتها "لعمليات القصف العشوائي التي طالت عدداً من أحياء مدينة الضالع". وطالب الناطق الرسمي للمشترك بالوقف الفوري لما وصفها بـ"الحماقات والتصرفات الخارجة عن القانون ومحاسبة مرتكبيها أيا كانت مواقعهم". ودعا محمد النعمي لتعويض أسر الضحايا والمتضررين من تلك العمليات وسرعة معالجة الجرحى.
وبدوره وصف محلي المحافظة ما حدث بالمجزرة، كما بادر 5 من أعضائه و15 من أعضاء محلي مديرية الضالع، بتقديم استقالاتهم من المجلس احتجاجا على القصف الذي تعرض له المواطنون في المدينة.
إلى ذلك، ناشدت المنظمة اليمنية للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات الديمقراطية، المنظمات الدولية المهتمة بحقوق الإنسان، وبالذات منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش والمفوضية السامية لحقوق الإنسان والمنظمة العربية لحقوق الإنسان، وكل من فيه ضمير إنساني حي، أن يتدخلوا فورا لوقف ما وصفته بـ"المجازر شبه اليومية"، والتدخل لفك الحصار، وإرسال لجان لتقصي الحقائق عما يجري على أرض الواقع..".
تنديد واستنكار
وفي صنعاء التقى عدد من أبناء الضالع للوقوف أمام ما وصفوه بـ"العدوان الهمجي الوحشي"، وعبروا في بيانهم عن إدانتهم لهذا القصف الذي قالوا إنه يتنافى مع الشرائع السماوية، ويخالف الدستور والقوانين النافذة المواثيق الدولية لحقوق الإنسان. وطالبوا رئيس الجمهورية بـ"تشكيل لجنة تحقيق محايدة، وسرعة تقديم من أقدموا على هذه الجريمة الشنعاء والعدوان الغاشم إلى العدالة لينالوا جزاءهم الرادع، وإنصاف الضحايا".
وفي بيان مشترك قال علي ناصر محمد وحيدر أبو بكر العطاس إن ما حدث في الضالع يعد "واحدة من أشرس حملات النظام العسكرية المفرطة في الوحشية". وأضاف البيان أن تلك الحملة تتحدى "إرادة الشعب السلمية المستمدة من إرادة الله في التعبير السلمي بالرفض المطلق لحرب العام 1994 ونتائجها المدمرة للوحدة السلمية والطوعية"، مؤكدا أن "الحملة التي استهدفت الحراك الجنوبي السلمي في أحد أهم معاقله، هي الرد الغاشم والمجنون على النجاح الكبير الذي حققته دورة لجنة الحوار الوطني التي احتضنت صنعاء فعاليتها السلمية يومي الأربعاء والخميس الموافق 2 و3 من الشهر الجاري).
وأضاف ناصر والعطاس "إن حملة الاثنين الأسود على مدينة الضالع البطلة والصامدة كشفت عن حجم الأحقاد السوداء التي تختزنها سلطة هذا النظام ومتنفذيه، ليس فقط على أبناء الضالع فحسب، بل على أبناء الجنوب الأحرار بوجه خاص، وعلى أبناء الشمال الأحرار الذين يرفضون الظلم والطغيان والقهر والاستبداد"، حسب البيان.
واعتبرا قيام السلطة بحملتها العسكرية على مدينة الضالع في يوم حراكها السلمي الأسبوعي إصرارا على نهجها القمعي، وأنها لا تجيد غير لغة العنف.
ووجه الرئيسان السابقان لجنوب اليمن نداء لقادة الدول العربية والإسلامية الشقيقة وللجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي، ودول العالم الحر ومجلس الأمن ومنظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، ومنظمات حقوق الإنسان، "للتحرك قبل فوات الأوان من أجل وضع حد لإراقة الدماء وجر البلاد إلى دوامة العنف"، داعيين "لإيقاف الحملات العسكرية على المحافظات الجنوبية، ورفع الحصار الاقتصادي والإعلامي، وعسكرة الحياة المدنية والمداهمات والاعتقالات وهدم المنازل، واستكمال الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين والمحكوم عليهم على ذمة الحراك الجنوبي السلمي"، مجددين الدعوة لممارسة الضغط على السلطة للاعتراف بالقضية الجنوبية، ودفعها للحوار الجاد وغير المشروط وتحت رعاية عربية ودولية؛ لإيجاد المعالجات الجذرية للقضية الجنوبية وبقية القضايا السياسية الأخرى".
وبعد يومين من الحادثة أصدر علي سالم البيض بيانا أدان فيه ما وصفها بـ"المجازر الوحشية" التي قال إنها جاءت في إطار العقاب الجماعي بعد "الاستجابة الواسعة في مدن الجنوب للإضراب الشاملـ"، داعيا في بيانه المجتمع الدولي للتدخل لحماية أبناء المحافظات الجنوبية.
على الصعيد ذاته، استنكر حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) فرع الضالع، القصف الذي تعرض له أبناء الضالع بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة وقتل الأبرياء، مشيرا إلى القصف الذي تعرض له مقر الحزب بالمحافظة، واصفا تصرفات السلطة بالممارسات المخالفة للدستور، وقال إنها لن تزيد النار إلا اشتعالاً ولا النفوس إلا مزيدا من التشظي، مؤكدا أن سقوط الأبرياء من القتلى والجرحى من النساء والأطفال عمل مدان كون جميع من سقطوا أبرياء.
مسيرة الخميس في الضالع تندد بأحداث الاثنين
أصيب 10 أشخاص بينهم أطفال أثناء تفريق الأمن لمسيرة سلمية خرجت الخميس الماضي في مدينة الضالع، وجابت الشارع العام، تنديدا بما تعرضت له المدينة من قصف مدفعي يوم الاثنين الفائت.
وبعد انطلاقها قامت قوات الأمن المركزي بتفريق المسيرة وقمع المشاركين بالرصاص الحي والقنابل الغازية والمسيلة للدموع، وقد نجم عن ذلك إصابة كل من:
عبيد قاسم علي, وضاح محمد سعيد, صابر محمد محسن، محمد علي محمد، محمود محمد صالح، سند التهامي، عبدالله علي مثنى، عبدالواحد أحمد مسعد، واثق محمد صالح، عبدالعزيز سفيان
أسماء القتلى:
1. عماد أحمد محمد الخطيب
2. منيف عبدالرحمن صالح حيدرة
3. عبدالوهاب محمد عفيف
4. علاء عبدالرحيم جباري
5. نور الدين العرومي
أسماء الجرحى:
1. منير عبدالمنعم محمد مثنى، 8 سنوات
2. الزبير عبدالله جعفر، 10 سنوات
3. ماريا محمد بن محمد
 4. زينب محمد بن محمد
5. فوزية محمد بن محمد
6. نجيبة محمد بن محمد
7. أحمد صالح الجيلاني
8. محمد أحمد الصوملي
9. أحمد هادي جعوف
10. جلال محمد عبادي
11. محمد فضل علي
12. على أحمد محمد الجمل
13. صدام علي طاهر
14. محمد مثنى حسين عماري
15. عارف محمد ناصر
16. رباب أمين فرحان، 12 عاماً
17. محمد محسن محود
18. وليد محمد قايد
المنازل التي تعرضت للقصف
وبحسب بيان صادر عن المنظمة اليمنية للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات الديمقراطية، فقد تعرض للقصف عشرات المنازل، وهي كالتالي:
1. مقر حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) فرع محافظة الضالع
2. منزل الشهيد عبدالوهاب عفيف
3. منزل الشهيد عماد أحمد محمد
4. منزل محمد فضل علي
5. منزل أحمد علي ناشر
6. منزل صالح خالد
7. منزل فهمي العبادي
8. منزل علي صالح حمود
9. منزل عبدالباسط العيشور
10. منزل حيدر سيف علي
11. منزل قايد عبادي صالح
12. منزل محمود أحمد علي الأشبي
13. منزل شايف الكزحي
14. منزل عبدالله صالح علي
15. منزل محمد بن محمد الصيرفي
16. منزل محمد علي جباري
17. منزل محمد سعيد حيدر
18. منزل علي محسن الشرعبي
19. منزل محمد أحمد عويجة
20. منزل هادي محمد جعوف
21. منزل عبالله محمد أحمد قفش
22. منزل عمار صالح حمود
23. منزل عبدالله محسن صالح
24. منزل علي بن علي المشرقي
25. منزل محمد محسن علي الصدوق
26. منزل عبدالعليم محمد مسعد سلام
27. منزل صابر مثنى حسين عماري
28. منزل عبدالله محمد صالح
29. منزل محمود محمد صالح
30. منزل منصور محسن عويجة
31. منزل محسن علي حمود
32. منزل أحمد محمد ناشر
33. منزل علي عبدالله مسعد بكاس
34. منزل عبدالودود محمد بن محمد
35. منزل شاكر محمود حرمل
36. منزل عبدالله الحاج مثنى
37. منزل أحمد محمد
38. منزل محمد داحي
39. منزل عبدالله عبده علي
 40. منزل عبدالله مثنى عبدالله
 41. منزل الشيخ محمد علي حمود
 42. منزل عارف محمد ناصر
43. منزل علي عبدالباري
44. منزل حسن رضوان
45. منزل خالد صالح حسين
46. منزل محسن محمد الجحافي
47. منزل محمد المفلحي
48. منزل ردمان الوصابي
49. منزل محمد حمود ناجي
50. منزل عبدالخالق أحمد محمد المشرقي
51. منزل عبدالناصر دحان نجار
52. منزل محمد عراش
53. منزل سيف صالح حمود
54. منزل عبدالله محسن حمود
55. منزل علي صالح الحبشي
56. منزل محمد سيف عويجة
57. منزل عبدالهادي عويجة
58. منزل عبده حسان محمد
59. منزل نصر عبادي شايع
60. منزل أحمد مثنى حسين
61. منزل محمد مقبل مانع
62. منزل كمال أحمد مقبل
63. منزل محمد محسن الطويل
64. منزل كمال محمد علي
65. منزل محمد علي مسعد
66. منزل محمود عبدالله مسعد
67. منزل محمد علي الجحافي
68. منزل محمد أحمد حمود
69. منزل علي سيف عويجة
70. منزل عبدالواحد مثنى عبداللاه
71. منزل عادل عمر علي
72. منزل قايد علي محمد
73. منزل عادل علي محمد
74. منزل علي بن علي ناجي
75. منزل أحمد عبيد حمود