مخنق!

مخنق!

* نعمان قائد سيف
ليس وحده قرار الانفصال الذي عجّل بإنهاء الحرب الأهلية صيف 1994، فانكفاء جبهة الضالع سهلت إلى حد كبير مهمة زحف قوات المركز إلى عدن، ويؤكد ذلك أن قرار فك الارتباط يومها كان انفعالياً، واتخذ تحت لحظة الحاجة لجمع ما تبقى من قوى الجنوب المتنافرة أمام جحافل تحالف (الشرعية) التي وحّدت حابل المتفيدين بنابل ضحايا الصراعات ممن لهم حسابات مؤجلة مع رفاق الأمس القريب بالنسبة لبعضهم، وأعداء الأمس البعيد للبعض الآخر!
لو أن قرار الوحدوي علي سالم البيض ورفاقه بيّت له من وقت مبكر، وفق ترتيبات عسكرية وأمنية مضبوطة، ما كان لقوات الرجل الثاني في الوحدة الرسمية (علي عبدالله صالح) أن تتمكن من حسم الموقف بتلك السهولة التي تمت، ولكانت الحرب الملعونة في حالة كر وفرد إلى اليوم، وشهد الوطن معارك تصفية حسابات أخرى مجمدة في أنحاء متفرقة من الشمال ذاته!
ما أريد أن أخلص إليه من المقدمة، تكرار النصيحة التي كنت قد أسديتها للسلطة في مقال نشرته في صحيفة "التجمع" بعنوان "انسحبوا من الضالع"، قبل عقد ونيف من السنين، عندما بدأ تململ واحتجاج مواطني المحافظة المذكورة يأخذ بالتراكم، كرد فعل أولي وطبيعي على الزيادة الملحوظة في التواجد العسكري للقوات (المنتصرة) في مناطقهم، وما يمثل ذلك من استفزاز للمشاعر، لا سيما إذا عرف أن كثيراً من ذكور الضالع يرجحون عند الاختيار كفة العسكرة على أية حرفة أخرى. وعليه أجدد الدعوة وأكرر نداء عنوان مقالي السالف الذكر، ناصحاً أصحاب القرار بالقول: اسحبوا القوات من الضالع، بل ومن كل دواخل الوطن، من أجل تقوية وشائج القربى، والحفاظ على ما تبقى من أواصر الوحدة. وكفاية جنائز وخراباً وكذباً!
freejournMail