انتباه!

انتباه!

* نعمان قائد سيف
استفزتني بشارة الرئيس القائد بقرب إنزال واستخدام باكورة "نوعية" من التصنيع الحربي (المحلي)، والمتمثلة ب300 عربة ومدرعة كدفعة أولى، مثلما أغضبني تماماً استعراض القوة العسكرية قبل عام في ساحة السبعين، وكان العرض المقدمة الطبيعية لحرب صعدة الأخيرة، وليست بآخر الحروب!
توقيت إعلان التصنيع المذكور كان يفترض أن يرد -تخميناً- في خطاب الرئيس يوم 22 مايو الماضي، ولكنه كما يبدو أُرجئ لأحد اثنين، إما وأن (حفظه الله) تلقى نصيحة عابرة أقنعته في لحظة صفاء بأن المفاجأة الموعودة لو تمت ستكون بمثابة فاجعة، حيث إن الناس ينتظرون خيراً مدنياً مفرحاً لا "شراً" عسكرياً مستطيراً، فذاكرتهم طرية تستحضر فاجعة صعدة التي تلت استعراض ميدان السبعين، الذي أنبأ بقدوم كارثة فكانت، أو أن احتمال تأجيل المفاجأة /الفاجعة تلك يرجع إلى عدم انتهاء وزارة الحربية من تجهيز دفعة الإنتاج في الموعد المحدد، بحيث يتواكب استعراض المركبات العسكرية مع محتوى خطاب المناسبة، كما يفعل بتعمد بعض زعامات العالم، والرئيس الإيراني مثال على ذلك!
ما لفت انتباهي توضيح المشير بأن الإنتاج العسكري (المحلي) المذكور تم بتكنولوجيا أجنبية وكذلك الخبراء، ولا علاقة لليمن بالموضوع إلا من جهة توفير القوى العاملة (الشقاة) الذين هم كما قال من أرض الوطن!
صراحة ما كان للقائد أن يذكر التفاصيل "الصغيرة" الفاضحة لو كان لديه مستشارون نجباء، لأن التصنيع الحربي، وخصوصاً في بداياته، يتطلب كتماناً نظراً لطبيعته الأمنية الخاصة من جهة، ولستر واقع حال افتقار البلاد لأهم مقومات العمل ذاته (التكنولوجيا والعلماء)، وإن كانت فكرة العون والمساعدة الخارجية مقدمة ضرورية للاستيعاب والتنفيذ مستقبلاً!
ما يخيف هنا أكثر، تباهي السلطة بما وصلت /توصلت إليه من "تقدم" في آليات وأدوات القمع، رغم تواضعها، مقارنة مع ما تصنع دول متخلفة أخرى، والقلق ينتاب المواطنين، وخصوصاً المعارضين، من أن تصعد المهسترة عنفوان قوتها، في مواجهة العزل المسالمين المناهضين لسياساتها العرجاء، لاسيما إذا ربط المقموعون الإنتاج الحربي المذكور بخطابات وكتابات التخوين المتواصلة، على خلفية كل فشل عسكري أمني ذريع في حل المشاكل!