لجنة حماية الصحفيين في نيويورك تستنكر النطق بالحكم في جلسة سرية

لجنة حماية الصحفيين في نيويورك تستنكر النطق بالحكم في جلسة سرية

النداء" تستأنف حكماً قضائياً يدين محرريها بالمناطقية والمساس بالوحدة
علمت "النداء" من مصادر قضائية أن رئيس محكمة الصحافة والمطبوعات القاضي منصور شائع عقد جلسة سرية صباح الاثنين الماضي، تلا خلالها منطوق الحكم في القضية التي يحاكم فيها 5 من محرريها وكتابها.
وكان القاضي أجل النطق بالحكم في القضية 3 مرات خلال شهر مايو. إذ قرر مطلع أبريل الماضي حجز القضية للحكم في جلسة 2 مايو، وفي الجلسة المحددة قرر تأجيل النطق بالحكم إلى 16 مايو، ثم قرر تأجيل النطق إلى 23 مايو. ولم تعقد المحكمة جلسة في 23 مايو، لكن رئيس تحرير "النداء" تلقى معلومات ظهر 24 مايو، تفيد بأن القاضي تلا منطوق الحكم في جلسة لم يتم إبلاغ محرري "النداء" بموعدها.
وحسب مصادر قضائية فإن القاضي أدان رئيس تحرير "النداء"، و3 من محرريها والكاتب ميفع عبدالرحمن بتهمة المساس بالوحدة اليمنية، وقرر إنزال عقوبة الحبس لمدة 3 أشهر على كل منهم مع وقف التنفيذ.
وتم تحريك الدعوى الجزائية ضد "النداء" في نوفمبر الماضي، وذلك بعد 5 أشهر من استجواب النيابة 4 من محرري الصحيفة هم: سامي غالب، وشفيع العبد، وعبدالعزيز المجيدي وفؤاد مسعد. واعتبرت النيابة في قرار الاتهام الكاتب ميفع عبدالرحمن فاراً من وجه العدالة، علماً بأنه لم يستدعَ قط للمثول أمامها، واستغرقت جلسات المحاكمة 5 أشهر.
ومعلوم أن إقامة الدعوى تم بناء على بلاغ من وزير الإعلام مطلع مايو 2009، يتهم فيه "النداء" بإثارة النعرات المناطقية والتحريض على العنف والعصيان المسلح، والمساس بالوحدة اليمنية.
وخلال جلسات المحاكمة قوَّض محاميا الصحيفة
الأستاذين نبيل المحمدي وشكيب الحكيمي قرار الاتهام، وعجزت النيابة عن الرد على ما قدماه من دفاع جوهري، ولم تتمكن من تقديم ما يثبت أن "النداء" نشرت أخباراً كاذبة أو تورطت في نشر ما يثير النعرات المناطقية.
وقررت أسرة "النداء"، بعد التشاور مع الأستاذ المحامي نبيل المحمدي، استئناف الحكم الابتدائي.
ومن المقرر أن تبدأ اليوم إجراءات الاستئناف، وتقديم عريضة الاستئناف إلى الشعبة المختصة.
منتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان، أدان الحكم/، واعتبره دليلاً جديداً على عدم احترام الحكومة اليمنية لحرية الصحافة والحق في التعبير.
كما أدان منتدى الإعلاميات اليمنيات الحكم القضائي، واستغرب أن يحرِّم القاضي صحيفة "النداء" بتهمة المناطقية رغم أنها من أكثر الصحف اليمنية مهنية، ولفت إلى الدلالات السلبية للحكم الذي جاء بعد أيام فقط من قرار رئاسي بالعفو عن الصحفيين وإغلاق ملفات القضايا المنظورة في المحاكم.
لجنة حماية الصحفيين في نيويورك، قالت في بيان لها الأربعاء، إن محكمة الاستئناف اليمنية مدعوة إلى نقض الحكم الابتدائي الذي يجيء بعد أيام قليلة من قرار الرئيس صالح بالعفو عن صحفيين محكوم عليهم، ووقف الملاحقات القضائية ضد صحفيين آخرين يمثلون أمام المحاكم. وانتقدت اللجنة النطق بالحكم في جلسة للمحكمة لم يُشعر بانعقادها المتهمون من أسرة "النداء" ولا محاميهم.
وجاء الحكم في سياق حملة حكومية شرسة ضد الصحافة المستقلة والمعارضة، وخاتمة لسلسلة أحكام قضائية مثيرة للجدل بسبب العقوبات القاسية، وأحياناً غير المنصوص عليها في القوانين اليمنية، ضد صحفيين وكتاب يمنيين.
وتعبِّر أسرة "النداء" عن امتنانها الشديد للمحاميين الأستاذين نبيل المحمدي وشكيب الحكيمي اللذين قدما أداء قانونياً رفيعاً خلال ترافعهما عن الصحيفة، ما أدى إلى دحض مزاعم النيابة، واضطرار رئيس محكمة الصحافة إلى تأجيل النطق بالحكم أكثر من 3 مرات خلال الفترة الماضي.
كما تشكر كل من اتصل بها متضامناً ومستهجناً إدانتها بالمناطقية والتحريض على الكراهية. وبشكل خاص تعبِّر الصحيفة عن تقديرها العميق لأقارب ضحايا الاختفاء القسري الذين اتصلوا برئيس التحرير في صنعاء، وزاروا منزل الزميل فهمي السقاف في عدن لإبداء تضامنهم الكامل مع "النداء"