ويل!

ويل!

* نعمان قائد سيف
تضاربت الأنباء وتداخلت مع الإشاعات حول هوية الموكب الذي تعرض لإطلاق نار في الحبيلين، والذي أدى إلى سقوط ضحايا، فمن جهة القول بأن طابور العربات الذي هوجم هو موكب رئيس الدولة، وقد استهدف أثناء مروقه كالبرق، كما هو شأنه في كل تنقلاته (التفقدية) داخل الوطن، ومن يوضح أن رتل السيارات التي قنصت تعود لنفس الموكب، إلا أنها لم تك ضمن القوام الطويل، فقد تحرك الأخير إلى تعز من جهة كرش، وأرسلت عربات معدودة منه باتجاه الضالع بقصد التعرف ميدانياً على مدى خطورة الأوضاع هناك على حياة الرئيس لو فكر واتكل. فيما يؤكد خبر أن الموكب المصاب يخص نائب رئيس الوزراء وزير الإدارة المحلية. مصدر آخر رجح كفة القول بأن الموكب يرجع لعدد من الوزراء والمسؤولين، قرروا التحرك كوحدويين جماعة من باب المؤانسة، وتحوطاً لمواجهة أسوأ الاحتمالات متضامنين. نبأ مختلف يؤكد أن العربات التي استهدفت ما هي إلا دورية عسكرية أمنية كانت في طريقها لتأدية واجب روتيني في ظل حكم الطوارئ الذي تعيشه المنطقة منذ فترة ليست قصيرة!
مهما اختلفت الروايات (الأخبار، الإشاعات) حول الحادث، إلا أنها تثبت أن في المحافظات الجنوبية والشرقية أنات غضب لم تعد مكبوتة، ولا يجوز تجاهلها، ومبعثها إمعان سلطة (الوحدة) الانفصالية المركزية، في ممارسة السياسات الخاطئة بصورة مباشرة، وعبر الوكلاء في نفس المحافظات، وقررارات تعيين أعداد إضافية لازالت تتوالى، وعلى المكابرة الساذجة مراجعة نفسها الاحتكارية الأمارة بالسوء، كي لا تزداد الأمور سوءاً، ولا بأس من التذكير هنا بأن المواكب بذاتها ظاهرة تستفز مشاعر الناس بسفاهتها الباذخة أينما ذهبت في طول البلاد وعرضها، ولا تحتاج الجماهير المحرومة والمستفزة لفتوى ممن يبيحون (نكح) الصغيرات، تجيز التعرض لمواكب الفساد، فمنطق الثورات يقول بأن لا أمان لمن لا أمانة له، وويل للعابثين!