وفاة إلهام تثير الرعب في المنطقة وكثير من فتيات قريتها فسخن خطوبتهن

وفاة إلهام تثير الرعب في المنطقة وكثير من فتيات قريتها فسخن خطوبتهن

* حمدي الحسامي
وضع تقرير طبي حداً للخلاف حول سن إلهام مهدي شوعي؛ الطفلة التي توفيت قبل شهر بسبب نزيف حاد ناجم عن عنف جنسي. إذ جاء في قرار الطبيب الشرعي والنفسي بمكتب النائب العام والمكلف من رئيس نيابة حجة، أن إلهام تبلغ 16 سنة.
حين توفيت إلهام كانت تدور معركة بين أنصار تحديد سن زواج الفتيات وبين معارضين.
ومنذ وفاة إلهام في 4 أبريل الماضي بعد زواجها ب3 أيام، ظل موضوع عمرها محل تضارب بين من يقول 18 عاماً، وهي في سن الزواج، وآخر يقول إنها مازالت طفلة ولا تصلح للزواج.
المعلومات التي استند عليها من حددوا سن إلهام ب18 عاماً كانت بناء على عقد الزواج وبيانات مستشفى حجة.
وقالت والدة إلهام عند حديثها للفريق القانوني والإعلامي من منتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان، أثناء زيارته للأسرة الأحد 24 الشهر الماضي، إن طفلتها تزوجت بعد أن (اغتسلت مرتين) أي بعد بضعة شهور من بلوغها.
منتدى الشقائق، وفي بيان له، قال إن نيابة حجة أثناء زيارته لها أفادت أنها اعتمدت في تصريحاتها حول سن إلهام على البيانات الواردة في ورقة المعاينة الخاصة بالمستشفى والتي كان مصدرها الزوج حين أوصلها جثة هامدة للمستشفى.
وقال المنتدى إن أسرة إلهام لا يوجد لديها شهادة  ميلاد أو بطاقة عائلية أو شخصية أو انتخابية وإن أقرب وحدة صحية ومدرسة للقرية تبعد على مسافة 6 كيلومترات. كما أن الأمية والأمراض متفشية في القرية بشكل كبير.
مصادر من المنطقة قالت إن الرواية التي نشرت أن إلهام توفيت في المستشفى غير صحيحة. وأشارت المصادر إلى أن زوج إلهام يوم وفاتها أخذها إلى شيخ ليقرأ عليها القرآن بزعم طرد الجن من جسدها. وزادت أن الشيخ ظل يقرأ القرآن عليها وهي تنزف إلى أن توفيت، عندها أخذها زوجها جثة وحملها إلى المستشفى.
حادثة وفاة إلهام التي لازالت جثتها في ثلاجة مستشفى حجة أثارت الرعب في المنطقة. وذكر منتدى الشقائق أنه خلال زيارته أفادهم أحد بأنه قام بفسخ خطوبة ابنته وهي في سن إلهام، وأن الكثير من فتيات القرية فسخن خطوبتهن.
************
...والسعودي يستقبل فتاة آخرى أصيبت بنزيف حاد بسبب عنف جنسي
ليلة وفاة إلهام كان المستشفى السعودي بحجة يستقبل ضحية أخرى لزواج القاصرات. ففي الساعة ال12 من منتصف ليلة 4 أبريل المنصرم، أسعفت الطفلة "ف.أ" إلى المستشفى نتيجة نزيف حاد في المهبل.
"ف.أ" (12 عاماً) من مديرية مبين بمحافظة حجة، وفق بيانات المستشفى، عند زواجها قبل عام اشترطت أسرتها على الزوج عدم الدخول عليها إلا بعد البلوغ وتكون صالحة للوطء.
في لحظة ضعف حسب بيان منتدى الشقائق لم يلتزم الزوج بما اشترطت عليه أسرة "ف"، فدخل على زوجته، ما أدى إلى تمزق مهبلها وإصابتها بنزيف حاد.
برر الزوج للمستشفى سبب النزيف وقال: النزيف نتيجة وقوعها على حجر. لم يصمد مبرره طويلا فقد داهمه تقرير المستشفى الذي أعاد سبب النزيف لعنف جنسي.
وأشار الفحص الطبي الذي أجري للطفلة كما جاء في بيان منتدى الشقائق، إلى أن سبب النزيف نتيجة ممارسة جنسية عنيفة وهي لا تتحمل.
منتدى الشقائق الذي قال إنه لا يزال يتابع تفاصيل الحادثة، لم يعد يعرف عن مصير "ف.أ" شيئاً بعد أن قام أهلها بأخذها من المستشفى.
*****************
وطفلة تهرب من زوجها نتيجة تعرضها للإساءة والمعاملة الشديدة
لم يكن مصير الطفلة "ح" مشابهاً لمصير إلهام التي راحت ضحية الزواج المبكر، وتوفيت بعد 3 أيام من زواجها نتيجة الممارسة الجنسية، إذ حاولت الهرب من زوجها وظلت مشردة ل3 أيام في العاصمة.
وحسب بلاغ لمنتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان، فإنه وفق بلاغ تلقاه أنه تم القبض على طفله عمرها 15 سنة في حديقة الثورة بمنطقة الجراف بأمانة العاصمة، في 25 أبريل الماضي، بعد 3 أيام من التشرد في الشوارع، من قبل قسم منطقة الثورة.
وقال منتدى الشقائق إن الطفلة "ح" من منطقة ضلاع همدان، هي إحدى ضحايا الزواج المبكر، إذ تم تزويجها وهي في سن 13 عاماً على أحد أقربائها.
وأضاف أن هروب "ح" من زوجها جراء تعرضها للإساءة والمعاملة الشديدة.
وذكر المنتدى أنه وعند تواصله مع قسم منطقة الثورة أكد واقعة القبض التي تمت في الساعة ال8 مساء يوم الأحد 25 أبريل الماضي، وأن القسم قام بالتواصل مع عائلتها وسلموا الطفلة لعمها.
وحسب مصادر لـ"النداء" فإن الطفلة "ح" هربت بسبب تعرضها لعنف جنسي متعدد المصادر، ومحاولة استغلالها.
فريق من وحدة الرصد والمساندة في منظمة سياج توصل في التحقيق الذي نفذه، إلى أن "ح" ضحية الزواج القسري، مهددة بالتصفية الجسدية بسبب اتهامها لأحد الأشخاص باستغلالها جنسياً.
وأشارت وحدة الرصد إلى أنه وخلال التقائها بمسؤولين في وزارة الداخلية والتواصل مع أمن العاصمة ومنطقة الثورة الأمنية، تبين أنه تم تسليم "ح" لعمها بناء على توجيهات مدير أمن العاصمة، في حين تتحفظ الشرطة على زوجها، وهو في الثلاثينيات من عمره، مع شخص آخر، للتحقيق معهما بخصوص تهم وجهتها لهما الضحية.
وقال فريق سياج إن المسؤولين الذين التقاهم أكدوا أن "ح" تعاني من مشكلات نفسية جراء معاملة الزوج والهروب والتشرد، وأنها ذات بنية جسمية صغيرة.
[email protected]