المشترك.. تقاطعات الخطاب.. !!

المشترك.. تقاطعات الخطاب..!! - عبدالله الصعفاني

حاجة عجيبة.. ومنطق أعجب..
يقولون إن مرشح المؤتمر الشعبي العام الرئيس علي عبدالله صالح، على رأس السلطة في اليمن منذ 28 عاماً.. وفي الوقت نفسه يتصاعد غضبهم من القول بأن مثله لا يحتاج لخوض مناظرة مع منافسيه.
والحق أن خطاب الخلط بين الموقف ونقيضه لا يعبّر إلاّ عن رؤى انفعالية وضبابية.. وهنا أسأل على قاعدة العلاقة بين السؤال و إشراك الناس في البحث عن جواب:
إذا كان الرئيس حكم الشمال والجنوب لمدة 28 عاماً، فأين كان الحزب والدولة الطليعية من طراز جديد في المحافظات الجنوبية والشرقية..!!
وكيف يتم التعامل التاريخي مع دورات الصراع التي خاضها الرفاق بصورة منتظمة وكأنها كبسولات يشرف على تناولها طبيب صيني صارم..؟ هل من اللائق أن ننزع صفحات كبيرة من كتاب التاريخ ونتجاوز ما حدث قبل 16 عاماً وليس 28 عاماً من إحداث التغيير في الجغرافيا ودحر لبراميل التشطير وإحداث إنقلاب في البنية التحتية حتى لأن من زاروا بعض مناطق الوطن -كحضرموت- بعد الوحدة مباشرة يتساءلون بصدق قائلين: "يعلم الله أين ساروا بالفلوس..؟؟"!
أما إذا كان هناك رغبة في الاعتراف بأن سنين عديدة من تاريخ علي عبدالله صالح مع السلطة قضاها في تعويض بعض أجزاء الوطن عمَّا فاتها من بينة تحتية وخدمات اقتضت التركيز من أجل وطن يتطور بشكل متوازن فإن الأمر يتطلب شجاعة أدبية وجرأة في التراجع عن الحملة التي يشنها بعض زملائنا على الكاتب الناضج والقلم العقلاني الأستاذ نصر طه مصطفى. وكل ذنب نصر أنه فكّر و دعا الى نظرة عادلة الى الظروف الموضوعية التي تحيط بأي حاكم حتى لا تكون الأحكام قاصرة ومبتسرة.
وأياً كانت الحسبة فإن انجازات الرئيس علي عبدالله صالح، من العام 90م تكفيه لأن ينطلق في فضاء الترشح لفترة رئاسية قادمة بثقة مطلقة تستند على مكاسب وقرارات تاريخية تجعله الرقم الصعب في ظل معادلة تنافسية.
وفي السياق ذاته يمكن تفهم تصريح المصدر المسؤول في المؤتمر الشعبي بأنه سيكلف رئيس الدائرة الإعلامية الأستاذ طارق الشامي أو أحد نوابه للوفاء بالمهمة ان اقتضى الأمر ذلك..
وكما انه لا مجال للمزايدة أو المناقصة في مسألة تواضع علي عبدالله صالح. وتسامحه، فإن مهمة أي شخص للخوض في شخصيته وأهمية وجوده بالنسبة للمستقبل واحتياج القادم لتراكم الخبرة في إحداث التحولات، هي مهمة سهلة.. ويمكن لأي مواطن أن يخوض مناظرة فيها فقط.. لابد من إدراك أن أي حوار يحتاج الى جدّية واحترام لشرعية المؤسسات والابتعاد عن أساليب التدليس أو الخداع أو تزييف الوعي.. فالإعلام وحده لا يكفي لصناعة صورة جديدة لمرشح سواء كان الهدف من الترشيح للمنافسة أم فقط من أجل التمثيل المشرف.