قرار مجحف في حق عشرين موظفاً في مطار عدن الدولي

قرار مجحف في حق عشرين موظفاً في مطار عدن الدولي - نادرة عبدالقدوس

نعرف أنه إذا أصدر الحاكم قراراً لا بد أن يُنفذ (الحديث عن المجتمع العربي واليمني خصوصاً) ذلك لأن الحاكم هو الوطن والوطن هو الحاكم.. هكذا تتم تربيتنا منذ ولادتنا.. والويل والثبور لمن يعصي الحاكم فأمره مفهوم ومصيره معلوم!
الغريب في الأمر أن حاكمنا ورئيسنا الأخ علي عبد الله صالح كثيراً ما يأمر ويوجه في كثير من أمور تخص العامة من الشعب المطحون والمغلوب على أمره.. لنجد أن كل هذه الأوامر والتوجيهات يُضر بها عرض الحائط،، بل أصبح الناس يسخرون كلما سمعوا أن الرئيس أصدر توجيهاته في شأنٍ ما، وأمر جهة ما بتنفيذها، ذلك لأن لا شيء سيترجم على أرض الواقع بل سيتم العمل بعكس ما جاء في توجيهاته. وأسوق مثالاً حياً: حدث أنه في أحد الأيام من أيامنا المغبّرة وجه الأخ الرئيس صالح بفتح أجواء مطار عدن الدولي وإعادة دوره التاريخي كمطار حيوي وأن لا يظل مجرد (ترانزيت) على أن يتم العمل سريعاً لإعادة الحياة إليه من خلال الرحلات المباشرة منه وإليه دون المرور على مطار صنعاء الدولي كما هي العادة منذ أكثر من عقد من الزمان. واستبشرنا خيراً، ولكن بحذر تام.. لأننا ندرك أن ترجمة هذه التوجيهات ستتم بالمعكوس.. وبالفعل حتى اللحظة لم نلمس أي تطور في مطار عدن الدولي التاريخي، ولكي لا تتهمونا بالباطل وبأننا نفتري على الناس، أكمل لكم الحكاية التي تؤكد ما قلناه في البدء، فقبل أيام قلائل استلم عشرون موظفاً في مطار عدن قراراً إدارياً رقم (703) لعام 2006م صادر عن إدارة الشؤون الإدارية في الخطوط الجوية اليمنية بنقلهم من محطة عدن للعمل بإدارة الصيانة والهندسة الإدارة العامة –صنعاء- وذلك خلال أسبوع من صدور القرار. وكان القرار صدر في 12 أغسطس 2006 م، دون أي اعتبار لهؤلاء الموظفين ولظروفهم المعيشية ولأسرهم وغير ذلك من الأمور التي بحاجة إلى إعداد مسبق.. والغريب أن نقل هؤلاء الموظفين تم بنفس درجاتهم ورواتبهم ووظائفهم!!
في ذات الوقت يصرح الأخ محمد عمر بامشموس رئيس المجلس الإداري للغرفة التجارية والصناعية في عدن قبل أيام، أمام عدد من رجال الأعمال العرب وممثلي الصحف المحلية ومراسلين لصحف أجنبية، مبشراً إياهم أن أجواء عدن ستفتح أمام الطائرات دون توقف وأن مطار عدن الدولي سيعود إلى سابق عهده وأن.. وأن.. والواقع يقول عكس ذلك! وبتنا لا نعرف من الصادق ومن الكاذب في هذه البلاد!!
لمصلحة من يتم ذلك؟ وهل سيتم إفراغ مطار عدن الدولي من موظفيه بالكامل بعد أن تم نقل معظم طياريه ومضيفيه ومهندسيه إلى صنعاء؟ وهل سيؤول مصير المطار إلى مصير ميناء عدن البحري الدولي؟
ويناشد هؤلاء الموظفون الرئيس علي عبد الله صالح ضرورة النظر إلى وضعهم ومعالجة هذا الأمر.. والبحث في أسباب عدم تنفيذ توجيهاته.. لأن ما حدث لهم يجر وراءه الكثير من الخراب الذي سيهدد استقرارهم المعيشي والأسري.. فهل الرئيس يسمح بهذا العبث؟ وهل يرضى بهذا الهوان وبهذا التجاهل لتوجيهاته؟! الأمر متروك له وللقائمين على الخطوط الجوية اليمنية وبالذات على رئيس مجلس الإدارة فيها الذي لم يصدر القرار باسمه.. وهنا وجه الغرابة في الموضوع!!
nadra